الرئيسية مقالات متنوعة آثار الأزمة الإقتصادية

آثار الأزمة الإقتصادية

بواسطة محمود بني
213 مشاهدات

محمد محمود

¤ علي امتداد مساحات الوطن الكبير ظلت الأزمات تلاحقه في الأونة الأخيرة وأصبح كالجسد المُبتلي بعدة أمراض ما إن يشفى من مرض حتي ياتيه ما هو أسوأ ؛ وظلت الأزمة الإقتصادية تلقي بكلا أثقالها علي قوت المواطن الضعيف وتقف الدولة في سبيلها موقف العاجز الذي لايستطيع فعل شئ .
ولعل أبلغ أثر للأزمة الإقتصادية يتمثل في ما تُلقيه من أعباء علي الطبقة المتوسطة والتي تمثل عماد وإزدهار الدولة النامية وعمودها الفقري، إذ تمثل الطبقة العاملة بكل القطاعات العامة والخاصة فبتأثرها يتأثر الإنتاج في كل قطاع حيوي وتليها الطبقة الفقيرة ؛ فيتساوي الإنسان متوسط الدخل مع الفقير المعدم وتزداد نسبة البطالة وتقل عجلة الإنتاج وتقل نسبة المساحات المزروعة ويقل الإنتاج المحلي حتي يتلاشي وينحصر فقط في الصناعات اليدوية والبسيطة.
ولعل ابلغ الأثار العميقة للأزمة الإقتصادية هو ما تلقيه من آثار إجتماعية تتفاقم بتدهور الوضع الإقتصادي.
ولاحظنا في السنوات الآخيرة من عمر دولة السودان تدهور الأوضاع الإقتصادية بصورة مزرية فأصبحت الحياة شبه مستحيلة علي محدودي الدخل وعلي الفقراء، وظهرت بعض الظواهر الإجتماعية السالبة والتي من ضمنها زيادة نسبة الطلاقات بشكل متسارع، والذي تظهر نسبته علي ملفات واروقة المحاكم المدنية ومن أهم الاسباب هو ضعف تحمل المسؤولية الناتجة عن التدهور الإقتصادي مع ازدياد الحوجة والمتطلبات .
ومن الأثار الإجتماعية الأخري ؛ عزوف الشباب عن الزواج بشكل ملحوظ ؛ فأصبح مشروع الزواج حلم يرواد الفتيان والفتيات في ظل وضع قاتم يجعل من الصعب علي الفرد موازة التكاليف المغالي فيها .
فالأزمة الإقتصادية شائكة ومرتبطة بالوضع الإجتماعي ويظهر أثرها عليه بشكل متسارع ؛ فهاهي المواقع الإسفيرية كل يوم تنبئ بشكل جديد من أشكال تطور الجرائم.
لكن ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر هو الأثر النفسي والسلوكي المجتمعي الذي يحول من أخلاقيات الشعب في سلسلة الإكتساب العام للسلوك فالضغوطات الإقتصادية والمعيشية تجعلنا ننظر لماهو سالب إجتماعيا علي أنه شئ معتاد وفعل حتمي ؛ حتي يصبح سلوك عام، وهاهي اسواقنا اليوم تحكي قصص الوسطية والغش في كل شئ حتي أصبح الإنسان كالجزار لأخيه الإنسان .
فعملية التحول التدريجي في قيم الإنسانية السودانية مرتبطة بعدة طبقات أولها ضعف الوضع الإقتصادي وتدهوره ، فالواقع ينذرنا بتحول القيم والمفاهيم، وكل ذلك بسبب تدهور الاوضاع الإقتصادية .

ولابد علينا كمجتمع متكافل ومترابط ببعضه البعض ان نقف جنبا إلى جنب لتخطي هذه الأزمة الإقتصادية التي اهلكت الجميع، وتفقد أحوال بعضنا، وقد عرف بذلك ان المجتمع السوداني متكافل بمساعدة بعضهم البعض بأوقات الشدة.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...