رضينا بالغالي

بواسطة ابراهيم حمدي
200 مشاهدات

 

رضينا بالغالي… والغالي مش راضي بينا

رغم مرور أيام من إعلان الحكومة السودانية تحرير أسعار الوقود؛ إلا أن ملامح الأزمة بالعاصمة الخرطوم لم تختفي من محطات الخدمة، هي بالوضع ذاته قبل إقرار التعرفة الجديدة، حيث ما تزال آلاف السيارات تتراص لساعات طويلة أملا في الحصول على حصتها بلا جدوى.

ومبدئيا كذّب الاصطفاف الطويل للسيارات التوقعات بأن خطة تحرير الأسعار ستكون وسيلة للحد من الأزمة، وإجبار التجار في السوق السوداء والمهربين على التوقف، وهي المبررات التي ظلت تسوقها الحكومة لمضاعفة الأسعار، الأمر الذي أشاع موجة من الغضب والاستياء وسط المواطنين، بينما تتضاعف المخاوف من الآثار المترتبة على هذا القرار وعلى رأسها تضاعف أسعار السلع وخدمات النقل العام إلى أرقام فلكية.

 

حددت الحكومة سعرين لوقود البنزين والجازولين على أن تبيع نحو ٢٠ شركة بالسعر الخدمي ونحو ١٣ أخرى بالسعر التجاري، وتقرر طبقا للأسعار الجديدة أن يباع لتر الجازولين الخدمي (المحلي) بواقع ٤٦ جنيها والبنزين ٥٦ ج للتر، فيما يبلغ سعر لتر الجازولين التجاري (مستورد) ١٠٦ ج، و١٢٠ جنيها للبنزين.

 

زيادة التكاليف

تحرير الوقود زاد من تعرفة المواصلات الشحيحة، ويشير إلى أن عدم التزام سائقي المركبات العامة بخطوط المواصلات يجعل المواطن يدفع تكاليف إضافية لا يستطيع تدبيرها، ويضيف أن تكلفة الوجبات والمواد الغذائية أيضا ارتفعت بصورة قاسية، الأمر الذي يمكن أن يشكل تهديدا قويا لمستقبله على كل الأصعدة.

وقد أعلنت شركة المواصلات العامة، للمرة الثانية خلال أقل من ثلاثة أشهر، عن زيادة جديدة في التعرفة. الزيادة الاخيرة والتي بلغت ٥٠ جنيها، وجدت انتقادات واسعة. بالرغم من أنها تبلغ فقط ثلث التعرفة الخاصة بالمقارنة.

 

التضخم

توقع الخبير الاقتصادي، عز الدين إبراهيم، أن ينعكس تحرير أسعار الوقود بصورة كبيرة على ارتفاع معدلات التضخم بالنظر إلى أنه سجل خلال سبتمبر الماضي ٢١٢% وفقا للجهاز المركزي للإحصاء. ولمّح أن معدل التضخم أكثر من الأرقام المعلنة خاصة مع الارتفاع المستمر في أسعار السلع الضرورية؛ وبالمقابل أفاد أن تحرير أسعار الوقود من الممكن أن يساهم في تراجع معدل التضخم خلال المرحلة المقبلة، لان رفع الدعم يقلل من حجم الاستدانة من الجهاز المصرفي لتغطية عجز الموازنة، علما بأن الدعم يمثل نحو ٣٠% من مصروفات الحكومة.

ويوضح أن الرؤى الاقتصادية تتحدث عن أن دعم الدول للسلع هو تشويه للاقتصاد؛ لكن في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة بالسودان كان يجب على الحكومة عدم رفعه، والبحث عن خيارات أخرى، لان “ما قد يكون مناسبا اقتصاديا لا يتناسب سياسيا واجتماعيا”.

ويؤكد أن “التحرير” ينعكس مباشرة على

° قطاعات النقل والمواصلات

° فئات محدودي الدخل والموظفين،

وترتفع معه تكلفة الصناعات لاعتمادها على الشاحنات في نقل المواد الخام.

وأضاف انه وبالرغم من التحرير فلن يتوفر الوقود بشكل مباشر، أي أن الصفوف لن تختفي فجأة، لإرتباط الإستيراد بتوفير الدولار، والذي لن تتمكن شركات القطاع الخاص توفيره إلا من الأسواق الموازية، الأمر الذي ينعكس أيضا على تصاعد سعر الصرف”.

 

روح الثورة: هاشتاق (بطلّها في الكوبري)

الوسم الذي أطلقه مغردون على توتير للاحتجاج على الزيادة الكبيرة في تعرفة الوقود، وهي دعوة تحث قائدي المركبات على التوقف بسياراتهم في جسور العاصمة الرابطة بين مدنها الثلاث، وشل الحركة كليا في المناطق الحيوية.

الدعوة وجدت معارضة واسعة باعتبار أن إغلاق الجسور يتضرر منه المواطن قبل الحكومة.

 

السفير البريطاني يؤيد التحرير

أثار السفير البريطاني في الخرطوم عرفان صديق الجدل مجدداً بتأييده قرار تحرير الوقود، بتغريدة:

نشيد بهذا التحرك الشجاع من قبل حكومة السودان. إن إلغاء دعم الوقود ضروري لحل مشكلة طوابير الوقود الطويلة، ومعالجة التهريب، والسيطرة على التضخم، واستهداف موارد الدولة نحو الأكثر احتياجًا. قد لا تكون شعبية، لكنها تظهر قيادة قوية.

نود من هذا المنبر أن نوصل رسالة لسعادة السفير.

نحيي متابعتك لأمورنا. صفوف البلد وصلت حد التشبع. كل السودانيين المرجعين من إسرائيل يجب أن نجد لهم دولة جديدة يصطفوا بها. ولاننا مرتبطين بكم وجدانيا، إخترنا بريطانيا لتكون الدولة المستضيفة لحشودنا.

دورك (في الشطرنج السياسي).

 

التخلص من السيارات -السودان

كشفت جولة بأسواق السيارات بالخرطوم وبحري وأمدرمان عن ركود كبير في الشراء وزيادة كبيرة في نسبة المعروض للشراء. وقال عدد من العاملين بـ (كرين) بحري ودلالة الصحافة أن أسعار الدولار والقرار الأخير بتحرير أسعار الوقود أسهم في دفع كثير من المواطنين للتخلص من سياراتهم بعد ارتفاع أسعار الوقود والاسبيرات والزيوت.

 

☆ التخلص من السيارات -روسيا

ناشط على يوتيوب (ميخائيل ليتفين) يملك سيارة مرسيدس فخمة بقيمة ١٧٠ ألف يورو، حدث له مشاكل، يأخذها للصيانة، وبعد أيام تعود نفس المشكلة، تكررت فراسل الشركة في ألمانيا، بلا رد.

حل المشكلة نهائيا بإدخال السيارة حقل كبير وحرقها حتى التفحم، وسجل نفسه هو يستمتع بالمشهد الحريق ويأكل في الشواء، وغادر على متن سيارة قديمةـ ورفع الفيديو على يوتيوب.

المستفاد لمخائيل

° الفيديو حقق أكثر من ١٥ مليون مشاهدة في ظرف أربعة أيام

° متابعة قناته ارتفع لقرابة ٦ مليون متابع

° حسابه مربوط ب قوقل أدسنس، معناها سيسترجع أموال من الاعلانات.

° والأهم ضغط على شركة مرسيدس، فتواصلوا معه ليفهموا المشكلة (إحتمال يعطوه سيارة بديلة).

المستفاد للسودانيين

° طوال الفترة الماضية وشباب الثورة يحرق الاطارات،

لكن لكن لكن

لتجعل الناس يأخذوك مأخذ جادا لابد أن تحرق مرسيدس فخمة وغالية وتوثق نفسك وانت تأكل (ما رغيف سوداني، لأنه أصبح صغير جدا، مجهري، لا يكاد يري بالعين المجردة)، ثم ترفع الفيديو على يوتيوب.

 

لطفك يا رب

تحياتي

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...