الرئيسية مقالات متنوعة ضربة حظ (اللوتري)

  

بقلم : الاء كيزري

اللوتري وما أدراك ما اللوتري

خلال الأيام الماضية ضجت مواقع التواصل الإجتماعي في أغلب الدول بالحديث عن اللوتري ونتيجته، قبول من؟ و رفض من؟

اللوتري الذي يمثل ملاذا آمناً لكثير من الأشخاص ويسعى مقدميه إلى تحقيق أحلامهم عن طريقه.

أحلام السفر والهجرة، وغيرها من الأحلام التي باتوا ينتظرونها لشهور وربما لسنوات،(حلم السفر الى بلاد العم سام) فهي أرض التطور والتكنلوجيا المتقدمة في شتى المجالات، أجهزة اتصالات، مركبات فضائية و إكتشافات كونيه.

أيضا الولايات المتحدة تسعى لتنوع المجتمع الأمريكي والتبادل الثقافي والفكري فتأتي هذه القرعة العشوائية اما ان تصيب فتكون من المحظوظين وإما أن تخيب فتكون من القاعدين. ولكن من لم يحظى بالفوز فلن يخسر شيئاً؛ فاللوتري هو ضربة البداية التي تقود إلى تحقيق نجاحات ومآرب أخرى.

اللوتري له كثير من الإيجابيات كما لا يخلو ايضاً من السلبيات. فمن إيجابياته أنه لا يتطلب منك شهادات معينة وخبرات علمية وعملية ودراسات عليا، وإتقان للغة الإنجليزية. وهذا محفز جيد لكثير من المقدمين؛ بل يمنحك ايضا فرصه اخذ عائلتك معك.

وكل هذه الأسباب تدفع الشباب وفئات مختلفة ومتنوعة من المجتمع للاتجاه للوتري.

في ظل الظروف الاقتصاديه السيئه التي يعيشها العالم وكثير من الدول العربيه والافريقيه ولا سيما السودان وطموح الشباب التي يدفعهم دفعا للتقديم، فهو طريق يقود إلى تحقيق الآمال والطموحات التي يرسمونها في مخيلتهم.

هنالك سلبيات إذ يمكن للكثير أن يتجاوزونها  فعندما تنتقل من دولة إلى أخرى  بالطبع ستواجهك بعض الصعوبات والتحديات التي يمكن أن تقلل من الحماس والاندفاع ويصاب صاحبها بنوعٍ من الإحباط.

فيما يخص السودانيين الذاهبين الى أمريكا عن طريق اللوتري دائما ما يعانون من بعد المسافة بين الولايات المتحدة الأمريكية والخرطوم إذ تبلغ حوالي 10،498 كيلو متر تقريبا. فالرحلة في أولها شاقة.

كما أن إختلاف اللغة سيؤثر حتما على كيفية التواصل والتحدث مع الاخرين؛ ويسبب قلقا في بداية الأمر.

أيضا التحسب لبعض التفاصيل التي تحتاج منك المقابل المادي بالرغم من إن كثير منها يكون مجانا. لكن عليك أن توفر لنفسك بعض من الاموال لتسهيل حياتك في أولها.

بعد المسافة بين الدولتين يجعلك تبعد مسافات طويلة ومدة أطول عن العائلة والاهل والاحباب ونحن السودانيين بطبعنا محبين للزيارات الاسرية والتواصل بشكل كبير كعادات وتقاليد مجتمعنا المترابط.

كما لاختلاف الأديان أيضا بعض الأثر السلبي على من يذهبون الى أمريكا؛ وعدم توفر المساجد بعدد وافر.

فإقامة المناسبات الدينية سيكون له أثره الكبير مع طول المدة والتأقلم على المجتمع الجديد بكامل شروطه وأفكاره التي تختلف عنا تماما ويجب علينا تقبلها، خاصة إن كان المسكن الأول في منطقة لا يوجد به من العرب والمسلمين الا القليل.

كما يواجه البعض الكثير من المشاكل في أنواع الطعام وطرق الذبح وأنواع اللحوم وطرق الطبخ فمجتمعنا السوداني يختلف تماما عن أي ثقافات أخرى فيما يخص المطبخ انواع الاكلات.

يبقى اللوتري تجربة مختلفة وضربة حظ. فهناك انسان يمكن ان يتعايش مع مجموعات مختلفة من الأديان ومختلف الثقافات والأجناس فقط هي رهبة البدايات؛ سيتجاوزها ويكمل الطريق نحو الهدف، ومن الناس من تتغير حياته وتنقلب راسا على عقب بسبب هذا الاختلاف فتتغير شخصيته وصفاته بل وطريق حياته ويبعد عن الهدف الذي اتى من اجله و لكل مجتهد نصيب.

ربما يعجبك أيضا

1 تعليق

Avatar
هويدا حسن الملك 2020-06-27 - 1:08 صباحًا

حقيقي اللوتري حلم كل الشباب في البلاد النامية وغير مستقرة سياسيا. ..نسأل الله ان تستقر بلادنا وننعم بالأمن والأمان ولا يحتاج اهلها للهجرة والابتعاد عن الوطن..

Reply

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...