الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان عهد التركية في السودان(الحكم العثماني) ج”6″

عهد التركية في السودان(الحكم العثماني) ج”6″

بواسطة مأوى عبدالعزيز
نشر اخر تحديث 327 مشاهدات

بعد مضي أكثر من ٢٢ عاماً على وجود الغزاة في السودان حاول الأتراك في هذه السنوات إيجاد أنسب صيغة للحكم؛  وكل حاكم أو مأموراً تربع على عرش السلطة كان يأتي بسياسته. فعين محمد علي الساهرة من أجل تأمين الجنوب كان من السهل عليها أن تعزل حكام وتأتي بآخرين ما لم يتماشوا مع رغباتها وأوامرها.

تأرجح نظام الإدارة بعد وفاة أبو ودان :-
لعل مخاوف الباشا على فقدان السودان كجزء متمم لمصر كانت تسيطر على أفكاره، خصوصاً بعد الإشاعات التى حامت حول الحكمدار أبو ودان نحو فصل السودان ولربما صلاحيات الحكم المركزي التي تمتع بها الحكمداريون  جعلته بأن يعيد النظر في الحكم المركزي فعمل على إلغاء منصب الحكمدار، وعودة الحكم اللامركزي. فكان المشهد السياسي بعد وفاة أبو ودان يقتضي ترتيب نظام الإدارة في قطر مترامي الأطراف، والعمل على تقسيمها إلى مديريات ترجع أمورها رأسيا إلى مصر، ويتعاون المديرون فيما بينهم لإنجاز المصالح المشتركة.
المنظم أحمد باشا المنكلي :-
بعد إلغاء منصب الحكمدارية تم تعيين المنكلي منظماً لفترة مؤقتة حتى تستقر الأوضاع، وفي عهده تم تقسيم البلاد إلى ستة مديريات مستقلة :-
– مديرية دنقلا امتدت حتى حدود المتمة جنوبا.
-مديرية الجهات العليا وتشمل شندي، والخرطوم، والنيل الأبيض، والجزيرة حتى ود مدني، والأقسام الشرقية من النيل الأزرق.
-مديرية سنار من مدني جنوبا حتى حدود فازوغلي وتشمل القضارف والقلابات.
-مديرية فازوغلي.
– مديرية التاكا.
-مديرية كردفان.

المنظم أحمد باشا المنكلي

فيما أُوكلت للمنكلي مهمة توزيع العساكر على هذه المديريات، وكذلك توزيع الكتاب والموظفين، ولكن مهمة المنكلي لم تكن بالسهلة لعدة أسباب أهمها أن المديرون لم يظهرو له الطاعة والإنقياد، وكانو يخالفونه دائماً لعلمهم أنه ليس بحكمدار وأنه أتى لغرض معين. وأيضاً عمل المنكلي على قيادة الجيش وإخضاع قبائل التاكا عندما ثارت ، وهو الذي اقترح لمحمد على تخفيض مربوط الضرائب على المديريات السودانية ولكن رد الباشا كان رافض هذا الإقتراح. ومن جانب آخر نشطت حركة التجارة في النيل الأبيض بالمراكب كما كان هنالك إهتماماً زائداً في ترحيل المواشي من كردفان والنيل الأبيض إلى مصر. بالرغم من هذا كله مازال المنكلي على خلاف دائم مع مديرو المديريات مما أدى إلى رفعه شكوى إلى الباشا بسبب ما لقيه من تمرد وعدم انصياع من بعض المديرين؛ ففي هذا الوقت أدرك محمد علي أنه لا ينصلح الحال إلا برجوع المركزية. فرجع المنكلي إلى مصر بعد أن قضى ما يزيد على السنتين.
خالد باشا خسرو آخر حكمدار في عهد محمد علي :-

  برجوع المنكلي إلى مصر وانقضاء مهمته تم تعيين خالد باشا خسرو خلفاً له كحكمدار وليس منظماً مما يعني رجوع المركزية مرة أخرى.. ولكن المخاوف من نظام الحكمدارية ما زالت تراود محمد علي فوجب عليه إختيار شخص لا يكون في قوة ومطامع أحمد أبو ودان.
كان الحكمدار الجديد يتمتع بصفات الورع وهدوء النفس بالرغم من أن قوته وكفاءته لم تضاهي قوة خورشيد وأبو ودان، وهو ما أراده الباشا كذلك هذا وقد كان تركيزه ينصب حول الكيفية التي يسير بها الحكمدار الجديد، علاوة على هذا كانت تُحمل للباشا كل الأحداث الصغيرة والكبيرة التي تجري السودان كي لا يغفل عن ما يحدث من وراءه.
ضم سواكن ومصوع  :-
عندما جاء الفتح التركي وفتح السودان منذ ١٨٢١ وبالرغم من إخضاعهم لمعظم أجزاء السودان لكن ما زالت هنالك مناطق خارج سيطرتهم، وفي عهد خالد باشا طلب محمد علي من الباب العالي ضم سواكن ومصوع نظير نسبة تدفع من جماركها لخزينة جدة، و وافقت حكومة الإستانة على هذا الطلب.

محمد علي باشا

في العام ١٨٤٩ توفي محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة الذي فتح السودان وحكمها ٢٨ عاما، وتعاقب في عهده الباشاوات والحكمداريون إبتداءً من ابنه إسماعيل وصهره الدفتردار، مروراً بابراهيم، جركس، محو بك، خورشيد، أبو ودان، وصولاً إلى المنكلي وخالد باشا كما تعرفنا بالتفصيل عن سياسة كل واحد منهم، وبشكل عام استقرت إدارته التي كانت تدار بسياسة عسكرية صارمة في السودان كما كان لها الأثر في تكوين الوجدان السوداني من عُدة نواحي على المدى البعيد، وإدارته التي أقامها في السودان هي على نمط- ما كان يدير به مصر آنذاك – والكل مقتبس من النظام التركي (الدولة العثمانية).

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...