الرئيسية السينماالسينما العالمية فيلم سائق تاكسي (Taxi Driver (1976

فيلم سائق تاكسي (Taxi Driver (1976

بواسطة معتصم سليمان
نشر اخر تحديث 341 مشاهدات

لقد لازمتني الوحدة طوال حياتي في كل مكان…

في الحانات، السيارات، على الأرصفه، في كل مكان، لا مفر، أنا أكثر الرجال وحدة، أختلط عندي الزمن فليلي نهار ونهاري ليل، وكأنما هناك فرق!!

أعمل بلا كلل ولا ملل، أعمل بدون توقف، من أجل اللا شئ، فلا شريكة أشاركها بؤسي، ولا ابن أورثه اقتنائي وفلسي، فقط هكذا أسير هاما على الطرقات.

في مدينة مليئة حد التخمة، مليئة بالسياسيين الكاذبين، مليئة بعاهرات ومومسات وقوادين وكل ما له علاقه بالرذيلة، أو كما قال الشاعر الاسباني “لوركا” عندما زار مدينة نيويورك في عشرينات القرن الماضي متحدثا عن إحدى شوارع المدينة الرئيسية: (هذا ليس شارعا، إنه الجحيم), ولكن رغم كل هذا الجمع الهائل من البشر، إلا أن وحدة ترافيس كانت طاغية.

ترافيس يحكي قصة وملخص حياة أغلبية الأجيال الحالية، أجيال تعمل كالماكينة حتى تعيش، فقدنا الرغبة في الحياة، وفقدت الحياة الرغبة فينا، حياة مليئة بالإنتهازيين غير العابئين بشئ سوى كنز و ملء خزانة أموالهم، التي تكدست عن آخرها، ممتصين ومعتصرين الحياة منا، ونحن لسنا سوى جزء من حلقة كبيرة تدر عليهم بالدولارات.

___________________الإخراج والممثلين________________

المبدع دوما “روبرت دي نيرو” في دور “ترافيس بيكل”، ترافيس المختلط عليه كل شئ، دي نيرو كان هو السر في نجاح هذا العمل وخروجه بهذه الدراميه العالية، فهو وحده ضمن القليلين من يملك قدرات لمجارات مخرج عظيم كمارتن سكورزيزي، وأجمل ما في هذا العمل هو بناء الشخصية، والذي ركز عليه سكورزيزي أيما تركيز، بناء تصاعدي طبخ على نار هادئة.

العظيم مارتن سكورزيزي في الإخراج، والقصة من تأليف “بول شريدر”, إلهام القصة كان عن تجربة شخصية بالنسبة للكاتب، حيث أنه انفصل عن زوجته وترك عمله كناقد سينمائي وأصبح جليس قارورته وحقنته، منتشيا طوال الوقت، غرقا في شهواته و همومه و بؤسه وانهيار زواجه وهو في عمر السادسة والعشرين، حتى أصيب بقرحه وتم نقله المشفى، في هذة اللحظة جاءه إلهام القصة، حيث قال: كان أشبه بسائق تاكسي يحوم الليالي في هذا التابوت المعدني، من حولي الناس ولكني وحيد تماما.

من أجمل مشاهد الفلم واكثرها تأثيرا وكانت مصب تركيز أغلب النقاد، هو مشهد ترافيس وهو يهاتف بيتسي(سيبل شيبارد) محبوبته وملاذه الآمن، حيث يلح عليها للخروج ومقابلته وهي ترفض، حاول بكل السبل ولكن لا نتيجة وبينما هو منغمس في محاولاته وإلحاحه، وكأنما الكاميرا أشفقت عليه، فتبتعد نحو ممر خال ويكسوه الهدوء والوحدانية وكأنها تقول لا مفر لك من الوحدة يا ترافيس، هي جليسك الوحيد.

ترافيس المليء تناقضا

ترافيس يرى المدينة كجحيم، مدينة غارقة في الشهوات والرذيلة والفساد وتفوح منها النتانه، ويصلي للرب ليغسل قذارة هذة المدينة، في ذات اللحظة هو جزء أصيل من هذا الوصف، فهو مدمن الكحول و أفلام البورن، يقول أنه على الإنسان أن لا ينشغل بغيره ويحاول جذب انتباههم، بينما كل ما يفعله هو صرخة، وكأنما يقول أنجدوني من وحدتي، أعيرونني انتباهكم أنا هنا!

أيضا في مشهد آخر وهو يتناقش مع أحد زملائه السائقين، أحد السائقين يرمي كل شئ على القدر وأنه مكتوب علينا أن نعش هكذا لا ملاذ ولا فرار، بينما ترافيس يرى عكس ذلك تماما، حيث أنه يرى أن بإمكان المرء صناعة قدره، وفي ذات اللحظه هو أسير بؤسه وإدمانه اللذين لم يستطع منهم فرارا.

اضطراب ما بعد الصدمه PTSD

لعله التفسير الوحيد الذي يعيشه ترافيس، فهو عائد من حرب ضروس، حرب فييتنام حيث كان يقاتل ضمن قوات البحرية(المارينز)، والحروب معروفه بكبتها وفظاعتها، ولعل ذلك هو سبب توهانه.

سكورزيزي في هذة التحفة جسد لنا الوحدة كرجل يمشي على قدمين.

 

________________الموسيقى________________

الموسيقى كانت انعكاس لحالة ترافيس، حالة التوهان والوحدة والكآبة، وكانت مجارية لإيقاع الفلم الذي اتسم بالهدوء والخواء.

_________________الجوائز_________________

الفلم نال العديد من الجوائز، من أفضل ممثل و ممثل مساعد وإخراج وموسيقى، تقريبا نال كل شئ عدا الأوسكار، فتلك السنة كانت المنافسة على أشدها، مع آل باتشينو وجيمس ويتمور وجاك نيكلسون، والذي نالها الأخير عن جدارة عن فلم one flew over the cuckoo’s nest

______________________________________

التصنيف: دراما

التقييمات

IMDb 8.3

Rotten tomatoes 96%

 

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...