الرئيسية الصحةسراج الجنس سبب الأمراض النفسية!

الجنس سبب الأمراض النفسية!

بواسطة محمد عامر عبيدي
782 مشاهدات

بقلم : محمد عامر عبيدي

هل يمكن أن تكون مشاكل الفرد النفسية من اكتئاب وهوس واضطرابات شخصية معزوة لمشاكل جنسية خلال طفولة الفرد؟

وكيف يؤثر الجنس على الطفل ويشكل شخصيته؟!

وما علاقة الجنس بالطفل أصلا؟!!

هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا المقال.

في كتابه Three Essays on the Theory of Sexuality “ثلاث مقالات في النظرية الجنسية” يحدثنا العالم النمساوي العظيم سيغموند فرويد عن نظريته الجنسية ، وعلاقة الجنس بالأمراض النفسية إذ أنه قد قسم مكونات النفس البشرية إلى ثلاث أقسام :-

1- الهو: ويمثل الغرائز والشهوات الحيوانية الأساسية اللازمة لبقائنا، فيمكن للمرء أن يقتل لأجل رغيف خبز إن كان سيموت من الجوع ، كما أنه يتجلى عند الأطفال إذ قد يأكل الطفل أي طعام يجده سواء كان خاصا به أم بغيره، كما أن بعض البالغين يمكن أن يسرق أو يتحرش أو حتى يغتصب بدافع من غريزته الحيوانية “الهو” .

2- الأنا العليا : ويمثل القيم والمبادئ التي يرثها الإنسان من مجتمعه ولها الفضل في تهذيب الغريزة الحيوانية، ويشعر الشخص بالرضا حين يعمل بها، فيمتنع الشخص عن الاغتصاب لأنه تربى على عدم فعل ذلك، في حالة الأنا تكون القيم العليا والمبادئ هي التي تحرك الشخص فقد يصل به الحال إلى التهرب و العزوف عن الناس ، أو ترك ملذات الدنيا.

3- الأنا: وهي خليط بين الهو و الأنا العليا، إذ بدلا من أن تغتصب الفتاة أو أن تعزف عن النساء يمكن أن تطلب منها موعدا وتتعرف عليها وتتزوجها وبذلك تكون قد جمعت بين غريزتك الحيوانية الأساسية وبين قيمك العليا الطاهرة .

بالنسبة لفرويد فالصراع الذي يحدث للمريض النفسي هو في الحقيقة صراع بين مكوناته – ما يطلبه الهو ويترفع عنه الأنا الأعلى ويعجز الأنا عن التوفيق – .

بعد هذه المقدمة دعونا نلج في الحديث عن نظرية فرويد الجنسية بالتفصيل:

تتكون النظرية من أربع مراحل يمر بها الفرد ” جنسية ونفسية” تتأثر صحة الفرد النفسية بشدة إذا حدث خلل في الانتقال من مرحلة إلى الأخرى :-

1- المرحلة الفموية : وهي مرحلة الرضاعة واستخدام الطفل للشفتين واللسان اللذين يشكلان منطقة مهمة للإثارة الجنسية في حياة الفرد البالغ .

حسب فرويد فإن الأطفال الذين يتعرضون لمشاكل خلال هذه الفترة تتمثل في فطامهم مبكرا أو متأخرا أو عدم منحهم الحنان الكافي تجعل منهم كائنات شفهية ” فموية ” تميل إلى الأفعال الفموية كالقبل التي قد تتطور إلى قبل منحرفة بعد البلوغ كما أن الفرد الفموي البالغ قد يميل إلى التدخين والشرب .

يميل الفمويون المتشائمون إلى المهن الكلامية كالمحاماة، بينما يميل المتفائلون إلى الطهي وصناعة الطعام والحلوى ويتميزون بحسهم الفكاهي العالي وغالبا سيدخنون خلال حياتهم.

2- المرحلة الشرجية: وهي المرحلة التي يتم فيها تدريب الطفل على استخدام المرحاض أو ” القصرية ” لقضاء حاجته، وتمتد من عمر سنة لثلاث سنوات وفي هذه المرحلة يتعلم الطفل السيطرة والتحكم.

فالموقع التشريحي للمنطقة الشرجية حسب كلام فرويد يهيئها لأن تجعل من إحدى الوظائف الفسيولوجية متكأ لنشاط جنسي، ويتمثل تأثير هذه المرحلة على الفرد إذ أنه إذا كان يعاني من تواتر النزلات المعوية في الطفولة تجعله عصبيا بعد البلوغ.

الأطفال الذين يستخدمون قابلية المنطقة الشرجية للتهيج الجنسي يفضحون حقيقة أمرهم، إذ يمسكون إخراجاهم البرازية إلى أن يسبب تراكمها انقباضات عضلية عنيفة.

ملخص الكلام أن الاضطراب يحدث عند التضارب بين ما يريده الطفل وما يريده أبواه، فنتيجة لهذا الصراع تتكون علاقة الفرد مع السلطة في أولى مراحلها. فالتدريب القاسي للطفل واجباره على التبرز يخلق منه شخصا يكره الفوضى ويحب الانضباط الشديد للسلطة؛ وقد يصبح بخيلا وساديا وعدوانيا، أما الذين لا يشدد عليهم خلال هذه المرحلة يصبحون كريمين ، مائلين للفوضى، وغير مرتبين.

3- المرحلة الوذرية : تمتد من عمر 3 – 5 سنوات حين يبدأ الطفل بالتعرف على أعضائه الجنسية، والعبث بها أحيانا، ويعي الفروقات الجنسية بين الذكور والإناث.

وتتشكل في هذه المرحلة عقدة أوديب لدى الذكر والتي تتمثل في ميل الطفل الذكر لأمه وتعلقه الشديد بها وحبه لها لدرجة كرهه لأبيه وغيرته على أمه منه.

وسبب التسمية يرجع لأسطورة يونانية، فأوديب حسب الأسطورة قد قتل أباه وتزوج بأمه، وتنحل رباط العقدة بعد تحديد الطفل لهويته وتبني صفات الأب إذا كان ذكرا ، أو الأم إذا كان أنثى.

حسب فرويد فهذه المرحلة هي منشأ للعديد من الأمراض النفسية كالهوس والأوهام والاكتئاب والقلق وغيرها، وتتمثل مشاكل هذه المرحلة بالاختلاط الشديد بالجنس الآخر ، أو التبتل والبعد عنهم .

4- مرحلة الكمون: وتكون بعد عمر السابعة، حسب فرويد لا تحدث تطورات نفسية جنسية خلال هذه المرحلة؛ إذ أن معظم الرغبات الجنسية يتم تحويلها لنشاطات أخرى كالالتحاق بالمدرسة أو ممارسة الرياضة وغيرها.

5- المرحلة التناسلية : وتمتد من فترة البلوغ وحتى النضج ويبحث الفرد فيها عن علاقة حقيقية ويوجه غرائزه تجاه الجنس الآخر بدلا من توجيهها على نفسه كما في المرحلة الوذرية.

فالاضطرابات الجنسية الجسدية التي تحدث للطفل خلال المراحل السابقة تساهم في تشكيل حالة الفرد النفسية بعد النضوج.

قبل الختام أريد أن أنوه بأن المقال لا يتحيز للنظرية الجنسية بقدر ما يسلط الضوء على جانب لم يتحدث عنه الكثير من الباحثين والكتاب.

ختاما شفى الله كل مريض وأعان كل مبتلى

ربما يعجبك أيضا

3 تعليقات

Avatar
رشا موسى الشمو 2020-09-05 - 7:34 صباحًا

مقال جميل واصلا منطق فرويد هو المنطق النفسي…موفق

Reply
Avatar
عبد الرحمن سيد 2020-08-07 - 12:22 مساءً

تحليلك غير منطقي
ولا يستند للنظارات المذكورة

وغير مطابق للواقع

محاولة غير ناجحة

Reply
Avatar
البخاري مصطفى ابراهيم 2020-08-07 - 7:57 صباحًا

كلام جميل منمق بالتوفيق يا رفيق

Reply

اترك رداً على البخاري مصطفى ابراهيم الغاء الرد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...