الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان السودان : جذور التسمية

السودان : جذور التسمية

بواسطة يوسف عبداللّه صالح
1.3K مشاهدات

تعددت أسماء السودان عبر العصور و الحقب القديمة حتى صار في عصرنا هذا (السودان)، و لربما يجهل البعض أن هناك أسماء أخرى  لهذا البلد الضارب في عمق التاريخ، فإن السودان بموقعه الجغرافي المتميز و بسبب نعمة نهر النيل كان منذ الأزل مركزاً حضارياً نشأت فيه عدة دول و ممالك كانت لها العديد من المسميات.

تاسيتي :

يعتبر هو الإسم الأقدم على الإطلاق، و ما أن نذكر هذا الإسم حتى نذكر أول نظام ملكي في وادي النيل، الذي نشأ في قسطل شمالي حلفا، و قد اكتشفت هذه المملكة بواسطة العالم بروس وليام و الذي أرجع تاريخها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، أي قبل عهد الأسرات في مصر.

و قد ورد اسم تاسيتي في العديد من النصوص الهيروغليفية، و التي تعني ( أرض الأقواس) أو (أرض القوس) و لربما للأمر علاقة لما اشتهر به النوبيين من مهارتهم في الرماية بالقوس و السهم.

استمر اسم تاسيتي حتى عهد نبتة، فحتى بعد نقل العاصمة إلى كرمة ثم إلى نبتة كان اسم تاسيتي يحتل مكاناً خاصاً عند ملوك نبتة، و يتضح ذلك جلياً في نقش الملك ترهاقا (الكوة 5) حيث نقرأ : ” إن السماء أمطرت في تاسيتي” ،ثم يذكر ترهاقا في نقش (الكوة 4) أنه كان يقيم مع إخوته في تاسيتي.

الملك نعرمر موحد القطرين و هو يرتدي تاج تاسيتي الأبيض

 

كوش:

يعتبر واحد من أعرق المسميات و أكثرها استمراراً، حيث بدأ استخدام هذا الإسم منذ عهد كرمة 2500 ق. م إلى لحظة سقوط مروي في القرن الرابع الميلادي، أي أن الاسم استمر قرابة 3000 عام.

و كان هذا الأسم هو الأكثر شهرة لدى العالم في ذلك الزمن نسبة لفتوحات ملوك تلك الفترة أمثال ترهاقا عظيم كوش الذي أوصل حدود الإمبراطورية الكوشية حتى تخوم العراق و سوريا و تركيا.

ذُكرت في كوش أيضاً أسماء أخرى مثل (واوات) ، (يام) و التي كانت بمثابة أقاليم أو أسماء مناطق أو وحدات إدارية داخل كوش.

نحسيو :

و هو لفظ هيروغليفي يعني الأسود، و غالباً ما يظهر الاسم مسبوقا باللفظة (تــا) لتُكتب تانحسيو و التي تعني أرض السود أو الأرض السوداء.

و قد ظهر هذا الإسم تزامناً مع كوش و لكن سرعان ما قل التعامل به و طغى عليه اسم كوش، خصوصاً في عهد الأسرة 25 النوبية.

إثيوبيا :

نعم عزيزي القارئ لقد أطلق هذا الإسم على السودان قبل أن يطلق على إثيوبيا الحالية و التي عاصمتها أديس أبابا.

ورد هذا الإسم في الكتابات الاغريقية القديمة و الذي يعني (ذوي الوجوه المحروقة أو السوداء)، و أقدم ذكر لمسمى أثيوبيا كان عند هيردوت في القرن الخامس قبل الميلاد, إسم اثيوبيا لم يطلقه الكوشيون على أنفسهم ولكنهم إستمروا في الإحتفاظ بإسم كوش وتانحسيو في نقوشهم وحولياتهم حتى لأخر عهد مملكة مروي.

النوبة :

أطلق العرب على السودان (بلاد النوبة) في فترة العصور الوسطى إبان حكم الممالك المسيحية الثلاث (نوباتيا، المقرة ،علوة) إلى جانب أسماء أخرى أطلقها العرب على بلاد النوبة مثل بلاد المريس.

و نشير هنا إلى أن الإسم (نوبة) لم يأت من فراغ، لأن الاسم قديم قدم التاريخ، فالاصل في الاسم هو الكلمة الهيروغليفية (نُب) و التي تعني الذهب، و قد عرفت بلاد النوبة بأنها أرض الذهب من قبل عهد الأسرات.

السودان :

و هو أحدث الأسماء على الإطلاق، و هي لفظة عربية تعني عكس بيضان، أي من السواد، و في هذا نذكر قول الإدريسي في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق :

دنقلا تقع غربي النيل أهلها سودان ولكنهم أجمل السودان وجهاً وحسناً.

و يتضح هنا استخدامه للفظة (سودان) للدلالة على لون البشرة، و قد أطلقت لفظة سودان على العديد من البلاد الأفريقية قبل أن يستقر الاسم على السودان، حيث أطلق الاسم على إثيوبيا و السودان و تشاد و موريتانيا و السنغال و الصومال.

و من أهم الوثائق الرسمية التي تذكر اسم السودان نجد العديد من مكاتبات الملك فاروق الذي كان يلقب بملك مصر صاحب   بلاد النوبة و السودان و كردفان و دارفور.

رسالة شكر من الجيش البولوني للملك فاروق تحوي اللقب التفصيلي الطويل

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

10 تعليقات

Avatar
Magdolin Adlan 2021-08-31 - 11:52 صباحًا

ماشاءالله عليك
شكرا على المعلومات القيّمة🥰

Reply
Avatar
ودادابراهيم أحمد 2021-08-29 - 2:05 صباحًا

شكراً على المعلومة القيمة وشكرا على اهتمامكم بتاريخ السودان وتعريفه

Reply
Avatar
Walaa salah 2020-08-11 - 7:46 مساءً

معلومات جدا جميلة

Reply
Avatar
غير معروف 2020-07-25 - 10:33 صباحًا

سرد جميل

Reply
Avatar
اسراء مختار 2020-07-25 - 10:15 صباحًا

مقال مرتب قيم

Reply
Avatar
حسن المكاشفي 2020-07-24 - 2:35 مساءً

كلام ممتاز ومرتب نتمنى الاستمرار في هذا الإثراء الرائع

Reply
Avatar
غير معروف 2020-07-24 - 9:16 صباحًا

حضارات سادت ثم بادت

Reply
فاتن أحمد
فاتن أحمد 2020-07-24 - 5:33 صباحًا

معلومات قيمة ❤️❤️🥰

Reply
Avatar
غير معروف 2020-07-23 - 9:34 مساءً

شكرا استاذ يوسف لهذا الثوثيق الهام موفق ان شاء الله

Reply
Avatar
Samreen mohammad 2020-07-23 - 8:29 مساءً

حلوووو بالجد مقال موووفق

Reply

اترك رداً على حسن المكاشفي الغاء الرد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...