الكبت الجنسي

بواسطة محمود بني
نشر اخر تحديث 1.4K مشاهدات

آمنة جاد

¤ لطالما كانت الممارسات الجنسية هي نقطة أساسية في إستمرارية الحياة بجانب السعادة النفسية الهائلة التي يطلق لها العنان داخل الروح في ظل العلاقات الحميمة الزوجية، وبالرغم من ذلك فما زال المجتمع العربي من أكثر المجتمعات التى تتناول قضية الجنس بصورة خجولة موسمة بالخطيئة، مما جعل إنتشار الكبت الجنسي ينتشر بصورة أكبر.
¤ اذا ماهو الكبت الجنسي؟
الكبت الجنسي أو ما يعرف أيضا بالإمتناع عن ممارسة العلاقات الحميمية :هو حرمان الشخص ذكراً كان أم أنثى من الإهتمام بموضوع الجنس ومنع الحديث عنه ، وتجريمه سواء دينياً أو إجتماعياً، و يقصد به أيضا مجموعة من التصرفات التي تشير إلى خلل لدى المكبوت في سلوكه الجنسي أو العاطفي، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية والمزيد من التأثير السيء على مجتمعه ومحيطه.
ويؤدي الكبت إلى عدم فهم موضوع الجنس بطريقة علمية وإنسانية صحيحة، وبالتالي إلى ممارسات جنسية خاطئة مثل الجنس المثلي لدى الجنسين، أو العادة السرية، أو كثير من الشذوذات المعروفة، وهذه الشذوذات لها تأثير مستقبلي على الممارسة الجنسية الصحيحة بعد الزواج، فقد تؤدي إلى البرود الجنسي، وعدم الرغبة وعدم الإقتناع ، وعدم الإشباع، ومشاكل نفسية وإجتماعية . لهذا كان فهم الموضوع الجنسي بطريقة علمية من المهمات الملقاة على المجتمع ككل، لتجنب المضاعفات الممكنة ، ولبناء مجتمع صحيح خالي من الأمراض النفسية.
¤ أثبت فرويد أنّ الجنس هو السبب خلف كل ما يصاب به الإنسان من إضطرابات نفسية، وذلك راجعٌ حسب نظره إلى أنّ النفس حينما تكون في بداية تطورها: أي حينما يكون الإنسان صغيراً، فإنّها تكون كالمادة الخام، سهلةٌ وسلسة، وأيّ شيء طرأ عليها في ذلك الوقت سيكون له نصيب في تنشئتها.
وكلّما كانت المؤثرات سلبية، كانت النتيجة سلبية، بحيث أن هذا الشخص لن يكون صالحاً لنفسه ولا للمجتمع، ومن هنا يأتي دور المجتمع والعائلة والبيئة في تصوير الصورة للإنسان في مرحلة الطفولة عن الجنس، تلك الصورة التي ينبغي عليها ملازمته إيجابية كانت أو عكسية، فإن المكبوت ينشأ في مجتمع لا يسمح له بطرح أفكاره المخالفة لهم وهنا تبدأ عقلية كبت الأفكار، ثم ينشأ في عائلة من المستحيل أن تتحدث عن الجنس كموضوع تثقيفي لطفلهم، وصولا إلى المدرسة التي تؤزّم المشكلة أكبر ومن هنا تبدأ المشكلة، فتجد المكبوت جنسيا يتصرف بغرابة و لديه حساسية عالية من المواضيع الجنسية حتّى ولو كانت علمية، أو مجرد مزحة في سياق الحديث، يتصرف بتناقض كبير بين رغبة ومنع، ويعتقد أنّ الجنس محظور إجتماعي، قد تجده يراقب أبسط التفاصيل في الجنس الذي يميل إليه إلى درجة أن يعتقد بأن يد امرأة في الشارع أو وجهها شيء مثير جنسيا، يشغل باله طوال الوقت بخيالات جنسية ورغبة ملحة في الممارسة، قد يُستثار ببساطة ويتصرف بشكل خاطئ، لكن عندما يجد أحدا يتحدث عن الجنس يخبره أن هذا عيب وحرام! كثيرا ما يتحول الأمر إلى رؤية المرأة (أو الرجل) كمجرد وسيلة لإشباع الحاجة الجنسية.
¤ ولم تكن الأديان يوما مطالبة بمنع الجنس أو الخجل منه، لطالما كان هو اساس الحياة، ولكن المشكلة تكمن في المجتمع والأسرة، فتجد المجتمعات المتدينة أنّها حين تود تطبيق شيء ما ضمن قوانين المنظومة الدينية فإنها لا تلتفت إلى عمق المشكلة بالفعل، الدين يمنع الممارسات العشوائية لأجل تنظيم الجنس والحصول على مجتمع منظم بدل الحصول على أطفال مجهولي النسب بالجملة! لكن للأسف ما يحصل في الغالب هو عكس ذلك تماما فيخرج من الغاية السامية للديانات في تلبية الرغبة الجنسية بطريقة منظمة، أغلب المشايخ مثلا يتحدثون طوال الوقت عن غض البصر لكنهم لا يتحدثون عن ضرورة العلاقة الجنسية وكونها عاملا ضروريا لحياة الانسان (الجنس مصنف ضمن قاعدة هرم ماسلو مع احتياجات الانسان الأساسية كالأكل والشرب)، وفي هذا الحال يجد أغلب الشباب أنفسهم عاجزين عن الزواج في وقت مبكر بسبب ظروفهم المادية أو الإجتماعية ومن جهة أخرى تقابله الأحاديث التي تعِد الزاني بالجلد والرجم! ما يولد لديه مشاكلا نفسية وربما عاهات إجتماعية خطيرة، أي أنّ الأمر لا علاقة له تماما بالتعاليم الدينية، الدين لا يحظر التحدث عن الجنس أو مناقشته لكنه يمنع الممارسات العشوائية وهنا يكمن الفرق.
إذا التثقيف الجنسي، وأخذ الأمور الجنسية على محمل الجد والتوقف عن غرس الأفكار الخاطئة عن العلاقات الجنسيه في الأطفال( التي تسبب لهم ما يسمى بالذنب الجنسي)، هي الطريقة الوحيدة للحصول على مجتمع معافى نفسيا قادرا على ممارسه العلاقات المقدسة بصورة واعية، ويحد من إنتشار العلاقات الشاذة بصورة كبيرة.

ربما يعجبك أيضا

2 تعليقات

Avatar
فضل محمد 2021-01-08 - 4:07 مساءً

كلام في قمة الثقافه والجمال

Reply
Avatar
Khalid 2021-01-08 - 2:48 مساءً

Amazing as always Amy💙✨🙏

Reply

اترك رداً على فضل محمد الغاء الرد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...