الأمثال السودانية

بواسطة نهال الفاضل العمدة
339 مشاهدات

الأمثال من الإرث والآثار المنقولة لنا عبر الأجيال خلال الحقب الزمنية المختلفة، فهي تنقل التجارب والخبرات عبر الزمن الذي قيلت فيه والأزمنة الأخرى التي تليه.

وهى واحدة من وسائل الوعظ والنصح المختصرة جداً والمعبرة بكلمات معدودة ويستدل بها الأشخاص فى الحديث أو في الكتابات الأكاديمية أو حتى فى اللقاءات الرسمية الدولية ؛ دون أن تفرض عليها رقابة فكأنها تأخذ الحصانة الدبلوماسية ويستدل بها كطرح لوجهة نظر قد تكون صحيحة أو خاطئة .

التراث بكل أشكاله وأنواعه يرسم للأمم طريق المستقبل، فالتراث حضارة كلما تقدم كان أقوى وأثبت وأقدر على مواجهات تقلبات الزمان هذا إذا ما وجد من يعطيه حقه وينزله منزلته التي يستحقها، فالتراث من الناحية العلمية هو علم ثقافى يلقي الضوء على الثقافة الشعبية من زوايا تحليلية فهو يحلل مكونات الزمان والمكان من علم إجتماع وعلم نفس.

فهو مرصد للمجتمع يعرض عادات الناس وتقاليدهم ومعتقداتهم؛ والتراث بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلفته الأجيال السالفة فهو يحمل من العبر والدروس الكثير، وهو عبارة عن حكايا وقصص وغناء ورقص وأحاجى وأمثال شعبية. التراث بصفة عامة هو كل ما خلفته لنا الأجيال السالفة فى مختلف الميادين المادية، الفكرية والمعنوية وينقسم إلى قسمين هما :
١- الثقافة المادية تشمل : المبانى العامة، المساكن، صناعة الملابس، إعداد الطعام وحفظه وتخزينه، أدوات العمل ، وسائط التنقل .
٢- الثقافة الغير مادية وتشمل : النثر، الشعر، الأمثال الشعبية، الألغاز، النوادر، أهازيج المناسبات، الأساطير والقصص الشعبى.

جانب من جوانب التراث الشعبي

إلى أن الأمثال تمتاز بالشعبية فهي من أكثر أنواع الكلام تداولاً، فليس لها طبقات معينة بل هي ملك حر لجميع أفراد المجتمع ، ومعظمها حكم ومواعظ مجانية؛ وليس لها قيود فيتسامح فيها في ما لا يتسامح فى غيره من أنواع الكلام كالشعر والنثر والحكم. تعتبر الأمثال الشعبية من المؤشرات الصادقة الدلالة على التغيرات التي تشهدها المجتمعات فهي تدل وتوثق تاريخياً للحياة والممارسات البشرية؛ وهي من المعارف المفيدة للأخرين فهي كنز معرفي وثقافي .

الأمثال تساهم فى تشكيل إتجاهات وقيم المجتمع، وهو الأمر الذي يجعلها محور إهتمام المعنيين بدراسة الثقافة الشعبية . عصارة تجارب وممارسات عديدة كانت تلجأ إليها بعض الشعوب ويدخل ضمن إطار ما يسمى بالشعبيات كالطب الشعبى والممارسة التقليدية له.

الأمثال الشعبية من أبرز عناصر الثقافة الشعبية فهي متغلغلة فى معظم جوانب الحياة اليومية، وتعكس المواقف المختلفة، وهي أنموذج يُقتدى به فى مواقف عديدة متكررة ومتشابهة ومع التعامل مع الشعوب والثقافات، ومع توفر وسائل الإتصال تداخلت الثقافات مع بعضها البعض فاكتسبت بعض الأمثال صفة العالمية فنجد أن معنى المثل واحد بينما تختلف ألفاظه من مجتمع لآخر.

حلول مشاكل المجتمع فبلا أدنى شك بأن الحلول دائماً تنبع من بيئة المشكلة وقد سرد جمال عنقرة فى عموده تأملات بالصفحة الأخيرة لصحيفة المستقلة حادثة سنذكرها كما وردت فى السياق وهي : مثال تحسم الخلاف الناشئ بين أفراد المجتمع وتدل على:

أن المجتمع السوداني يبذل الجهود وفى صمت لإنتاج إبداعات وإبتكارات تساهم فى حل المشكلات الحالية والمستقبلية وترفع من نصيب الفرد والمجموعة فى المشاركة فى التنمية وإزالة الفقر وزيادة الوعى بالمسئولية الإجتماعية ” .

ومن إسهامات هذا المجتمع تشجيع الأفراد والمجتمعات على الفاعلية فى الحياة من خلال الأمثال والأقوال التي تحث على طيب الأخلاق وحلو المعشر بين الناس؛ فمن الأمثال ما يقوم على حب العمل الجماعي ويحض على الفائدة الجماعية ومنها على سبيل المثال لا الحصر مثلنا السوداني (الداب نفسو مقصر) و (اليد الواحدة ما بتصفق) فهذان المثلان يدعمان تماماً إحساس الفرد بالمسئولية تجاه الغير وهو ما تم ذكره فى القول السابق .

تعريف التراث : كلمة تراث وضعته الأمانة العامة لمجمع اللغة العربية بجامعة الدول العربية بديلاً لغوي مرادف فى معناه لكلمة فلكلور الإنجليزية folklore .

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...