الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان الأمير عبدالرحمن النجومي

الأمير عبدالرحمن النجومي

بواسطة محسن عبيد علي احمد
715 مشاهدات

عبد الرحمن أحمد محمد عبدالرحمن محمد إدريس الشهير بالأمير ود النجومي، أحد وأشهر أمراء الثورة المهدية ولد في قرية مويس ريف شندى ولاية نهر النيل عام 1854م. من عائلة متدينة تنتمي إلى قبيلة النافعاب، إحدى بطون الجعليين.  وأبوه هو أحمد بن محمد بن عبدالرحمن الملقب بالنجومي، ووالدته هي زينب بنت إبراهيم بن عبدالرحمن بن محمد بن الشيخ خوجلى أبو الجاز من قبيلة المحس. توفى والده وهو رضيع في عامه الأول، وإنتقلت به والدته إلى حى الصبابي بالخرطوم بحري حيث ترعرع، ونشأ في كنف جدها الشيخ خوجلى أبو الجاز صاحب المقام المعروف بإسمه في الخرطوم بحري بالسودان . وفي خلاوي الشيخ خوجلي تعلم مبادئ الدين، لينتقل بعدها إلى خلاوي الغبش، وشاء الله أن يلتقي هناك بمحمد أحمد بن عبد الله الذي كان يكبره بثمانية أعوام، حيث كان الرباط الروحي بينهما، وصداقة شاء الله أن تتصل، لتصنع تاريخاً مجيداً للوطن وإعلاءً لراية الدين، وتطبيقاً لشرع الله.
وأصل لقب النجومى يعود إلى الجد الثاني للأمير عبد الرحمن، وقد اشتهر بالورع والتقوى، وحفظ القرآن في خلاوي المنطقة في سن مبكرة. وتعود قصة اللقب إلى أنه وفي حالة نشوب مشادة بين تلاميذ الخلوة غالباً ما كان النجومي الكبير يتدخل لفك المشادة ويقول لأقرانه «كب أنا الناجم» ، أي أنا الذى يؤدب من خرج على طاعة معلمه، ومن هنا جاء لقب النجومى الذي لقب به أيضاً حفيده الأمير عبدالرحمن النجومي.

اضطرت عائلته للهجرة من قرية مويس بريفي شندي بعد مقتل إسماعيل كامل باشا، نجل خديوي مصر محمد علي باشا عند غزوه للسودان عام 1821 م، فراراً من إنتقام صهره محمد بك الدفتردار.

شب عبد الرحمن النجومي في بيئة متدينة وتعلم القرآن علي يد الفكي هاشم (صاحب قبة الفكي هاشم بالخوجلاب حالياً). وفي إحدى رحلاته التجارية إلى جنوب السودان سمع أثناء مروره بالقرب من الجزيرة أبا بدعوة الإمام المهدي وبوجوده فيها، فقابله خلال رحلة عودته من الجنوب في أغسطس 1881 م، وبايعه خليفة للرسول، وظل في رفقته وهاجر معه إلى جبل قدير بجنوب كردفان مع خمسمائة من الأنصار الآخرين.
حاز النجومي على إعجاب المهدي وثقته لما يتمتع بها من ميزات قيادية، وعينه المهدي أميراً للأمراء وقائداً عاماً على جميع قوات المهدية إبان حصار الخرطوم والتي سقطت على يديه.

أرسله الخليفة عبد الله التعايشي، خليفة المهدي، إلي بربر ليتولي قيادة القوة المطاردة للحملة الإنجليزية هناك، ثم أستدعي للمشاركة في حصار مدينة سنار والتي سقطت قبل أن يصل النجومي إليها.
تولى النجومي قيادة جيش المهدية في دنقلا ثم قيادة القوات التي أعدت لفتح مصر، وتقدم بها حتى قُتل في واقعة توشكي عام 1889م، عن عمر لا يتجاوز الخمسة والثلاثون عاماً .
دوره الهام في معركة شيكان:-

كان النجومي يقوم بتدريب قواته على إستعمال السلاح ويشرف على تجهيزاتها، منذ أن علم المهدي بحملة الجنرال وليام هكس باشا وهدفها القضاء على الثورة المهدية. وكان تدريب الأنصار على إستعمال السلاح الحديث الذي تم الإستيلاء عليه في حصار الأبيض كثيفاً ومستمراً، وقعت معركة شيكان في نوفمبر 1883 م بعد ستة أسابيع من إبتعاد هكس عن منطقة نهر النيل ومعاناته من شح المياه، وإخلاء الأهالي للقرى الواقعة في طريقه إلى كردفان بجانب تأثير قوات الأمير محمد أبو قرجة والتي تولى قيادتها فيما بعد الأمير حمدان أبو عنجة، ومناوشاتها المستمرة على معنويات جيشه.

دوره في معركة تحرير الخرطوم ومقتل غردون باشا :-

قام الأمير عبدالرحمن النجومي بتنفيذ خطته هذه. وفي منتصف ليلتي 25 و26 يناير 1885 م، قام بتوزيع قوات القسم الأول بسرية وهدوء، حتى أن المدافعين عن الإستحكامات لم يشعروا بذلك. وإتخذت القوات مواقع لها على مسافة تقلّ عن 300 متر من خط الدفاع على طول ضفةالنيل الأبيض، وحتى النيل الأزرق في الوقت الذي كان يتم فيه تجميع أكثر من 15 ألف مقاتل تجاه الثغرة الضيقة على شاطىء النيل الأبيض.


قبيل الفجر مباشرة فتح القسم الأول نيران مدافعه وأسلحته على طول إستحكامات العدو وبدأ المدافعون في الرد عليهم بكل إمكانياتهم؛ ثم إندفع المهاجمون من القسم الثاني وعلى رأسهم عبد الرحمن النجومي مقتحمين الثغرة وتمكنوا من إبادة القوات القليلة التي كانت تحميها بينما ولت الباخرتين النيليتين اللتان كانتا في حماية الثغرة بالفرار إلى عرض النهر فتدفقت موجة المهاجمين، واكتسحت قوات غردون المرابطة في إستحكاماتها من الخلف.
وفي أقل من ساعة واحدة أبيدت القوات الحكومة التى كانت منتشرة بين النيل الأبيض، وحتى بداية بوابة المسلمية (كوبري المسلمية حالياً)، وبوابة منطقة كوبري الحرية الحالي بجنوب الخرطوم، وتمكنت قوات النجومي من فتح هاتين البوابتين مما أتاح لقوات القسم الأول من المشاركة بشكل مباشر في المعركة.
وبإنهيار مقاومة القوات التركية المصرية اندفعت قوات النجومي نحو المدينة لتطهيرها، وتم في ساعات قلائل أسر كل من بقي حياً من الجنود وانتهت المعركة في ضحى ذلك اليوم بوقوع خسائر قليلة على جانب قوات النجومي.
مقتل غوردون باشا:-
اثناء هجوم القسم الثاني اندفعت قوة صغيرة من قوات النجومي متفرقة في شوارع المدينة بسرعة شديدة قاصدة سرايا الحكمدار؛ لإعتقال غوردون باشا الذي سقط صريعاً أثناء المقاومة هو وحرسه الخاص في ظروف غير واضحة، معلناً بذلك نهاية الحكم العثماني المصري وبداية مرحلة جديدة في تاريخ السودان.


وقد كان له دور كبير في معارك أرقين وتوشكي..
كما عُرف أيضاً عن الأمير عبدالرحمن النجومي، كالكثيرين غيره من قادة وأمراء الثورة المهدية بالسودان بخصال الشجاعة والثبات والإقدام، إلى جانب الولاء المطلق للثورة المهدية، وقوة الإيمان الروحي العميق والثقة. كما عُرف بقدرته على التخطيط الجيد للعمليات الهجومية والدقة في التنفيذ كما اتضح في حصار الخرطوم ومعركة شيكان، فضلاً عن الإنضباط العالي حيث إمتثل لأوامر الخليفة بتسليم قيادة حملة الشمال للأمير يونس ود دكيم، وظل تحت إمرته.

لكن بعض خصال النجومي القيادية وطباعه كانت ذات أثر غير إيجابي فالثقة المفرطة بالنفس التي أبداها خاصة بعد الإنتصارات العسكرية المتكررة منذ بداية الثورة المهدية وحتى سقوط الخرطوم دفعته إلى الإستهانة بالقدرة العسكرية للأعداء، والإستخفاف بها، وإهمال الجانب الإستخباري في حملة الشمال، علاوة على العناد والإصرار على الرأي الذي عرف به والذي اتضح في حملة الشمال كان سبباً في تعجيل الهزيمة.
وقد توفي الأمير عبدالرحمن النجومي في معركة توشكي. و معه أكثر من 1500 جندي  من جنود المهدية..في عام 3/8/1889م

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...