الإدارة vs القيادة

بواسطة مازن محمد عثمان
271 مشاهدات

“كل قائد مدير وليس كل مدير قائد”
هي مقولة مشهورة في عالم الإدارة الحديثة، إنتشر هذا المفهوم لفترة طويلة ولكن في الحقيقة هذه المقولة غير دقيقة لماذا؟

☆ مقدمة
أن تكون مديراً جيّداً لا يعني بالضرورة أنك قائد ناجح وأيضاً القائد الجيد ليس بالضرورة مديراً ناجحاً ومع ذلك كثيراً ما نرى أشخاصاً يستعملون مصطلحي “القائد” و”المدير” بشكل متداخل مما قد يسبب اللبس لكثير من الناس، فإذا كانت إدارة فريق عمل مهمة صعبة فإن قيادته بالتأكيد أصعب.
أي شخص يمكنه أن يدير فريق عمل إن امتلك الأدوات والمعرفة والخبرة اللازمة لكن ليس كل الناس يمكنهم أن يكونوا قادة ناجحين.

☆ القائد “رؤية” والمدير “إلتزام”.
قيادة فريق العمل يعني أولاً وقبل كل شيء أن تكون قدوة ولك رؤية، وتحشد الناس حول تلك الرؤية وتقودهم لتحقيقها.
الإختلاف بين مهام القائد ومهام المدير يُشعرك أنّ القائد أفضل من المدير، وهذا غير صحيح لأنه في واقع الأمر يعتبر الإثنين مكملان لبعضهما البعض.
صحيح أنّ القائد يتميز بالجرأة ومواجهة المخاطر وروح الإبداع في حين أن المدير يسعى للحفاظ على النظام وفرض السيطرة لكن هذا لا يعني أن أحدهما أفضل من الآخر، تحتاج الشركات الناجحة إلى قادة كما تحتاج الي مدراء لتعمل بسلاسة وتناغم لتحقيق أهدافها.
ولذلك فإن فقدان الإدارة يعرّض الشركة لفقدان الإلتزام والفشل في تحقيق الأهداف، و إفتقادها لعنصر القيادة يعرّضها للركود وفقدان الحافز والإلهام.
وقد يبدو أن القائد والمدير يتواجدان على كفّتين مختلفتين من الميزان خاصة عندما يتعلّق الأمر بالسلطة، لكنهما مع ذلك يشكّلان جزء من فريق واحد، فقد يمتلك القائد رؤية عظيمة ولكن من دون وجود مدراء يعملون على تحقيقها سيفشل بكل تأكيد،
وعلى الرغم من أن المدراء ملتزمون بالقواعد والقوانين ويسعون إلى تحقيقها، لكن في حال لم يتم تحفيزهم وتشجيعهم من قبل القادة فلن يتمكنوا من النجاح في عملهم.

☆ نقطة توازن:
هناك نقطة توازن مثالية بين القيادة والإدارة، والشركة الناجحة هي التي تستطيع الوصول إلى هذه النقطة والناجحون هم من يعرفون متى يستخدمون مهاراتهم القيادية ومتى يستخدمون مهاراتهم الإدارية، ويكمن سر التوازن في إستخدام المهاراتين في بيئة العمل وطبيعة عمل الشركة والموظفين العاملين بها.

☆ متى هذه ومتى تلك ؟
كما لاحظتم أننا لم نتطرق لتعريفات الإدارة والقيادة وأنواعهما وأوجه الإختلاف بينهما، وإنما جل تركيزنا على نقطتين أساسيتين وهما :
– كيف تحقق التوازن بين القيادة والإدارة؟
– متى تستخدم مهاراتك القيادية ومهاراتك الإداراية؟
فإذا كان الموظفون واعيين برؤية الشركة وأهدافها العامة سيكون من الأفضل تحفيزهم وإلهامهم بإستخدام المهارات القيادية، ولكي يتمكن شخص ذو منصب مسؤول في الشركة من الاعتماد على المهارات القيادية، يحتاج لأن يضمن أن الموظفين واعيين وملتزمين بسياسات الشركة العامة، فإن كان مضطرا لمتابعة موظفيه للقيام بالمهام الأساسية على الدوام سيكون من الصعب تطبيق المهارات القيادية عليهم.
ولكن في حال كان فريق العمل مكوناً من أشخاص محترفين يعلمون تماماً أدوراهم، وقادرين على التوفيق بين الإبداع والابتكار وبين مسؤولياتهم يستطيع حينها المسؤول أداء دور القائد للنهوض بالشركة.
أما في حالة ان الشركة جديدة أو الموظفين جدد سيكون هناك حاجة ماسة لمن يعرفهم ويعلمهم كيف تسير الأمور في الشركة وهنا تأتي أهمية وجود المدراء في الشركة لأنهم يساعدون هؤلاء الموظفين على معرفة كيفية سير الأمور في المؤسسة وكيفية أداء عملهم على أفضل وجه، كما أنّهم أقدر على معرفة قدرات الموظفين وكفاءاتهم، ويعلمون تماماً إن كلفهم بالكثير من المهام سيؤثر سلباً على إنتاجيتهم، لذا فهم يعملون على الحفاظ على إنتاجية الموظفين من خلال فهم كيفية تعامل كل موظف مع الضغط.

☆ النِسب :
ومن خلال ما سبق يمكننا القول أن المهارات القيادية تستخدم بنسبة معينة في العملية الإدارية، فكلما كانت الدرجة الوظيفية أعلى زادت الحاجة للمهارات القيادية أكثر وكلما كانت الدرجة الوظيفية أدنى زادت الحاجة للمهارات الإدارية.
وعطفا علي ما سبق:
القيادات العليا في الشركات تكون محتاجة لنسبة لا تقل عن 80% مهارات قيادية و20%مهارات إدارية.
القيادات الوسطى في الشركات تكون محتاجة لنسبة لا تقل عن 50% مهارات قيادية و50% مهارات إدارية.
القيادات الأدنى في الشركات تكون محتاجة لنسبة لا تقل عن 20% مهارات قيادية و80% مهارات
إدارية.

☆ الوزنة :
وفي الختام الشركة الناجحة هي التي توازن بين القيادة والإدارة لتحقيق أفضل أداء فهي تعتمد على قدرات القائد في تحفيز الموظفين وتشجيعهم على الإبتكار وفي نفس الوقت تستفيد من مهارات المدير في حلّ المشكلات وإتخاذ القرارات لتضمن إلتزام الموظفين وزيادة إنتاجيتهم.

والسلام ختام

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...