التعايش

بواسطة مجلة السودان
318 مشاهدات
بقلم: سوما عمر 
تذكر دوماً أن أفكارك لك لكن أقوالك لغيرك، وتقبلك للغير والاختلاف هو ثراء ونماء وغذاء لك ولفكرك وحسك وروحك، فإن تعلمت تقبل الإختلاف تكون تعلمت وعلمت سر التعايش.
نتعايش دون إلغاء ما تشكلنا عليه من طبائع وصفات ومعتقدات وإيمان و رواسخ من المبادئ والمثل والقيم وكل ما يمثلنا جوهرا وشكلا، وهنا نرى التعايش بأبهى صورة وهي تقبلنا للآخر سواء فرد أو جماعة بكل ما فيه من رمزية أو بيان اختلافه عنا سواء كان كبيرا أم صغيرا، ذكرا أم أنثى،أمي أم متعلم، جاهل أم مثقف، فقط أن نعي أن القيمة لإنسانيته في المرتبة الأولى، وهنا قيمة عليا لوعي أعلى درجة وهي فلسفة تمثل رقي الإنس الذي يتقبل ويرضى ويعي مفهوم العيش أي الحياة، وهنا وصول لعمق فهم التعايش.
تستوقفنا عبارة مبدأ الأمم المتحدة التي بنيت عليها أساسية الحريات والحقوق الإنسانية وهي أن لجميع الأشخاص نفس درجة الكرامة الإنسانية ،وجميعهم مستحقين للحقوق الإنسانية والحقوق الأساسية، وتلتزم الدولة بتحقيق هذه الحقوق؛ وهذا يرجع بنا لما قبل ذلك ولنرى ونتفكر في قوله سبحانه “ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين”، خلقنا الله مختلفين في أحاسيسنا و مشاعرنا وعقولنا وأشكالنا ولكل منا طابع وبصمة وسمات ومميزات ولا يقدر أحد أن ينكر الإختلاف والتنوع البشري العظيم وقدرة الخالق عز وجل ونعمته وهي نعمة توجب الشكر والحمد والتقبل والرضا، وهذا يقودنا لمبدأ التقبل للآخرين الذين يتميزون عنا في صفاتهم ومخالطتهم وعشرتهم ،بل والإحترام لأديانهم ومعتقداتهم وتنوع ثقافاتهم وتقبل الآراء والمرونة في الحوار والتلاقح مع كل فكر ومبدأ ومذهب،  وهنا تبرز روعة التمازج الثقافي والفكري ويصل المجتمع للرقي والتناغم في فلسفته ومعاييره وذوقه وذائقته وكل هذا التقبل يقود للتسامح والتسامح يذهب بنا للسلام والسلم المجتمعي عموما و هذا هو فن التعايش بأرقى سماته، بكل ما فيه من لطف ولين ومبدأ التعايش رغم الاختلاف هو معيار دقيق لتطبيق هذا المبدأ وقيمته العظيمة، للوصول لمجتمعات أكثر تطور وتقدم وازدهار واستقرار.
 سر التعايش هو أن تكون مختلف دون أن تكون مزعج لغيرك سواء بعلاقاتك الإجتماعية الأسرية أو المهنية أو الحياتية عموما ،فالحياة محبة وحسن سلوك وود و رحمة وكرم وهي سمات للحكمة والتهذيب النفسي والروحي، الذي يقود للبعد عن التعنت والخوف من المثل والنظام و هي قيادة وريادة للإنسان أن يكون مجمعيا خلوقا وخلاقا ومتقبلا بين نظرائه، فخلف كل مظهر من مظاهرنا كبشر نحن جميعا أرواح وأنفس تتشابه في أحتياجاتها العامة لقيم الإحترام والتقدير للآخر ولذواتنا لذا نعيش ونتعايش بمبدأ الحياة والكون أن تقدم الشئ لتحصل عليه فمن زرع حصد ومن قدم المعروف وجد المحمدة، فتقبل التنوع ثراء يورث نبذ الحروب والكراهية ويعترف بقيمة الغير، والغير ممن كان أكثر قوة ونجاحا منا أو كان أضعف أو أكثر إحتياج لنا وهنا يأتي التوازن الكوني لتدور عجلة التعليم والترفيع وسيادة الإحترام وقيمة الثناء والإمتنان لمقدم المعروف وصانع المعرفة وكل إرتفاع للقيم هو زيادة في نشر وعينا بالتعايش وبث روح السلم والسلام بيننا وهذا ما نقدمه للآخرين وهو الإرتقاء بوعينا الذاتي لنكون بقدر المسؤولية لكوننا بشر، وكل عمل يعم بالجمال والسلام وحسن المعشر يقرب إلى الله عز وجل، وللتأمل الكوني نرى تمازج ألوان قوس قزح المختلفة ورغم إختلافها هي الأجمل وهي أصل الألوان، فالصدق تعايش والأمل تعايش، والعمل تعايش، والسلام تعايش، والمحبة والإلفة والضحك والدعابة والتقدير والإحترام والعدل والفضيلة والهدوء ولا نهاية لمفردات تمثل فلسفة التعايش، فكل إيجابي وجميل هو من نبض عيشنا وتقبلنا ومحبتنا لبعضنا ولإنسانيتنا هي وسائلنا لحياتنا في عالمنا وسلامنا المرتبط بحقوقنا المرتبطة بحريتنا وحقيقة النضج في جوهر النجاح والتعاون لتسوية العلاقات بيننا لأجل المجتمع والدين والوطن.
Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...