الرئيسية الأعمدة الرتبة رقيب

الرتبة رقيب

بواسطة فدوى احمد عبدالرحمن
1.4K مشاهدات
منذ بداية العام وها نحن قد أمضينا 21 يوماً، كنت أحاول أن أقنع نفسي بممارسة نشاط جديد، على أمل تنظيم وقتي في محاولة جادة للبحث عن عدد الساعات المهدرة خلال يومي المحشو بالتفاصيل، والسريع جداً لدرجة تجعل أحد أمنياتي أن يصبح اليوم 36 ساعة على الأقل، لأعيشها بتركيز أكثر وتأمل في التفاصيل بشكل مباشر عوضاً عن تصويرها وتوثيقها السريع من خلال عدسة كاميرتي والعودة لتأملها في ساعات متأخرة من الليل.
لا أخفيكم رغم تشعبي في الكثير من الأنشطة اليومية المرتبطة بالعمل بنسبة كبيرة، والإنجازات المُرضية على صعيد شخصي ومهني بشكل يُسابق المرحلة التي أطمح إليها، ورغم كلمات الشكر والثناء أو الإعجاب بمجهوداتي من قبل جهات العمل أو بعض الأصدقاء أو حتى من أفراد أسرتي…
قد يعكس هذا التمهيد رؤية خاطفة لشخص أقرب ما يكون للمثالية، أو ربما مثال يحتذى به في إدارة الوقت واستثمار اللحظات ببراعة مدهشة.
أحياناً يُشكل لنا مُحيطنا هالةً براقة نقترب من تصديقها، لكن يبقى التحدي الأكبر في المقدرة على إختراقها والتأكد من حقيقة وجودها، وهذا ما كشفه لي نشاطي الجديد، لم يكن سهلاً عليَّ أن أبدأ بتدوين يومياتي لأتحرى عن كم الوقت المهدر في يومي، فبحسب الخطة يجب عليَّ أن أرسم خطاً أحمر فوق النشاط الذي يعبث بوقتي، كإشارة إلى نشاط غير مرغوب بتكراره في جدول يومياتي.
حسب اعتقادي الشخصي أنني لطيفة مع نفسي، بالتالي أخشى أن يمر الخط الأحمر على كامل يومي، فهل سأكون جاهزة لمحو أيامي وأسلوب حياتي؟
حقيقة كان الأمر مقلقاً وشعرت بشكل مباشر برهبة تجاه القلم الذي سَيُدون يومي كرقيب عليّ وعلى وقتي، مع هذه التجربة سألعب دور الجندي في المعسكر، أما القلم فسيقوم بدور الضابط الحكم.
إذا وضعنا أنفسنا أمام خيارين بين سهل وصعب، فمن السهل علينا كبشر مراقبة الآخرين ونقدهم أو إلقاء الأحكام أو الظنون عليهم، وبالمقابل من الصعب أن نمارس هذا التصرف على أنفسنا.
إن إضافة نشاط تدوين اليوميات يحتاج إلى شجاعة وصدق مع الذات، وهو وسيلة فعالة لمراقبة الوقت وإدارة النشاط بشكل أفضل، ومن أول يوم سنلاحظ نتائج التجربة، بإكتشاف الهالة السرابية اللامعة التي يعكسها لنا المجتمع في أبهى صورها، بطريقة تجعلنا نستهلك الكثير من الوقت والعمر ونحن في نفس الموقع بين واقع متلاطم وخيال براق.
إذا كانت التجربة مع ذواتنا بهذا الكم من المسؤولية والرهبة، ماذا عن رقيب وعتيد؟

 

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...