الرئيسية مقالات متنوعة الغزو الثقافي

الغزو الثقافي

بواسطة محمود بني
336 مشاهدات

عدي عبدالعظيم

¤ كلُ أمةٍ تُبنى بسواعدِ بنيها وشبابها وكل أُممِ الأرض نهضت بتقوية ثوابتها التي تربطُ بعضها بعضا وما خر بنيانُ الأُمم إلا بتنصلها مما وُرِّث لها من مبادئ وقيم والناظِرُ في حال الشعوبِ التي نمت وإزدهرت وتطورت تبصرُ عينٌهُ علي ركائز أساسيه قام عليها هذا الإزدهار وهذا النموء متلخصةً في ربط ماضيها بحاضرها وربط ثقافتها بجميع الأجيال جيلاً تلو الآخر وإستخدام كل الوسائل المعرفيه والرقمية لما يخدم هذا الغرض السامي .
ببلاد النيلين العظيمين لنا حضاراةٌ موغلةٌ في القِدم إكتسبتها بلادنا من عدة أزمان وحقب تاريخية ثرة بما يكفي لنتباهي بها بين الأُمم.
يعيش السودان في حاضرهِ نوع من الإستلابُ الثقافي غير الحميد علي الإطلاق ، وهو نذير شرٍ بتنصلنا من مما ورث لنا من ثقافات وثوابت لا مثيل لها بين الأمم ومازلنا نحتفظ بقليل منها علي أمل أن نتشبثُ بما تبقي من قيمنا وثوابتنا التي شارفت علي الإنهيار شبه الكلي.
وعلي مر العصور ظل السودان يمر بفترات من الغزو الفكري والثقافي المقصود وغير المقصود ،حيث كان يتصدى لها وعي القائمون علي أمر الدوله ومن بيدهم مداخل ومخارج المنصات التي يُطلق منها هذا الغزو الثقافي أو بما يعرف ب ( حارس البوابه ) ، وهذه لفظه تُطلق علي القائمون علي أمر الإذاعه والتلفاز آنذاك هذا عندما كان الغزو الثقافي يُطلق بواسطة الراديو والتلفاز والسينما بينما في الحاضر القريب تعقدت الأوضاع وزاد الأمر صعوبة علي ( حارس البوابه ) الذي ينتقي من المواد ما يراه مناسبا للبث وغير اللائق لحجبه من البث لما يراه من تدخل وتعدي على ثقافات وثوابت أمتنا السودانية.
أما الآن فحدث ولاحرج فقد إختلط الحابلُ بالنابل وأصبح كلُ فردٍ من المجتمع هو بمثابة القائم بالإتصال وهو المرسل وهو المستقبل وهو علي كلِ شيء يريدُ أن يبُثه قدير حيث أصبحت وسائل الإتصال المرئية والمقروءة والمسموعة بلا أدنى رقابة تفحص وتدقق في ما يتم بثه من مواد خادشه للحياء والذوق العام ولا تناسب مع ثوابت ومعتقدات هذه الأمة التي ما فتئت تتقلب في معتركات السياسة العقيمة من الفائدة والمنفعة علي مر الحقب السياسيه من الإستقلال وحتى الآن.
¤ ختاما
الأملُ معقودٌ على وعي شباب هذا الجيل والقائمون على أمر هذه البلاد في إرجاع السودان وشبابه من هذا الإستلاب الثقافي الذي لف عنق ثقافتنا وثوابتنا التي هي من أنبل الثقافات والمبادئ الإنسانيه علي الإطلاق، أما غير ذلك فلن يكن.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...