القهوة في شرق السودان

بواسطة حواء يوسف
نشر اخر تحديث 444 مشاهدات

هناك الكثير من العادات والتقاليد شاهدة على تمسك اهل الشرق بتراثهم ،و أبرزها شرب القهوة او الجبنة التي تعتبر جزء من تكوين انسان الشرق.
اذ تتميز قبائل شرق السودان في وﻻياته الثلاث البحر الأحمر والقضارف وكسلا بحبهم الشديد للقهوة حتى صارت جزءً من نمط حياتهم اليومي وثقافتهم العامة ، و بات تقديمها بكل طقوسها إلى الزائر عوضًا عن الشاي ليس مجرد مذاق فقط و إنما علامة على كرم الضيافة وﻻيستطيع الضيف رفضها وإلا اصبح مثارا للضحك ﻻن عدم شرب القهوة أمر ﻻيصدقه أهل تلك المناطق.


وأصبح لها خصوصية في الأفراح والأتراح ولا تكتمل جلسات اﻹنس والسمر والمصالحات واللقاءات القبلية دون الجبنة. و تختلف طقوسها عند أهل الشرق قليلا عن بقية الاقاليم حيث يهم الناس منذ الصباح بشئ واحد هو تناول فناجين منها في جلسة على شكل تجمعات،وتسمى الجلسة او مكان التجمع لشرب القهوة في شرق السودان حسب لهجة البجا (سنكاب).
سكان شرق السودان يشربون القهوة المنكهة بالزنجبيل والقرفة والهبهان اربعة مرات في اليوم خصوصا قبائل البجة. وتصنع أدوات القهوة غالبا من الطين والفخار وب رعت منطقة (وقر) في كسلا في تجويد صناعة مستلزمات القهوة الشرقية.

القهوة عند البجا
شعب البجا هي القومية الاكبر بالشرق وبخلاف شجاعتهم التي قال عنها الشاعر البريطاني (كبيلنغ) :

(لقد حاربنا الكثير من الرجال في البحر وبورما،ولكن لم نجد اشجع من البجا)

فقد امتازوا بالحفاظ على تقاليد شرب القهوة فهم يعتبرون القهوة من اﻹحتياجات الاساسية لهم منذ الصباح وعند الظهر والعصر وقبل النوم .ويبدا الكيف عندهم بشم رائحة البن المنبعث من الغﻻية ويميلون إلى تناولها وهم جلوس على البروش او البنابر مع وجود الفشار والفول السوداني والبخور ويشربون اكثر من ثلاث فناجين في الجلسة الواحدة.


القهوة في كسلا
مع أشعة الشمس التي تشرق خلف جبل توتيل في كسلا يستيقظ سكان المدينة المتاخمة للحدود مع دولة اريتريا على روائح البن المغلي التي تملا الأجواء. و أصبحت القهوة أحد ملامح المدينة فبجانب السواقي وتوتيل والقاش هناك قهوة كسلا ونكهتها.

و في القضارف و سواكن و هيا و سنكات و حلايب و بورتسودان و شتى مدن الشرق، عندما تحل ضيفاً على شخص أول مايكرمك به هو تناول فنجان من القهوة شرط ان تتوسط تلك الجلسة المنفردة و تستنشق رائحة (البن) و تستمتع ب(التنتنة) فان لم تمر بهذه المراحل يعتقد المضيف إنه لم يقم بواجب الضيافة تجاهك.
عموما عشق القهوة ملازم لاهالي شرق السودان في الحل والترحال حتى تحولت إلى حاجة ﻻفكاك منها كالماء والهواء.
والرعاة يحرصون على ان يكون ضمن زادهم ادوات القهوة (الموقد.ووعاء لتحميص البن.والفندق.والشرقرق .والمبخر والفنجان).
حتى طقوس الزواج وخصوصا (الحنة )العروسين تشرع النساء في صنع القهوة ويوزعنها على المعازيم.
وصناعة الجبنة لا تقتصر على النساء والفتيات داخل المنزل بل تمتد إلى الاسواق ففي بورتسودان خاصة ديم عدن وديم مدينة قهاوي كثيرة يرتادها معظم السكان .وفي كسلا والقضارف تتكرر ذات المشاهد ويصنع الرجال القهوة في الاسواق.
القهوة جزء اصيل من تكوين اهل الشرق فهي فرصة طيبة للتﻻقي والتصافي وهي بمثابة الترياق المضاد للكثير من اﻷمراض وهي من اهم العوامل التي تساعد في اكتساب صفة الهدوء والبرود.
وتناول الجبنة ليس حكرا على اهل شرق السودان فهي موجودة في حلفا ونياﻻ والدمازين وكادقلي ومدني والبطانة والخرطوم ولكن في الشرق لها سحرها واحترامها مثلما يحترم اهل الغرب جلسات شرب الشاي (البرامكة).

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...