الكنداكة أماني ريناس

بواسطة يوسف عبداللّه صالح
نشر اخر تحديث 3.3K مشاهدات

” لقد فاقت شجاعة هذه المرأة حُنسها”

هكذا وصف المؤرخ الإغريقي سترابون الكنداكة أماني ريناس التي حكمت مملكة كوش من سنة 40 قبل الميلاد إلى سنة 10 ميلادية، وهي زوجة الملك النوبي ترتيقاس وأنجبت منه الأمير النوبي اكينيداد، وظلت زوجة لا تحكم حتى توفي زوجها.

يقول عنها شيخ أنتا ديوب في كتابه الشعوب الإفريقية و الثقافة :

أثارت إعجاب العهود القديمة بالمقاومة التى واجهت بها على رأس قواتها, جيوش قيصر – “أغسطس” الرومانية. و قد فقدت عينا فى المعركة, فزاد ذلك من شجاعتها.

 

نقش يوضح الكنداكة أماني ريناس و هي تبطش بأعداء مملكة كوش و تهزمهم

نقش يوضح الكنداكة أماني ريناس و هي تبطش بأعداء مملكة كوش و تهزمهم

في أول أغسطس سنة 30 ق.م  استطاع القائد الروماني جايوس بوليوس قيصر اوكتافيوس – و الذي أصبح فيما بعد أول إمبراطور روماني باسم أغسطس اوكتافيوس (27 ق.م ~14م) – فتح مدينة الإسكندرية عاصمة المملكة البطلمية في مصر، بعد أن هزم قوات كليوباترا السابعة في موقعة أكتيوم البحرية، و من يومها دخلت مصر في حوزة الإمبراطورية الرومانية، و التي أبدت الرغبة في التمدد جنوباً نحو كوش.

بدأ الرومان بالتوغل جنوباً في بلاد النوبة، إلا أن الملكة النوبية في ذلك الوقت الكنداكة أماني ريناس أرادت أن تعطي درساً للرومان سادة العالم في ذلك الوقت بأن ما حدث في مصر لا يمكن أن يحدث في كوش، و استغلت انشغال الحاكم الروماني لمصر أيليوس غالوس في حملة علي شبه الجزيرة العربية؛ فقادت جيشها وذهبت إلى أسوان وطردت الحامية الرومانية واستطاعت أخذ أسرى رومان و تماثيل أغسطس المصنوعة من الذهب و البرونز كانت موجودة في جزيرة فيلة و استطاعت استرداد النوبة السفلى.

رأس الإمبراطور أغسطس المصنوع من البرونز و الموجود في متحف السودان القومي

لم يرض الإمبراطور الروماني بما حدث فأمر واليه في مصر بترونيوس بالزحف جنوباً لاستعادة ما فقده، و استطاع صد النوبيين و إرجاعهم جنوباً حتى منطقة إبريم، استمر النزاع على المنطقة لشهور طويلة حتى انتهى الأمر بتوقيع اتفاقية عرفت بإتفاقية ساموس التي بموجبها انسحب الرومان شمالاً حتى بلدة المحرقة مع الإلتزام بشروط حسن الجوار.

و بدأت كوش بعد ذلك عهداً مزدهراً و منفتحاً نحو أوربا و العالم، و ذلك بفضل الدبلوماسية و الحنكة العالية للكنداكة أماني ريناس.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

8 تعليقات

Avatar
غير معروف 2020-08-13 - 1:24 مساءً

مقال اكثر من رائع 😍😍😍جد تسلم على المعلومات دي… يعطيك العافية

Reply
Avatar
Ahmed Ibrahim 2020-07-09 - 11:10 مساءً

احسنت بعرض تاريخٍ رائع حُقَّ له أن يُدرس ويُعتنى به سعياً لتغيير الأيدولوجية الفكرية و حلاً لأزمة الهوية التى لولا غياب التاريخ لما وُجدت

Reply
يوسف عبداللّه صالح
يوسف عبداللّه صالح 2020-07-09 - 11:25 مساءً

أمة بلا تاريخ هي أمة بلا مستقبل، و بالتأكيد بلا هوية.
الحل فعلاً كما تفضلت أنت.

Reply
Avatar
NoOosa 2020-07-09 - 10:02 مساءً

ياسلام ????????موضوع رائع ????????شكرا يوسف للمعلومات
وان شاء الله موفق بإذن الله ????

Reply
يوسف عبداللّه صالح
يوسف عبداللّه صالح 2020-07-09 - 10:40 مساءً

شكراً ليكي انتي على مرورك و دعمك ♥

Reply
Avatar
Fatin ahmed 2020-07-09 - 9:22 مساءً

حبيت ???? جد موضوع جميل❤️

تاني الزول بقول حبوبتي كنداكة بفهم ????

Reply
يوسف عبداللّه صالح
يوسف عبداللّه صالح 2020-07-09 - 10:37 مساءً

و لو عايزة تقولي ” جدي ترهاقا” بي فهم برضو ارجعي للموضوع بتاع ترهاقا عظيم كوش في نفس القسم دا.
عظماء سودانيون .. ترهاقا عظيم كوش

Reply
Avatar
Samreen mohammad 2020-07-10 - 12:46 مساءً

حلوووو تحيه كبيييره للكنداكه اماني ريناس وليك كمان يوسف وعلي معلوماتك البتذودنا بيها❤

Reply

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...