الرئيسية الجمال والأزياءالأزياء النزال بين الثوب السوداني والعباءة

النزال بين الثوب السوداني والعباءة

بواسطة هديل لبلاس
159 مشاهدات

إن عالم أزياء الثوب السوداني، هو الآخر زاخر ومتجدد، على الرغم من نمطية التصميم التي لا تخرج عن الشكل المعتاد للثوب، ويأتي الاختلاف من نوعية القماش المستخدم و تطريزاته، فضلا عن الإكسسوارات التي يتم تنسيقها معه فضلاً عن تزيينه كالفواريز والأشكال والطرح وغيرها ..
فيستخدم في تصميمه الحرير، والشيفون المضغوط، والقطن وغيرها من أنواع الأقمشة ذات الألوان المختلفة، فمنها السادة ومنها المطبوع برسومات مبهرة وألوان زاهية وجريئة أو هادئة ورسمية حسب مطلوبات الذي يرتدي الثوب وحسب طبيعة عمله أو طبيعة مناسبته .


واللافت أن الهوية السودانية للثوب باتت أما م تعقيدات عديدة ، فدولة مثل سويسرا أن تضم بين حدودها أكبر مصانع الثياب السودانية، فسويسرا تعد من أكبر منتجي الثوب السوداني، حيث تمد السوق السودانية بأكثر من 82% من احتياجاته من هذا الزي فجاءت تأثيرات غربية في تحديد مستويات الحشمة ومدى شفافية الثوب من عدمه حيث يكون الأحجام عن الثياب الشفافة إلا في مناسبات محدودة كالذي للأغراض الاستعراضية كالزفاف والمناسبات الخاصة ويكون الاقبال على الثياب ذات الطابع المحتشم .
مثل العديد من الموروثات الوطنية تأثر الثوب السوداني بعصر العولمة والانفتاح الثقافي، الذي لم يرحم الثوب من المنافسة داخل السودان مع غيره من الملابس، خاصة العباءة الخليجية التي باتت المنافس الأول للثوب السوداني حيث تنافس العباءة الخليجية الثوب السوداني لعدة أسباب لوفرة المعروض منها ولرواجها عملياً وسط الشباب سهلة الارتداء والحركة ولآن العباءة تغني عن الكثير من الفساتين أو القمصان التي تلبس مع الثوب وتكون محتاجة لموائمة و مجانسة بحكم اللون والشكل أو عكس الألوان .


كما أن مستهلكي العباءات أكبر بكثير ممن يلبسون الثوب السوداني فتدور ماكينات العالم في القارات المختلفة لتوفير العباءات بخامات وألوان مختلفة بحكم نظرية العرض والطلب فكلما كثر الطلب كان هنالك حوجة لتوفير العرض ..
وتعتبر سهولة التعامل مع العباءة وسط جيل الشباب أحد معززات الطلب على العباءة .
إلا أن الثوب السوداني ظل علامة فارقة تميز المرأة السودانية عن غيرها وتوجد ثياب استجابت لاتجاهات ميز السهولة والعملية للشباب مثل ثياب الربط كما تختلف خامة الثوب باختلاف البيئة النابع منها، فهناك (الفردة) وهو اسم الثوب الذي ترتديه المرأة في شرق السودان، ويصنع من القطن الصافي الذي لا يحتاج إلى تطريز، وهناك أيضاً (اللاوه) الذي ترتديه النساء في الجنوب، ويتميز بربطه من على الكتف دون الحاجة لوضعه على الرأس، كما هي العادة في الثوب السوداني .
سعر القطعة من العباءة هو أرخص سعراً من سعر الثوب لكبر حجم قماش الثوب وللفنيات الشكلية والجمالية المختلفة الموجودة في مساحة الثوب السوداني الأكبر نسبياً .
رغم أن الثوب كان ضرورة لأغراض الحشمة إلا أن مجاراته للعباءة في مضمار التنافس باتت تحكم عليها مكونات ومتغيرات ثقافية وقضايا العولمة والمد والجذر بين القديم والحديث والماضي والحاضر وضرورت المستقبل .
إن فرص الانتاج الواسع للعباءة والمتعدد من دول منتجة مختلفة يفرض تنوعاً في الزوق شكلاً وخامة ولوناً مما يعزز فرص الاختيار من بين العباءات ويوخذ على العباءة السائدة لونها الغالب الواحد إلا فيما يخص عباءات الزينة خاصة العباءات في منطقة الخليج العربي .


كما أن فرص شراء العباءة بسعر زهيد بات متاحاً بصورة واسعة وذلك لأن المنتوج بكميات كبيرة من هذه السلعة يوفر منها ما هو معيب من ناحية الخامة أو الجودة أو ماهو معيب بسبب طول فترة التخزين فتعتبر سلعة رخيصة تنافس بقوة رغم عيوبها غير الظاهرة للمستهلك العادي .
ويبقى تعزيز الاختيار للثوب السوداني في المجتمعات المحلية الذين يتمسكون بالثوب قيمة ً ومضموناً واختيارهم لثياب بسيطة الصنعة وقليلة الكلفة وزهيدة الثمن بينمايكون غلبة اختيار الثوب السوداني في المجتمعات الراقية باعتباره قيمة وجمال يستهسل صرف المال عليها مادامت تميز اللبيس المقتدر وتتماشى مع موروثه وحاضره ومستقبله .

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...