الرئيسية الأعمدة الورقة الرابحة

الورقة الرابحة

بواسطة فدوى احمد عبدالرحمن
1.3K مشاهدات

قصص النجاح تبدأ برؤية، والرؤية دائماً ترمي إلى الهدف الأسمى ولا يمكن تصور الكم الهائل من العقبات والتحديات التي من الممكن أن نواجهها وكيف يمكن أن تكون الرحلة…
لنكون واقعيين ما من قصة نجاح لمعت قبل أن ترهق صاحبها.
مسيرة الحياة العملية بدأت معي عام 2012 حين كنت بالمستوى الثاني من المرحلة الجامعية، وكان المحرك الذي يدفعني لدخول العالم العملي شغفي وتعلقي الشديد بالمجال الإعلامي، كنت أبني خططي بحماس لتواجهني صدمة أكاديمية مؤقتة، ففي العام التالي لم اجتاز المستوى الثالث من الجامعة إثر إمتناعي عن التصويت لحزب سياسي، كوني مُستقلة ولا أنتمي لأي توجه في هذا الإطار.
لكن سبحان مُسطر الأقدار في ذلك العام المُعلق اكاديمياً، حصدت العديد من الخبرات المتنوعة، كان من بينها دراستي لدبلوم الصيدلة بعد أن شجعتني عليه صديقتي آيات علي، كانت التجربة مميزة، وفرصة لاستثمار الوقت، مع أنها لا تتماشى مع أهدافي اللامعة التي أرى ضوءها في آخر النفق المظلم.
ومنذ ذلك الوقت رُكِنت هذه الورقة ضمن آخر إهتمامتي، وإستمرت قصتي كما أرى أن تكون.
بالرغم من إيماني بأن كل خطوة نخطوها في حياتنا لها أبعادها سواءً طال الزمان أو قصر، إلا أنني لم أتوقع انعكاس تجربةٍ مضى عليها حوالي ٧ سنوات بهذه الطريقة المبهرة، فجأة إكتشفت أن الورقة المهملة في حياتي هي الورقة الرابحة.
فبعد أعوام من الكفاح والعديد من الفرص الوظيفية والكثير من الجهد والاجتهاد الذي يتخلله الإستغلال، الاستنزاف، الوعود الكاذبة، وشراهة أصحاب العمل في الأخذ بلا عطاء، ومهاراتهم في تشويه ما قد يتبقى لنا لنستمتع به. وصعوبة إنشاء مشروع مستقل في بلد الغربة.
يمر عليك وقت لتجد نفسك متهالكاً ومشحوناً، وربما شيء من اليأس حول أن تجد نفسك وسط مجتمع عملي يتحلى بالصفات التي تؤهل لعطاء بلا حدود وبروح عالية ونفسية مستقرة، ونفع يعود على جميع الأطراف.
لأحدث نفسي بعد كل تجربة واوصيها بالصمود للإستمرار وتقبل الواقع حتى إن لم يطاق وبكل إيجابية.
ثم تحدثني إحدى رفيقاتي قبل فترة وهي طبيبة صيدلانية، مشيرةً لي بتجربة عملية أُفعلُ فيها ذلك الدبلوم المُهمل، لم أتردد كثيراً لأنه ثمة ما جذبني لخوض التجربة، فقلصت نشاطي الإعلامي والأوقات التي أهبها في عدد من عضوياتي بعدد من الجمعيات والفِرق، لأخطو أول خطوة نحو بيئة مختلفة أشبه بالبيئة التي تُصورها لي مخيلتي.
أرباب عَملٍ توسموا بأخلاق تكاد تنعدم في مجتمعنا، يقدمون لفريق العمل بيئة مليئة بروح المصداقية والتقدير، لأقف متأملة في أبعاد الفرصة متعجبة من الوقت الذي مضى بين الشرارة والإشتعال، وسبحان مسطر الأقدار.
ختاماً: مهما تعِبت وصفعتك الحياة ياصديقي، هناك فرصة تنتظرك إن لم تكن الأخيرة والأكثر إستقراراً، فلا تخشى شيئاً؛ إستمتع بها وعشها بكامل تفاصيلها، واشحن طاقتك من خلالها وكُن بخيرٍ و شاركنا تجاربك.
Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...