الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان تاريخ السودان الحديث ج “٦”

تاريخ السودان الحديث ج “٦”

بواسطة مأوى عبدالعزيز
نشر اخر تحديث 444 مشاهدات

عهد الإنقاذ (١)

إنقلاب الثلاثين من يونيو .. من خطط له؟ وكيف دبر ؟ :–
بخروج الجبهة الإسلامية من حكومة الصادق المهدي و إقصائها؛ في أواخر الديمقراطية الثالثة، وفي حين غرق الحكومة بالمشاكل، قامت الجبهة باستغلال  هذا التوقيت  لتنفيذ انقلابها العسكري غير شكل السودان تماماَ إلى وقتنا الحاضر.
زعيم الحركة الإسلامية :
في البدء لم يكن للعسكر أي دور في تدبير، أو تخطيط هذا الانقلاب بل إنه  كان من تدبير الجبهة الإسلامية، و زعيمها و مؤسسها حسن الترابي -المفكر السياسي- و أن الخطة تعاظمت بعد أن خرجوا من السلطة؛ و تبين لهم أنه لا طريق أصلاً للإسلام أن يظهر في الحياة العامة؛ إلا إذا تمكن من السلطة، و لكن اذا تمكن بوجهه الحقيقي ستحيط به الدول، و سينزل عليه العالم بكل أثقاله، وسيئده طفلاً … لذا لابد أن يخرج ولا  أحد يعلم عنه شي سوى أنه إنقلاب عسكري، و قُبيل الثلاثين من يونيو في أواخر الثمانينات التقى الترابي – لأول مرة – في يوم الأربعاء 28 يونيو 1989 بالضابط (العميد حينها ) عمر البشير (الذي كان تابعا للحركة الإسلامية) و حينها أبلغه الترابي بأنه سيتلو بيان الانقلاب و قد رحب البشير بقرار شيخه .. و قبل هذا كانت الجبهة الإسلامية قد رتبت ترتيبا كاملاً للإنقلاب من حيث الأجهزة، و المعدات، و الاتصلات، في كامل السودان ترتيب، وتنظيم دقيق جداً.


و في صبيحة الجمعة ٣٠ يونيو 1989 أعلن التلفزيون السوداني عن استيلاء بعض من الضباط التابعين للجيش السودانى على الحكم بقيادة العميد عمر حسن أحمد البشير . وتأكدت الجبهة الإسلامية أن خطتها تسير بنجاح، عندما رحب الشارع العام، وكذلك الدول العربية و دول الجوار بهذا الانقلاب العسكري..بهذا تولى البشير منصب رئيس مجلس قيادة الثورة التي عرفت بثورة الإنقاذ الوطني ، و وفقاً للدستور يجمع رئيس الجمهورية بين منصبه و منصب رئيس الوزراء.
و أول خطوة قام بها البشير أنه زج ببعض القيادات الكبرى تحت اعتقالات واسعة؛ إلى السجن من ضمنها دكتور حسن الترابي نفسه.. كل هذا من تخطيط و تدبير الجبهة و حتى لا تكشف هوية الانقلاب الاسلامية إلى العامة.
مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني :
هي السلطة الحاكمة في البلاد، و على رأسها عمر البشير رئيساً لمجلس القيادة، و رئيس الوزراء، و وزير الدفاع، و القائد الأعلى للقوات المسلحة. و يبلغ عدد أعضاء المجلس 15 عضو و جميعهم من العسكريين و تمتع المجلس بالسلطة التشريعية أيضاً و بعض السلطات التطبيقية. ومن أعضاء المجلس :
– عمر البشير، الزبير محمد صالح.
-فيصل مدني مختار، إبراهيم شمس الدين.
-ابراهيم نايل آدم، بيويوكان.
-دومينيك كاسيانو، محمد الأمين خليفة.
-عثمان محمد الحسن، مارتن ملوال.
-بكرى حسن صالح، سليمان محمد سليمان.
-التيجاني آدم الطاهر، فيصل أبو صالح.
-صلاح الدين محمد أحمد كرار


مكث الترابي في السجن حوالي ستة أشهر؛ و كانت الدولة في ذلك الوقت تدار من خلف الستار (أعضاء الجبهة الإسلامية) و رغم أن العسكر في السلطة إلا أن القرارت و التعيينات تصدر من الجبهة.
التعثرات التي واجهها البشير في أوائل حكمه:- 

– انقلاب ١٩٩٠ :

واجه البشير العديد من الانقلابات أبرزها “حركة رمضان”  أو كما أسماها منفذوها (حركة اخلاص الوطني) بقيادة الفريق خالد الزين نمر، واللواء الركن عثمان إدريس، واللواء حسن عبد القادر الكدرو، والعميد طيار محمد عثمان كرار حامد، و لكن الانقلاب فشل كلياً، و ألقي القبض على ٢٨ ضابطاً، فحوكِموا في محاكمات عسكرية و أعدموا مباشرة في العشر الأواخر من رمضان.
بعد إطلاق سراح الترابي بدأ النظام شيئاً فشيئاً، يكشف عن وجهه الحقيقي (الإسلامي) هذا فيما وضّحت الحكومة عن هويتها، و انتمائها للجماعة الإسلامية.. وقد صرح البشير بأن ثورة الإنقاذ الوطني لا تعرف الفصل بين الدين و السياسة و الموضوع غير قابل للنقاش و كتب النيل أبو قرون (قيادي بارز بالحركة الإسلامية آنذاك):

“النظام الإسلامي هو الأمثل.. والأحزاب سبب كوارث السودان و الحزبية شرك بالله”.

النيل أبو قرون

و بعد أن كشف النظام عن وجهه الإسلامي لاقى معارضة كبيرة من أغلب الدول، كما كان لإعلان الشريعة الإسلامية أثرٌ كبيرٌ في إنشاء التجمع الوطني الديمقراطي المعارض، و استمرار الحرب في جنوب السودان . كما رعت الدول الكبرى التجمع الوطني خصوصًا بعد انضمام الحركة الشعبية لتحرير السودان له، و مارست ضغوطاً كثيرة لإسقاط حكومة السودان، و لكن رغم الضغوطات الدولية التي واجهتها الحكومة الجديدة، إلا انها استمرّت في وجه كل المحاولات و العقوبات و الحصار الإقتصادي المفروض عليها، بل صعّدت من نبرات العداء تجاه الدول الغربية، محتمية بتوجهها الديني الذي كان له أثر كبير في كسب تأييد الشعب.

  أدت حرب الخليج الأولى إلى زيادة أعداء الحكومة و مع نشوب حرب الخليج الثانية١٩٩١ تمت محاصرة السودان ومقاطعته إقتصادياً من قبل دول الخليج و أوروبا و الولايات المتحدة، مما أدى إلى تدهور الإقتصاد السوداني بصورة كبيرة.
ترقبونا في الأجزاء القادمة من عهد الإنقاذ.. تداعيات اقتصادية ونزاعات قبلية و تفاقم حروب الجنوب تقود للانفصال والعديد من الاحداث الهامة.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...