ليتني لم أقع؟!

بواسطة مجلة السودان
نشر اخر تحديث 158 مشاهدات

لا أؤمن بفكرة الحب بتاتا،،لأن الحب مثل النار يلتهم كل شيء،، لا أجيد التعلق،، ولا أتقن فن الإهتمام،، لا أحب إرتداء الاقنعه،، ولا أستطيع أن أنافق،،،، لعلك تتساءل هل أنا بلا مشاعر؟ وبلا أحاسيس،،،، لم أكن كذلك إلا بعد دخولي في تلك الصفقه التي خسرت فيها كل شيء !
سأقص عليك حكايتي.. وسأخبرك لما أسميتها صفقة،، ولكن قبل ذلك هل لي بفنجان قهوه؟ نعم،،
ذات مره كنت أقف في طابور الإنتظار في أحد المستشفيات لأخذ نتيجة فحص لي،، لمحت بقربي فتاه وليست كأي فتاة عاديه.
كانت جميله، مثقفه، أربكت كل من رآها، عيناها فيها شيء غريب يجعلك تتساءل هل هي من البشر؟
أم هي من الحور العين؟
سحرتني من أول نظره،، لم أستطع إخراجها من رأسي،، بدأت أتساءل هل سأراها مرة ثانيه ؟ هل سيجمعنا القدر أم ذات الصدفه التي قلبت كياني ؟ بدأت تلك الصدفه تكبر في رأسي كورم يستدعي تدخل جراحي لإزالته !
مرت الشهور وبينما أنا أقف في إشارة المرور فتحت الشباك لأشتم بعد الهواء، لم يعد مكيف السياره يكفي كان الجو حار جدا،، ولعل تلك كانت إشاره من القدر
فتحت الشباك رأيتها تركب سياره كانت بجانبي،،لم تكن هناك فرصه للحديث،، لأن الإشاره أصبحت خضراء، لم أستطع التركيز وقفت كثيرا أحدثت ضجه في الشارع،، الكل يضرب بوق سيارته لأتحرك،، لم أكن مدركا ماالذي يحدث،، لم أكن أسمع، أصابني الشلل فجأه تجمدت في مكاني ،،وفجأه اتفاجأ برجل المرور يسألني هل هناك عطل في السياره ؟
أنا لا،، لا،، شكرا،،،
تحركت ولكن أظن أن روحي بقيت هناك ومعها !
لم أكن أتوقع رؤيتها مره ثالثه،، ولكن هذه المره مختلفه عن مثيلاتها،،،
في ذاك اليوم استيقظت كعادتي،، صليت الفجر،، ارتديت ملابسي المعتاده،، وهممت بالخروج لأشرب قهوتي المعتاده في الكافيه الذي يقبع بالقرب من مكان عملي،،
وصلت إلى الكافيه،، طلبت قهوتي،، وجلست أنتظر،، أظن أنني في مزاج جيد نوعا ما،، أمسكت بهاتفي لأصور كوب القهوه لأنني من هؤلاء الأشخاص الذين يشاركون تفاصيل يومهم مع الأصدقاء متمنين لهم يوما جميلا،،، نظرت إلى الساعه تجهمت قليلا إنها 8:0‪0 ص وما زلت هنا موعد الدوام،، تحسست كوب القهوه وجدتها بردت، تركتها وبينما أنا خارج لمكان العمل اصطدمت بسيده،، اوه رباه انا آسف لم أقصد ذلك،.
سألملم لك أوراقك،، لا عليك،، لم يحدث شيء
رفعت الأوراق،،أحسست أن هناك من يدفعني لأركز في ملامحها، وكأنه يقول لي،، إنها هي من أوقفت ساعتك البيولوجية،، وفجأه رفعت رأسي ركزت  في ملامح وجهها،، إنها هي زاتها تلك الفاتنه الجميله،،
سيدتي هل تسمحين لي بفنجان قهوه تكفيرا عما فعلته،، لا،، لا بأس بذلك
دعيني اقوم بذلك،،، حسنا،،،

جلسنا على طاوله،، وطلبنا كوبين قهوه،، ونسيت الدوام،، جلست وتحدثت إليها واخبرتها كما أنا معجب بها من أول مره،، أخبرتها عن توقف حياتي منذ اللحظه الأولى التي رأيتها فيها في المستشفى،،
لا أنكر عليك استغربت جدا من كلامي،، ولكنني عكسها كنت سعيدا كطفل احتضن امه بعد طول غياب،،
طلبت منها ان تعطيني فرصه لتعرف من أكون!!
لكنها فاجأتني عندما قالت لي أقدر مشاعرك جيدا ولكن لا أستطيع أن أمنحك تلك الفرصه
أنا ولما لا
آسفه
أظن علي الذهاب
وشكرا على كوب القهوه
أنا
تسمرت في مكاني
بدت التساؤلات تدور في رأسي
رسمت سيناريوهات كثيره
من تكون تلك المرأه القويه التي لم تهزها كلمات العشق كغيرها من الإناث
خرجت من الكافيه وركبت سيارتي،، كانت الساعه 12:00
مضى الوقت سريعاً في حضرة تلك الأنثى……..
لم أستطع ليلتها النوم،، ولم أستطع نسيان تلك الساعات بقربها،،
هجرت الزمن،، وكرهت القهوه،، وكرهت كل شيء شهد على تلك اللحظات التي عبرت فيها لها بمشاعري
أيقنت تماما أن هناك لحظات تأتي على الإنسان لا يعود كما كان أبدأ
أحببت وكرهت في ذات اللحظه تلك الصدفه
طلبت منك أن تحضر لي كوب قهوه،، ولكن في ذات اللحظه أخبرتك أنني كرهت القهوه

لذلك قلت لك
ليتني لم أقع؟؟

بسمة بولاد

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...