الرئيسية تاريخ وسياحة مع بوركهارت في بلاد النوبة ج 20

مع بوركهارت في بلاد النوبة ج 20

بواسطة حسن المكاشفي
نشر اخر تحديث 302 مشاهدات

بلغنا من التاريخ اليوم الرابع من مارس لعام 1813م، ونحن الآن خارجون من قرية الشباك، مررنا بالكثير من البيوت المهجورة، وفي كل خطوة منها كنا نصادف قبورا منبثة.

وفي وصف القبور التي مررنا بها يقول بوركهارت: “ويضع النوبيون بجانب كل قبر إناء من الخزف يملؤونه ماء في اللحظة التي يلحد فيها الميت، ويتركونه هناك، أما القبر فيغطونه بحصى صغير مختلف الألوان، وفي كل طرف من طرفيه يغرسون سعفتين كبيرتين من سعف النخل، وهكذا أصبح رمز الانتصار رمزا للموت عند النوبيين”.
أما إلى جوار “الشباك” فنجد أكواما من الحجارة المنحوتة، وهي أطلال مهدمة لبناء تاريخي قديم، ثم بعد ساعة من ابريم وصلنا واديا يسمى بوادي بستان، أما عن الأرض الصالحة للزراعة في وادي بستان فضيقة جدا، ويبعد الجبل الشرقي الكبير منها مسيرة ساعة تقريبا، وبينه وبين السهل توجد ربوة تكسوها الحجارة الرملية المفككة، وشكل الجبال المنعزلة التي يتألف منها هذا القسم من السلسلة يسترعي الأنظار، فمعظمها شبيه بالمخروط، وقد استوى عند القمة أو بالهرم بالكامل، وإذا رأيتها من بعيد بدت لك منتظمة جدا حتى لتخالها من صنع الإنسان.

وبعد ساعتين من المسير بلغنا قرية توشكى، وهي الحد الجنوبي لوادي ابريم، وفي السهل الصخري الشرقي لتوشكى تقوم صخرة منعزلة مهشمة نحتت فيها عدة قبور، تحملها من الداخل أعمدة مربعة قصيرة، وفي أحد هذه القبور دهليز مقبب يؤدي إلى مدخل خلفي، وصناعة هذه القبور بدائية خشنة، وليس على جدرانها نقش سوى الصليب. مما يدلل على أن انشاءها يعود إلى الفترة المسيحية المتأحرة في النوبة.

وكما نعلم فقد تحولت الممالك النوبية الثلاثة نوباتيا والمقرة وعلوة رسميا إلى المسيحية في القرن السادس الميلادي، بينما كان قد بدء انتشارها فيها منذ حوالي القرن الثالث الميلادي.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...