يهود الفلاشا

بواسطة هشام ساتي قريشي
نشر اخر تحديث 369 مشاهدات

المعلومات التاريخية المتوفرة عن الفلاشا ضعيفة جداً ومصادرها شحيحة، وربما يعود ذلك لبعد موطنهم عن مراكز الحضارة وعدم وجود من يؤرخ لهم من أبناء جلدتهم أو لجهلهم الشديد، وعدم إهتمامهم بالتعليم ولم يكلف أحداً منهم نفسه لحفظ صورتهم عما كان عليه قومهم، أوحتي التوثيق عن حالهم ، ربما إنحيازهم علي أنفسهم وعزلتهم عن العالم وعاداتهم الغريبة الأطوار جعلت من الأخرين أيضاً أن لا يحاولوا كتابة تاريخهم ولا يختلف اثنان في أن الصفات المدنية، والحضارة، والحركات العمرانية بعيدة كل البعد عن الفلاشا.

أصل الفلاشا :-
تباينت الأراء حول موطنهم الأصلي و جذورهم فمنهم من أرجعهم إلى يهود مصر، وهذا الرأي معتمد على إشارات وردت في التوراة وقد دخلوها مع يعقوب لحاقاً بيوسف عليه السلام عندما كان عزيز مصر وطلب أهله من البدو .
رأي آخر يذهب إلى أن الفلاشا من نسل بلقيس (ماكيدا) ملكة سبأ التي ورد ذكر زيارتها في القرآن الكريم، “مصدر هذا الرأي كبرانجست” .
رأي ثالث يعود بالفلاشا إلى أنهم هاجروا في فترة حكم سليمان عليه السلام وهذه الفترة شهدت إزدهاراً غير مسبوق، مما جعلت هذه الفترة تنشأ أسطولاً تجارياً بحرياً وصلت فيها القوافل في تلك الحقبة إلى البحر الأحمر، وسواحل إفريقيا الشرقية، ومنها إلى الحبشة وفيها أسس اليهود مراكزاً تجارياً وإستقروا بها.

الرأي الرابع يذهب إلى أن اليهود إنقسموا بعد موت سليمان عليه السلام بين رحبعام بن سليمان ويربعان بن نبط وإقتتالهما؛ فقرر سبط دان الإعتزال عن الحروب و الهجرة إلى الحبشة .
الرأي الخامس يعود إلى أن الفلاشا هم يهود الديسبورا يهود الشتات الذين تفرقوا في الأرض بعد الغزو البابلي علي يد نبوخذ وهاجروا إلى مناطق الحبشة.
الرأي السادس ذهب إلى أن الفلاشا هم يهود الجزيرة العربية وخاصة اليمن، وهاجروا إلى الحبشة بعد إنهيار سد مأرب بسيل العرم بحثاً عن مناطق أخصب وأصلح للزراعة.
الرأي السابع : يقول أن الفلاشا ما هم إلا مجموعة من الأسرى تم أخذهم إلى الحبشة بعد أن هزم الأحباش اليمنيين إثر مذبحة ذي نواس الشهيرة؛ وهو ملك حميري يهودي قتل ونكل بنصاري نجران  وفيها تدخل الأحباش بحجة الدفاع  عن النصاري .
أما عن عقيدتهم لا يؤمنون بالتلمود بقدر إيمانهم بالأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم وهي مكتوبة باللغة الجعزية وليست بالعبرية، وتحوي أخبار الأنبياء وكذلك أهم عقائد وتشريع اليهود ، أما باقي الأسفار ليست ذات قيمة بالنسبة لهم بل أخبار محرفة كتبت بأيادي أحبار اليهود .
وعدم إيمانهم بالتلمود يعضد هجرتهم القديمة،وإنفصالهم عنهم قبل التلمود وقبل التحريف .
يؤمن الفلاشا بأنهم شعب الله المختار والمصطفين دون باقي البشر ويؤمنون بالوصايا التي نزلت علي سيدنا موسي عليه السلام في سيناء، ويشترك الفلاشا مع بقية اليهود في الإعتقاد بنجاسة غير اليهودي .
اللغة :-
لايتحدثون اللغة العبرية ولا يعرفون عنها شيئاً كل شعائرهم مكتوبة باللغة الجعزية، ويأخذون شعائرهم من كهنتهم و أحبارهم المدونة على الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم، والمكتوبة باللغة الجعزية .

ذهب المؤرخ والباحث سلهم عن أن اللغة التي يتحدثون بها هي لغة كوشية وتسمي الجالا. هذه الفرضية بالطبع غير صحيحة فالمعلوم أن اليهود فروا بأعداد كبيرة إبان الغزو والسبي الأشوري والبابلي فكيف تكون لغة كوشية في مناطق لا علاقة لها بالكوشيين؟.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...