الرئيسية الأعمدة أعتذر… ولكن

أعتذر… ولكن

بواسطة فدوى احمد عبدالرحمن
نشر اخر تحديث 1.1K مشاهدات
مع نهاية عام وبداية آخر، تتزاحم الرسائل والمنشورات المتداولة المنادية للمسامحة، وتصفية النفوس، وتقارب القلوب، والتغافل عن المشكلات والعيوب؛ وبنسبة كبيرة هي مجرد رسائل فقدت آخر معانيها قبل أعوام وما زالت تتكرر كما هي ولا تتغير فيها سوى الأرقام.
بهذه المناسبة فكرت في أعداد المتخاصمين الذين ينتظرون هذا الوقت من كل عام ليتسامحوا ويتصالحوا شكلياً… غير الذين طال بهم الزمان وهم في حالة انتظار لاعتذار صادق!
نلاحظ في مجتمعاتنا إستثقالاً شديداً لثقافة الإعتذار، غير المعاناة من الفكرة النمطية التي تستنكر اعتذار الوالدين لأبنائهم، أو الكبير للصغير، أو حالات إنتظار المبادرة بالاعتذار الشائعة بين الأزواج في خلط كبير بين قيمة الإعتذار ومكانة الكرامة!
رغم وعينا جميعاً بأن الإعتذار ألطف دواء لخطأ حدث في الماضي، لأنه يشكل تواصلاً لإظهار الصدق، والحساسية ضد المشاعر السلبية المتراكمة.
عزيزي القارئ: إذا كنت تجد صعوبة في تقديم الاعتذار، عليك إيجاد القوة لتحارب الغرور في داخلك وتتصرف بوعي أكبر، خصوصاً تجاه الأشخاص المقربين، فالأشخاص الأقرب إلينا غالباً ما يحملون العبء الأكبر من عواطفنا السلبية، لكن الاعتذار يساعد كثيراً في الإصلاح وإعادة البناء.
في هذه الأسطر أنا لا أقوم بدور الواعظ، بل أخاطب كل من يقرأ في دعوة صادقة من أجلكم أولاً، لتتخلصوا من ثِقل المشاعر السلبية الناجمة عن خلافات ومهاترات ومواقف أفقدتكم حِسَّ أحد أعزاءكم فيما مضى، والأهم هو أن تتصالحوا مع أنفسكم وتتبنوا قيمة الاعتذار وتجعلوها منهجاً في حياتكم.
إن أفضل اعتذار هو القبول بالمسؤولية تجاه ما نفعل، والإستعداد لإصلاح الخطأ… لذلك عند الاعتذار كن صادقاً بالاعتراف أنك كنت مخطئاً، وتجنب إلقاء اللوم أو خلق المبررات، وهذا هو الفرق بين أنا أعتذر، وأنا أعتذر ولكن…
وأخيراً: كم مرة انتصرت ظنونك المترددة، وأرجعتك مهزوماً بعد أن قررت الاعتذار؟
Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...