إنعاش

بواسطة منال جودة
2.6K مشاهدات

 

هي لحظة تستسلم الروح فيها، و تتوقف عقارب الساعة، ويصبح جسدك قطعة بالية لا تستجيب لرغباتك… لحظة تسأل فيها نفسك هل ستتسلق عقرب الثانية إلي محطتها التالية وأنا علي قيد الحياة، هل سينبض القلب مرة أخري، هل سيخرج الهواء الذي إستنشقته قبل ثانية؟!!!

لحظة تصير الثانية فيها بوزن جبل وطول أيام.. تتساقط كل المتلازمات وكل الصفات… تذبل الأحلام ويبلي ثوب العزيمة… تمر حياتك أمامك كأنها لقطة واحدة وكأنك عشت لحظة وليس عمرا بأكمله… وتبقي صور من تحب معلقة إلي ذهنك.
هي ليست سوي ثواني ولكنها إستطاعت أن تمضغ الحياة وتبصقها بقرف وتمضي غير آبهة بما خلفته وراءها.
تلك الثواني حين لا يطرق أذنيك سوي سوي صوت الأجهزة المتصلة بجسدك وهي تزمجر معلنة إنسحابك من الحياة، ووقع أقدام تركض نحوك و…. وتغيب عن الوعي.
“لقد عادت” صرخة تعيد إليك وعيك، أصحاب الرداء الأبيض يحيطون بك، وصوت الأجهزة قد هدأ قليلا… وأعين تراقب في ترقب ووجل، أعين أعرفها جيدا ولكني لا أعرف النظرة التي تسكنها الآن، تائهة… مبعثرة… يملؤها الخوف ويمزقها الألم…
ليت اللسان يستجيب لأقول لأختي شيئا… ليت الأيدي تستجيب لأحتضنها… ليتها لم تكن طبيبة ولم تدخل هذه الغرفة… أخشي إن صار لي شيء أن نخرج من هنا جنازتين.
عدت للحياة ورأيت صغيري الذي أنجبته ولم أره، وكل الذين أحبهم، ولكني عندما أنظر إلي المرآة لم أعد أري نفسي بل إمرأة أخري لها منظور آخر للحياة.

 

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...