الأمير عثمان دقنة (ج2)

بواسطة محسن عبيد علي احمد
347 مشاهدات

قرر دقنة أن يشعل فتيل ثورته بهجوم مباغت على مدينة سنكات، و لكن الحامية العسكرية فيها ردته على أعقابه، و مع ذلك ظل يناوش الحامية التي أرسل قادتها تجريدة قوامها (156) فردا بقيادة البكباشـي محمود أفندي خليل لإيقافه و التقى دقنة بتلك القوة في معركة صغيرة في خـور إيتت انتصـر فيها دقنة الذي قرر بعد ذلك فرض حصار محكمٍ على الحامية حتى سقطت المدينة فقام بضمها إلى دولة المهدية في يوم الجمعة 8 فبراير / 1884م.

معارك ألتيب:-

كما حاصر دقنة حامية طوكر أيضا والتقى بمقاتلي لأتراك المصريين في معركة التيب الأولـى فـي 5 نوفمبر 1883م و التي قتل فيها القنصـل البريطاني مونكريف. تلتها معركة التيب الثانية التي وقعت في يوم 4 فبراير / شباط وقتل فيها حوالي 4500 جندي من الجيش الإنجليزي بقيادة فالنتين بيكر باشا، بينما لقي 300 من جنود دقنة مصرعهم. أما معركة التيب الثالثة (واقعة الساحل الثالثة، كما تسمى أحياناً) فقد حدثت في يوم الجمعة 29 فبراير 1884 موشارك فيها من الجيش الإنجليزي حوالي 24 ألف جندي بقيادة الجنرال جيرالد غراهام وسقط منهم ما يزيد عن 3 آلاف قتيل بينما كان عدد مقاتلي الأنصار لا يزيد عن 3 آلاف مقاتل مات منهم في المعركة حوالي 1500.

معارك تاماي:-

قاد القوات الإنجليزية في معركة تاماي الثانية الجنرال غراهام أيضا ووقعت في 12 مارس  1884 ودارت رحاها بين 20 ألف مقاتل إنجليزي مسلحين بمدافع ميدان من طراز غاردن ومسدسات وبنادق من طراز مارتيني هنري ذات الطلقة الواحدة، وقتل منهم ثمانية آلاف بينما سقط قرابة الألفين من ثوار دقنة الذين لم يزد عددهم عن 6 آلاف مجاهد مسلحين بالخناجر المعقوفة والرماح والسيوف وبضع بنادق من طراز مارتيني هنري.

و بتوالي المعارك وعمليات الحصار رأي بغض قادة الحاميات المصرية بشرق السودان الانسحاب من حامياتهم والاحتماء في حامية سواكن الكبيرة وحاول قائد حامية سنكات محمد توفيق الانسحاب ولكنه ما أن غادر المدينة بجنوده في صبيحة 8 فبراير 1884م انقض عليهم الأمير عثمان دقنة ووقعت معركة وبعد إسبوعين من تلك الواقعة استسلمت حامية طوكر لتفادي المزيد من المجازر. معركة النخيلة والخلاف مع الأمير محمود ود أحمد عدل عندما بدأت القوات الإنجليزية المصرية تحركها نحو أم درمان في ربيع عام 1898 إبان الحملة العسكرية بقيادة هربرت كتشنر لاسترداد حكم السودان وجه الخليفة عبد الله التعايشي الأمير دقنة بالالتحاق بالأمير محمود ود أحمد لصدهم عند نهر عطبـرة بشمال ووقف تقدمها. ووافق الخليفة على خطة عثمان دقنة بتطويق كتشنر من خلال التحرك إلى عطبرة، ولكن محمود ود أحمد رفض الفكرة واقترح إنشاء معسكر دفاعي محصن في عطبرة. وبذلك أصبح جيش المهدية هدفا ثابتا لكتشنر. وفي النخيلة أو معركة عطبرة كما تسمى، أطلق كتشنر وابل من قذائف المدافع على قوات محمود ود أحمد تلاه هجوم سريع عليها مما أدى إلى انهيار مواقعها. وتمكن دقنة مع بضعة آلاف من المحاربين من التراجع إلى الجنوب فيما لقي معظم قوات محمود ود أحمد مصرعه وتم أسر ما تبقى بمن فيهم محمود ود أحمد نفسه الذي قبض عليه جنود سودانيون تابعون للواء المصري.

معركة كرري:-

قاتل دقنة في عام 1899 في معركة كرري المصيرية (في خور شمبات)، وتراجع إثر الهزيمة مع الخليفة وأصيب في معركة أم دبيكرات بجراح، وكان الأمير الوحيد الذي تمكن من الهرب واستمر في المقاومة قبل القبض عليه…

وفاته:-


بعد عودة الأمير المجاهد عثمان دقنة من الأراضي المقدسة بعد ما أكمل مناسك الحج وضع دقنة رهن الاعتقال المنزلي وخصص له منزلاً صغير بجوار مركزٍ للشرطة في سواكن ليقضي فيه بقية حياته يصوم في النهار ويفطر في المساء علي اللبن والتمر ويقيم الليل بتلاوة القرآن وقد زاره في سجنه الملك جورج السادس ملك بريطانيا الذي توقف في سواكن أثناء زيارته للهند. وتمت إعادته إلى سجن حلفا. وفي 17 ديسمبر  1927 م توفي الأمير المجاهد الشهيد عثمان دقنة و دفن في مقابر (السيد إبراهيم الميرغني بوداي حلفا.) و في 30 أغسطس 1963م و علي أثر تهجير مواطني وادي حلفا اثتاء يناء السد العالي قررت حكومة الرئيس إبراهيم عبود نقل رفات الأمير عثمان دقنة من وادي حلفا و إعادة دفنه في مدخل مدينة سواكن وتم الكشف عن وجهه للتعرف عليه ومن ثم إعادة تكفينه ووضعه في تابوت خاص غطي بعلم السودان، نقل الرفات في احتفال رسمي إلى مدينة بورتسودان ومنها إلى عطبرة ثم إلى مدينة (أركويت ) بشرق السودان حيث أقيم له ضريحاُ في إحدى الروابي العالية هناك وبجواره قائمة المعارك الأربع عشرة التي خاضها وانتصر فيها و تواريخ و قوعها بالتسلسل.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...