الرئيسية الأعمدة الاهتمام بالمظهر وإهمال المضمون !!

الاهتمام بالمظهر وإهمال المضمون !!

بواسطة Mahdi Abdelrhman
99 مشاهدات

الجوهر هو كينونة الانسان العاقل .. أما المظهر يعطي انطباعًا أولي ولحظي يمكن أن يتبدل عندما نعلم بالمضمون .. و الجوهر يعطي مكانه ثابته لا تتغير !!

نرى في مجتمعاتنا لقد اصبح الاهتمام بالمظهر هو اسلوب جديد إذا أردت الصعود .. متناسين أهمية المضمون .. لذلك نجد الارتفاع سريع والسقوط أتياً و لو بعد حين .. وغالبًا ما نجد ذلك في الاوساط الفنية والاعلامية !!

المضمون والمظهر لا يوجد فاصل بينهما .. بل يوجد ترابط ديالكتيكيا ويشكلان وحدة متماسكة لا يمكن الفصل بينهما وهنا لا أقصد بالمظهر الخلقة الجسدية بل أقصد به الترتيب والنظام والنظافة الشخصية.

هنالك اراء فلسفيه تميز بينهما .. أن المضمون والمظهر يعبر كل واحد منهما عن جانب مختلف عن الأخر .. ويلعبان دورين مختلفين في تطورهما.

الفلسفة المادية (خاصة الماركسية) نقضت هذا المنهج بسبب ميتافيزيائيته (بعده عن الواقع الطبيعي للتطور) وقالت انالمضمون والمظهر بينهما ترابط عضوي ووحدة لا تنفصم .. يلعب فيها المضمون الدور الحاسم والمظهر استقلاليته النسبية التي قد تؤثر على تطور المضمون في مراحل تطور متقدمة فقط.

هذا يطرح تساؤل عن مبنى الواقع .. ما هي الصفات المحددة التي تجعل الشيء لما هو عليه؟

بعض الفلاسفة الاغريقيين ميزوا بين صفات جوهرية وبين صفات طارئة … الصفات الجوهرية هي التي لا يكون الشيء بدونها لما هو عليه … اما الصفات الطارئة فهي تحدد مظهر (صورة) الشيء وليس مضمونه.

مثلاً طبيبا مشهورا .. المئات لا يثقون الا به بعيدا عن مظهره .. فالمظهر يتأثر نسبياً بناء على تطورالمضمون وينعكس على شكل تصرفاته وتعامله .. هذا الموضوع يعالجه علم السلوك .. هناك اخلاقيات تكتسب من العائلة .. الحي .. المدرسة والوسط الاجتماعي .. هناك أخلاقيات تكتسب من التربية .. الثقافة والتطور الذاتي.

لكن المضمون العملي او المهني او الفكري هو الجوهر وهو الاساس.

لنفترض اننا اجرينا عملية استئصال للعقل .. يبقى المظهر كما هو .. لكن مضمون الإنسان يختلف.

اذن شخصيه الفرد هي شيء له نوع من الخصوصية التي لا يمكن مقارنتها بأي إنسان أخر مما يجعل من كل إنسان شخص مميز وله بصمه خاصه بتكوينه وبصفاته ولكن المظهر لا يقرر تكوينه وصفاته إلا بشكل نسبي وغير جوهري.

قس على ذلك مواضيع اكثر تعقيدا تتعلق بتطور المجتمع البشري .. حيث نلمس العلاقة المتناقضة (الديالكتيكية) بين المضمون والمظهر.

مثلا القوى المنتجة (المضمون) وعلاقات الانتاج (المظهر) هنا نلمس التناقض والصراع الديالكتيكي الذي يشكل قاعدة تطور المجتمع والانتقال من أسلوب إنتاج .. مثلا من إقطاعي الي رأسمالي او من رأسمالي إلى اشتراكي.

تنتشر اليوم ظاهرة بين الفنانات باجراء عمليات تجميل وتغير لون البشرة !!

هل عملية التجميل تحسن من موهبة الفنانة .. وتعدل في جوهرها مثلا؟

الجواب بديهي .. التغيير يجري في شكلها فقط .. لكن مضمونها .. موهبتها، صوتها، تفكيرها وسلوكها يبقى كما هو.

ربما يؤثر شكلها على زيادة جاذبيتها وارتفاع أجرها وعروض فنية اضافية .. لكنها تغييرات لا علاقة لها بمضمونها وبصوتها وادائها !!

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...