الرئيسية تاريخ وسياحةالحياة البرية محميتي الدندر و الردوم في خطر

محميتي الدندر و الردوم في خطر

بواسطة حواء يوسف
365 مشاهدات

تعتبران مستودعاً للتراث الطبيعي الوطني، وأقدم المحميات الطبيعية في السودان و إفريقيا عامة، و التي تتيح للسياح متعة إستكشاف أعظم مملكة للحيوانات والطيور ،لكن امتدت إليها اعمال التخريب من تعدين عشوائي للبحث عن الذهب، والصيد غير القانوني، والقطع الجائر للأشجار، والرعي، وإزالة الغطاء النباتي فهجرتها الحيوانات وقل عدد الطيور.


كمان أن الإنسياب البشري الهائل إلى السودان عبر الحدود يشكل معضلة كبيرة أمام محميتي الدندر والردوم.
حظيرة الدندر:
تقع حظيرة الدندر في جنوب شرق وﻻية سنار وتقع بعض أجزائها في وﻻيتي النيل اﻷزرق والقضارف .في مساحة تقدر بحوالي 10291 كيلو مترا مربعا .تم إعلان محمية الدندر كمحمية قومية في 1935م .وتعتبر من أهم مناطق الحياة البرية في السودان والوطن العربي ﻻنها أقرب حظيرة عامة إفريقية لدول الشرق الأوسط وأوربا .وتقع في خط هجرة الطيور بين آسيا، وأوروبا، وإفريقيا.


تتميز بوجود ثلاث بيئات نباتية رئيسية وبها أنواع مختلفة من الأشجار، والشجيرات، والثديات، والطيور والزواحف، والبرمائيات .
ومن أشهر الحيوانات البشمات، الكتمبور، المور ، أبو عرف، أبو نباح، النلت، غزال سنجة، القرد البلدى، قرد الطلح، النسناس اﻷخضر، الضباع، القط الخلوى والأفيال .كما توجد الآﻻف من طيور دجاج الوادى والنعام، والزواحف.
الكوارث التي تهدد محمية الدندر:-
قطع اﻷشجار، والتوسع في الزراعة اﻵلية، والإستيطان السكاني .وعلي الرغم من أن المناطق المتاخمة للمحمية ظلت خالية من السكان لفترات طويلة إلا أن النزوح السكاني للمنطقة بدأ منذ الستينات؛ وذلك بسبب موجات الجفاف والتصحر .حيث تتواجد حالياً أكثر من 40 قرية تعتمد على موارد المحمية من حطب للوقود وجمع ثمار الأشجار.


وقد اختفت بعض الحيوانات التي كانت توجد بالحظيرة مثل الفهد الإفريقي، والزراف، والتيتل الأصفر، والأريل، والزواحف بسبب تحول المنطقة إلى مشاريع الزراعة الآلية.
وتعرض الزراف للصيد الجائر ولم تتم مشاهدة أي زراف بعد العام 1985م. وحاليا يتعرض التيتل إلى تناقص كبير في أعداده مما يهدده بالإنقراض بسبب الصيد غير القانوني، إضافة إلى تسلل السكان بحيوانتهم الأليفة داخل الحظيرة بحثاً عن المرعى، والتنقيب العشوائي عن الذهب .
محمية الردوم القومية:
هي ثاني محميات المحيط الحيوي، وتمتاز بتنوع الحياة البرية فيها .تقع في الجزء الجنوبي الغربي لوﻻية دارفور اعلنت كمحمية طبيعية للمحيط الحيوي عام 1983م في مساحة تبلغ 125.970 هكتاراً .
تتميز المنطقة بأنها خط تجمع مياه المرتفعات وتعبر بها ثلاث مجاري موسمية  (ريكي، عادة، امبلاشا)
توجد بالمنطقة أشجار عديدة.و تتمتع بوجود حيوانات نادرة مثل البوقا، والحمراوية، وكلب السمع، وسلطان القرود، وكانت تمثل مرعي للأفيال المهاجرة، إضافة إلى الزواحف والطيور.
الوضع المأساوي في محمية الردوم:-
سيطرة شركات التعدين على المحمية، والقطع الجائر، وحرق اﻻشجار المثمرة . إستخدام الزئبق الأحمر ومادة السيانيد بغرض التعدين لوث مياه الشرب بالمنطقة.


أصبحت المحمية مستباحة من كل اﻻنحاء دخولاً وخروجا للمعدنين علي الرغم من أن قانون الحياة البرية يمنع ذلك.
تضم محمية الردوم 13 منجما كبيرا لتعدين الذهب أشهرها اغبش، ضرابة كسرة، سرفايا، جمباﻻ، وكفيا. يترواح عدد المعدنين داخل المحمية مابين 500-600 معدن يستخدمون آليات ثقيلة مثل البوكلن، واللودر وآليات خفيفة مثل المعدات التقليدية .وجمعيها تضر بالبيئة والصحة العامة للمحمية.


إضافة إلى تأثير وسائل الحركة التي تقل تلك الجموع البشرية من مئات السيارات، والتكاتك، والدراجات النارية.بل أصبحت المحمية سوقاً للبضائع.
كما تشهد المحمية إزالة واسعة للغطاء النباتي خاصة الأشجار المعمرة، وذلك باستخدام المناشير الكهربائية .
فقد بدأ نشاط التعدين في عام 2015م في محمية الردوم وتوقف لأن إدارة الحياة البرية في وﻻية جنوب دارفور رفضت ذلك وعاد النشاط مجدداً داخل المحمية في العام 2016م بمعدل بسيط غير أن العدد أصبح في تزايد حتى تحول إلي كارثة خاصة بعد دخول شركات التعدين؛ وهي شركات حكومية والتي بدورها دفعت إلى زيادة عدد المعدنين ومن هنا كان التلوث البيئي.
كما أن وجود القوات العسكرية تسبب في هلاك الأشجار، ومحو الغطاء النباتي بالكامل.وإصطيادهم للحيوانات بطرق غير منظمة ادى ألي اختفاء بعض الحيوانات.


لتظل المحميات كنزاً قومياً يجب على سلطات الدولة- المتمثلة في وزارة البيئة والسياحة، ووزارة الزراعة والغابات، ومركز بحوث الحياة البرية، ومنظمة حقوق الحيوان، ومنظمات المجتمع المدني- الوقوف والتصدي لأعمال التخريب التي تطال محمية الدندر والردوم، ووقف التدهور .فحماية الحياة البرية مسؤولية قومية، والمحافظة عليها أمانة في أعناقنا .

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...