الرئيسية الأخبار اليومية الذكرى 89 لرحيل شاعر الوطن خليل فرح

الذكرى 89 لرحيل شاعر الوطن خليل فرح

بواسطة حسن المكاشفي
1.1K مشاهدات

غاب عنا في مثل هذا اليوم 30 يونيو من عام 1932م شاعر الوطن الكبير خليل فرح، حيث تمر اليوم بالذكرى ال89 لرحيه المر، والذي بغيابه فقدت البلاد أحد أعمدة الحرية والأدب والفن الرفيع.

ولد شاعرنا خليل فرح في الأول من يناير لعام 1894م، بدبروسة في مدينة وادي حلفا الغارقة اليوم تحت مياه السد العالي، وكأنها تصر على الخلود الأبدي عبر ذكراه في كل عام ،، ودبروسة التي حظيت باستقبال مولد شاعرنا ، يأتي اسمها من اسم الاله دبروسة أحد آلهة النوبة القديمة ، فياله من تمازج لماض قريب بماض أقدم يجمع بينهما الزهو وعنفوان الاعتزاز بالوطن.

الشاعر خليل فرح

بدأ شاعرنا خليل فرح تعليمه في خلوة الشيخ أحمد هاشم بجزيرة صاي موطنه الأصلي، ثم تلقى تعليمه الأولي بمدرسة دنقلا، ليلتحق بعدها بمدرسة الصنائع قسم البرادة الميكانيكية بكلية غردون التذكارية.
يعتبر خليل فرح رمزا من رموز الحرية في وطننا السودان، كما ويعد علما من أعلام حركات التحرر والتي ساهمت بشكل كبير ومباشر في بلورة الروح الوطنية والتي توجت بإعلان استقلال السودان من داخل قبة البرلمان في 19 ديسمبر 1955م، ثم رفع العلم السوداني على سارية القصر في 1 يناير 1956م.

وسام العلم الذهبي للراحل خليل فرح

تعد أشعار خليل فرح وموسيقاه أنموذجا فنيا خالدا تبلورت فيه ثقافات السودان القديمة والحديثة من شماله وجنوبه وشرقه وغربه ووسطه، وتنزلت علينا نقية عبر المنتديات الأدبية التي كان يشدو ويتألق فيها الخليل، كمنتدى أب روف، ومنتدى الهاشماب، ومنتدى دارفور، ولا ننسى مساهمته الفاعلة في تأسيس جمعية اتحاد الأدباء والتي تم تكوين لجنتها في داره العامرة.

خليل فرح أفندي، الأول جالساً على اليمين

تميزت أشعار خليل فرح كذلك باللونية العميقة والجادة، ولكن في ثوب رمزي ولطيف ملؤه العاطفة والطموح، نجده حيناً يزهو فخرا بشعبه العريق فيقول:
“نحنا ونحنا الشرف الباذخ دابي الكر شباب النيل
“نحن حمايتك ونحن فدايتك نحن نموت ويحيى النيل”

أما عن “عازة في هواك” فهي أشهر لطائفه العميقة المدلول رومانسية الرمز جليلة القدر براقة المقصد، حيث تعد هي أبكر أغنياته التي استخدم فيها رمزية الحبيبة كناية عن الوطن، وأسما فيها الحبيبة بعازة، دلالة على ما يعز عليه الوطن في قلبه ويتشعب في روحه .
يبتدر الخليل عازته فيقول:
“عازة في هواك عازة نحنا الجبال
للبخوض صفاك عازة نحنا النبال”
ثم يتبعها بتبرير عجيب لهذا الحب المكنون فيقول:
“عازة في الفؤاد سحرك حلال
نار هواك شفى وتيهك دلال
ودمعي في هواك حلو كالزلال
تزيدي كل يوم عظمة أزداد جلال”

كلمات بهذه العظمة والإخلاص، لو لم يقل غيرها الخليل لكفته، لكن ما من عاشق يتوقف عشقه عن المداد، فها هو الخليل يتبعها بلحن عجيب غريب ،، وكأنه من أسبار ممالك السودان القديم ، ألحان تاسيتي العظيمة ،، إنه حقا لحن الخلود ، خلود حب الأرض في فؤاد إبنها البار؛ إبنها الخليل.
شكرا خليل فرح على ماقدمت لشعبك ووطنك من حب نقي مخلص، شكرا أرضنا الغناء التي أنجبت لنا نخلات سامقات تشق عنان السماوات، فنخلة من خليل ، ونخلة من بعانخي ، وأخر من أحفاد لهم قادمون في مستقبل الزمان بإذن الله ..
رحمة الله ورضوانه وبركاته على طيب الذكر خليل فرح في ذكرى رحيله عنا، وجزاه الله الله عنا وطناً وشعباً خير الجزاء، فهنيئاً لنا بخليل، وهنيئا لخليل بدعوات حبيبه شعبه .

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...