الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان العلاقات السودانية التشادية عبر التاريخ

العلاقات السودانية التشادية عبر التاريخ

بواسطة نسرين آدم
382 مشاهدات

◼️خلفيه تاريخية

تعود ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﻊ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺗﺸﺎﺩ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻚ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻣﺘﻴﻨﺔ ﻭﺗﻌﺎﻭﻥ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻭﺩﺍﻱ ﻭ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﺛﻢ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻭﺣﻘﺒﺔ فأﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺣﺪﻭﺩ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻤﺘﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺘﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 30 ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺛﻢ ﻣﺼﺎﻫﺮﺓ ﻭﺯﻭﺍﺝ، ﻭﻳﻨﺘﻘﻞ الأهالي ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ ﺑـ ‏( ﺍﻟﻜﺎﺭﻭ ‏) ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﻧﻈﺮًﺍ لأﻥ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ.


◼️العادات الثقافية والاجتماعية بين البلدين:

نشأ تداخل ثقافي واجتماعي بين البلدين نتيجة للتداخل بين الشعبين لدرجة أن الكثير من العادات والثقافات مشتركة بين البلدين ، كما تتشابه اللهجه العربية في كل من دارفور وتشاد كما نجد سماع الأغاني السودانية في تشاد من المشتركات الثقافية والوجدانية .


كما نجد أن هنالك اكثر من 30 قبيله مشتركه بين البلدين وهي (الزغاوة ، القرعان ، البرقو ، البرنو، التنجر ، الفلاتا ، الهوسا ، التاما ، الرزيقات ، المسيرية …الخ) وغيرها من الشعوب التي لها امتداد بين السودان وتشاد.
كذلك نجد أن الاكلات السودانية منتشرة في تشاد سواء كانت العصيدة او الكسرة او الزلابيا حيث ان الوعاء الثقافي وتحديدا الدارفوري مشترك مع تشاد ابتداء من العاصمه انجمينا وانطلاقاً للحدود الشمالية والشرقية وهي مناطق كلها تدين بالاسلام.

◼️بدايه العلاقات السودانية التشادية :

يدين الجنوب التشادي بالمسيحية، فهو مركز المجموعات المسيحية الذين ينحدر منهم الرئيس الأول بعد الاستقلال فرانسوا تمبلباي (1960_1975م).

فرانسوا تمبلباي

ﻭﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺗﺸﺎﺩ ﻋﺎﻡ 1960ﻡ ﻓﺴﻨﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻑﺀ، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻣﺒﻜﺮﺍً ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﺷﺘﺪ ﺑﻌﺪ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ ‏( ﻓﺮﻭﻟﻴﻨﺎ ‏) ﻓﻲ ﻧﻴﺎﻻ ﻋﺎﻡ 1966 ﻡ، ﻭ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻞ الانقلاب ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺒﻠﺒﺎﻱ ﻋﺎﻡ 1975 ﻡ،
ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺤﺴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺯﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺍﻧﺠﻤﻴﻨﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1971 ﻡ .


ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺣﻜﻢ ﺗﻤﺒﻠﺒﺎﻱ ﺩﺧﻠﺖ ﺗﺸﺎﺩ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻔﻘﺪﻫﺎ ﻭﺣﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، وعاشت البلاد حالة من الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي والأمني حيث حكم البلاد في تلك الفترة كل من فليكس مالكوم (1975_ 1979م) و جكوني عويدي (1979_1982م).

عويدي

ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺠﻲﺀ ﺣﺴﻴﻦ ﻫﺒﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﺎﻡ 1982 ﻡ، ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻭﻫﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻭﻟﻠﺮﺿﺎ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﻦ .

حسين هبري

ﻭﺑﺬﻫﺎﺏ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻭﻣﺠﻲﺀ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1986 ﻡ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮﺏ ﻣﻊ ﺗﺸﺎﺩ ﺣﻮﻝ ﺷﺮﻳﻂ ﺃﻭﺯﻭ، ﻭﺻﺪﻭﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻭﺯﻭ ﺃﺭﺿﺎً ﻟﻴﺒﻴﺔ، ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺣﻜﻢ ﻫﺒﺮﻱ ﺳﻨﺔ 1990 ﻡ .

شريط اوزو

ﺑﻤﺠﻲﺀ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺩﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺗﺤﺴﻨﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺗﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﻓﻀﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ، ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﺗﺸﺎﺩ ﻓﻲ ﺣﺼﺎﺭ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ، ﺑﻞ ﻟﻌﻠﻬا ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻢ ﻟﻠسودان في كل مواقفه.


ﻟﻜﻦ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 2003 ﻡ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ 2010 ﻡ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﺘﺘﺤﺴﻦ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .
بعد الإطاحة بنظام الانقاذ ، لم يهتم المجلس العسكري ومن ثم الحكومة الانتقالية بالجارة تشاد بشكل مميز رغم أن الرئيس دبي بادر بجمع نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو ورئيس جبهة الثورة اركو مناوي في العاصمة انجمينا فيما وصل إليها أيضا رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان في جوله خارجية شملت العديد من الدول في 2019م.


هذا ما كانت عليه حال العلاقات السودانية التشادية من توتر تارة وانسجام تارة أخرى إلى مقتل رئيس دولة تشاد ادريس دبي في 20/4/2021م فماذا سيكون عليه حال علاقة البلدين بعد وفاته؟!

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...