القلق النفسي

بواسطة محمود بني
131 مشاهدات

¤ خلفية

¤ ما هو القلق؟
القلق يعتبر من أخطر أمراض العصر لتأثيره الفسيولوجي والنفسي على صحة الإنسان النفسية والعضوية، فهو عبارة عن حالة نفسية قد تكون مؤقتة أو على فترات متباعدة نتيجة إدراك عدة عوامل محيطة ومترابطة معاً، يرتبط القلق بعدة سلوكيات وقد يكون القلق بسبب مخاوف في المستقبل، أو هواجس من الماضي، أو شعور بعدم إرتياح تجاه حادثة ما، أو في وجود شخص ما، وينتج عنه مشاكل في التركيز، وتشنجات وإضطرابات مصاحبة له، وقد تكون له أخطار مستقبلية تدفع للإنتحار، أو الإصابة بهلاوس سمعية وبصرية مختلفة تبعاً لكل حالة، قد يظهر القلق عند الأطفال منذ الصغر مثلاً في قلقهم من النوم وحدهم، أو رهاب الحفلات المدرسية، أو الخوف من الامتحانات المدرسية، وقد يصاحب القلق حالات من التبول اللاإرادي لدى الأطفال، وفي الكبار ترتبط بمخاوف من أخطار اجتماعية أو أسرية أو مهنية أو ضغوط مادية أو ضغوط في العمل مثلاً، وتصاحب اضطرابات القلق عند الكبار أمراض أخرى قد تصل للأمراض العقلية؛ منها الإكتئاب أحادي القطب، أو متلازمة ثنائي القطب، وقد تكون حالات القلق بسبب اضطرابات في النظام الغذائي أيضاً، أو نتيجة الإفراط في التدخين او تناول الكحوليات.

¤أعراض القلق النفسي
في بدايات تشخيص الحالات المرضية للقلق تظهر على المريض عدة أعراض نفسية وعضوية، لكنها قد تتشابه في التشخيص مع أمراض مثل الاكتئاب، أو الفصام، لذلك يجب على المريض أو المحيطين به سرعة التوجه للمعالج النفسي لتشخيص الحالة تبعاً للأعراض التالية للحفاظ على صحة المريض النفسية والعقلية، وعلى سلامته بشكل عام.

¤الأرق واضطرابات النوم
بسبب القلق، والتفكير الدائم سواء في الحاضر أو المستقبل يعمل العقل الباطن على إختلاق أوهام وأخطاء غير حقيقية قد تؤدي إلى مزيد من الإضطراب لمريض القلق.

¤ إفراط التعرق
نتيجة اضطراب في العصب الثامبساوي بسبب ارتفاع معدلات القلق عن المعتاد يحدث إفراط في التعرق ويظهر في الأطراف بشكل عام، وخاصة في كف اليد.

¤ فقدان التركيز
نتيجة انشغال العقل الباطن والواعي بالأطار التي قد تحدث، أو المشاكل التي حدثت من قبل؛ ينشغل عن الوسط المحيط أو ما قد يتطلب منه التركيز مثل العمل أو الدراسة.

¤ الضعف العام
يؤثر القلق على حالة الجسم بشكل عام، ومنها الحالة الجسمانية، فنتيجة اختلال معدلات الشهية، والتأثر الهرموني تحدث حالة من الضعف العام للجسم.

¤ اضطرابات في الجهاز الهضمي
هناك أكثر من دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 70% من أمراض المعدة مرتبطة التوتر والعصبية، ونتيجة لضغوط واضطرابات نفسية؛ لذلك من الأعراض المباشرة للتوتر هي اضطرابات الجهاز الهضمي بشكل عام، والمعدة بشكل خاص.

¤ سرعة ضربات القلب
من أخطر أعراض القلق المرضي هو زيادة معدل ضربات القلب عن المعدل الطبيعي، وبالتالي التاثير على الدورة الدموية، والشرايين بشكل عام.

¤ طرق علاج القلق
كما ذكرنا فإن القلق والإجهاد العقلي قد يضر الحالة النفسية والجسمانية بشكل مباشر، فالأمراض المترتبة للقلق تبدأ من إرتفاع ضغط الدم إلى أمراض المعدة إلى أمراض الاكتئاب الحاد، ومتلازمة ثنائي القطب Bipolar Disorder، لذلك سنرصد عدة طرق لمحاربة القلق المرضي.

¤ تنفس جيداً
التنفس بعمق وبهدوء قد يقلل من معدلات التوتر، خذ شهيقاً إذا ما شعرت بالتوتر، ثم احبسه لمدة خمس ثوانٍ، واخرج الزفير مع التركيز على خروج الهواء الذي يخرج معه الطاقة السلبية، ويجب الحرص على التركيز والهدوء في التنفس ومعدلاته للسيطرة على نوبات القلق والتوتر.

¤ إحرص على الابتسامة
الإبتسامة هي هدية مجانية للجميع، وأقل ما قد نقدمه للعالم إذا ما احتككنا به، ويؤثر الابتسام على معدلات الطاقة الإيجابية، وزيادة الشعور بالرضا لدى الفرد، فبداية اليوم بالابتسام هي من أكثر البدايات توفيقاً.

¤ الشعور بالإمتنان
منذ بداية استيقاظنا وحتى نومنا فنحن في نعم كثيرة، فنحمد الله على ما أنعم علينا من بيت وسكن آمن، وصحة وعافية في البدن. كل تلك النعم وحمد الله عليها تخلق لدينا دماً شعور بالرضا، وتصل بنا لأكثر حالة من حالات السلام النفسي.

¤ الانغماس في هواية
التوتر قد يكون بسبب الفراغ والانشغال بالتفكير، لكن إن شغلنا أنفسنا بهواية معينة مثل الموسيقى أو القراءة سنسمح لعقلنا في التركيز في أشياء أخرى عن تلك التي قد تسبب له الأذى النفسي.

¤ تقبل الأشياء
قد يتسبب تقبلنا للأشياء كما هي مع معرفتنا بعدم قدرتنا على تغييرها في تقليل معدلات التوتر والقلق لدينا. لذلك يجب أن نراعي أن هناك اشياء قد تحدث دون تدخل منا، ويجب أن نتقبلها كما هي.

¤ القلق الصحي والقلق المرضي
نتيجة لإختلاف مسببات القلق بين كل فرد وآخر، وإختلاف ردود أفعال الأشخاص نحوه؛ فإنه من الممكن تقسيم القلق لنوعين قلق صحي، وقلق مرضي، وذلك بناءاً على استجابة الأفراد للقلق، وما يترتب عليه من مشاكل نفسية وعضوية.

¤ القلق الصحي
هو ذلك النوع نتيجة وجود خطر حقيقي أو مصدر خارجي مسبب للقلق، وليس بسبب أفكار الإنسان أو هواجسه الداخلية، وذلك النوع يؤكد قدرة الغنسان على التواصل بشكل سوي، ومن الممكن أن يكون دليل صحته النفسية. فهو غير متبلد المشاعر، أو غير ساكن في حالة حدوث الخطر. ففي حالة مهاجمة حيوان مثلاً لشخصٍ ما، أو في حالة تعرضه للضرب فرد الفعل الطبيعي سيكون الشعور بالقلق وما يتبعه من خطر، وإن حدث غير ذلك فيجب التشكيك في صحة الفرد العقلية.

¤ القلق المرضي
هو النوع الذي قد يؤدي إلى الأمراض النفسية والعصبية التي قد ذكرناها من قبل، وذلك يحدث بدون أي مؤثر خارجي فقط بسبب هواجس داخلية، أو الخوف من شيء غير ملموس أو مادي، أو استرجاع ذكريات قديمة ومؤلمة طوال الوقت، ما يؤدي إلى تشتت التركيز، وضياع الطاقة في مهاترات فكرية، ويجب ملاحظة ذلك النوع بسرعة سواء من المريض نفسه أو من المحيطين به لبداية العلاج النفسي أو السلوكي للسيطرة على تفاقم تلك الحالة.

¤ إذا اعجبك المقال تابعني على مجلة السودان .

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...