الرئيسية مقالات متنوعة الكارما او العاقبة الاخلاقية

الكارما او العاقبة الاخلاقية

بواسطة دعاء العاقب
نشر اخر تحديث 1K مشاهدات

بقلم : دعاء العاقب

خلفية :- 
هنالك سؤال دائما ما يتردد في خلد كثير من الاشخاص خاصة بعد مروره بكثير من الازمات والضغوطات
فهل نجازا على اعمالنا في الدنيا ام الجزاء في الاخرة فقط والدنيا دار عمل؟
لكي تعلم ماهو مفهوم الكارما ؟ او العاقب الاخلاقي فوجب علينا تعريفها.
¤ كلمة ( كارما ) هي لغة سنسكريتية ومعناها العمل او الفعل، وهي مفهوم اخلاقي اكثر من انه مفوهم ديني
ولكنه يوجد في كثير من الديانات الهندية، ولكن في الاساس هو مفهوم اخلاقي .
المبدأ يقول ان اي فعل تقوم به له عواقب اخلاقية سواء كان هذا العمل خيراً او شراً.
مبدأٌ اخلاقي حياتي موجود ومتاصل، وثم تاتي الاديان بعد ذلك لاتمام مكارم الاخلاق، كذلك بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الاخلاق، فالمبدأ الخُلُقي يكون مجوداً وتاتي الاديان لتكمل ما نفهمه .
وهذا ما يحدث مع الكارمة، ويمكن ان ترى هذا الشئ بنفسك اذا كانت فطرتك سليمة ستجد انك حين تقوم بإرتكاب ذنب ستاتيك اشارت على شكل ابتلائات صغيرة ،لإعادة توجيه مسارك الى المسار الصحيح، وان الاعمال الجيدة ترد اليك ،اليس هذا ما قاله نيوتن في قانون الفيزياء الاول والذي ينص : ( ان لكل فعل له رد فعل مساوي له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه ) . اذا انتبهت ستجد ان قوانين الفيزياء تنظم حياتنا الاخلاقية كما تقوم بتنظيم حياتنا المادية ايضاً لكن عليك ان تكون سريع البديهة لتعلم كيف تعمل تلك القوانين .
اذا نجد ان المبدأ الاخلاقي موجود وقانون الفيزياء ايضا موجود فتاتي الاديان لكي تثبت وتبرهن هذه المبادئ واكمالها، فمن خلق قوانين الفيزياء وضعها في عقول العلماء هو من انزل هذه الاديان.
والان دعونا نرى الاحاديث والايات التي تثبت وتوضح لنا هذه الفكرة وتكملها في عقولنا.
¤ حسناً نجد ان في ايات الذكر الحكيم يقول سبحانه وتعالى (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)
¤ وذكر قتادة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا يصيب رجلا خَدْش عود، ولا عَثرة قدم، ولا اختلاج عِرْق إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر.
¤ سورة الشورى يقول تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} .
¤ سورة ال عمران { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
¤ سورة الروم يقول { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [الروم: 36]،
¤ شيخ الاسلام ابن تيمية لديه قول جميل جدا، فيقول ( انه من اكثر الاشياء التي تجعلك صابراً على المصائب وان تصبح ذو مرتبة عاليه، هو ان تشهد ان كل مصيبةٍ تصيبك هي بذنب منك.
وفي رواية اخرى عن ابن تيمية ( أن يشهد ذنوبه، وأن الله إنما سلط الناس عليه بسبب ذنبه، كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.
فإذا شهد العبد أن جميع ما يناله من مكروه فسببه ذنوبه، لإشتعل بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلطهم عليه بسببها عن ذنبهم ولومهم، والوقيعة فيه، وإذا رأيت العبد يقع باللوم على الناس الذين آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار، فاعلم أن مصيبته مصيبة حقيقية ، وإذا تاب واستغفر، وقال: هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة.
¤ قال علي رضي الله عنه كلمة من جواهر الكلام: ( لا يرجونّ عبدٌ إلا ربه ولا يخافن عبد إلا ذنبه ) ،وروي عنه وعن غيره: ( ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ).
هنالك اية جليلة في هذا الموضع وبامكنها الاجابة عن كل تلك التساؤلات التي تدور بخلدك الان وهو قوله تعالى (ولَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}
اذا الكارمه او الجزاء من جنس العمل هذا يبدأ معك ، فإذا ارتكبت ذنب تتعاقب عليه، وان تتوب وتستغفر فإن كارمتك سوف تعمل ومجالك الطاقي نظيف .فكل ما تذنب من ذنب تبتلى عليه ، وطالما تتوب بإذن الله يمحى ،ولكن اذا تماديت في المعصية ولمن ابتلوك اصبحت تلعن الاشخاص الذين كانوا سبب في اذائك فسوف تفقد هذا الموضوع ، وربنا سيوقف الابتلاء عنك، لذلك الانبياء والصالحين ابتلائهم اشد فانظروا تتمت هذه الاية وانها في غاية من الجمال قال تعالى : {وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 42 – 44]
فهذا فقط للكارما او الجزاء من جنس العمل فتمعنوها في حياتكم جيدا.

 

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

1 تعليق

Avatar
Zacharih jana 2023-03-16 - 11:46 صباحًا

مشكور وماقصرتم في المعلوماتZac

Reply

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...