الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان المرأة في عهد الممالك الإسلامية

المرأة في عهد الممالك الإسلامية

بواسطة زهراء جبريل حلو
نشر اخر تحديث 481 مشاهدات

كان للمرأة مكانة عظيمة في حضارة كوش لدرجة أن وصل بها الأمر أن تكون قائداً ومحارباً. رغم هذة المكانة المميزة التي خصصت للمرأة في المجتمع الكوشي. إلا أنها بدأت تتناقص تدريجياً. و أن المصادر التاريخية سجلت آخر امرأة ذيع صوتها في نهاية فترة الممالك المسيحية في السودان. وهي عجوبة التي اشتهرت( بعجوبة الخربت سوبا). هي امرأة ورد أنها سكنت سوبا عاصمة دولة علوة أخر دولة مسيحية ، والتي قامت علي أنقاضها ممكلة الفونج عام 1505م أول مملكة إسلامية في السودان، وأن عجوبة هذه لم تشتهر بمشاركتها في الحكم أو السلطة، وإنما اشتهرت بأنها خلقت فتنة بجمال ابنتها بين أمراء المغرة وأمراء الفونج؛ وأصبحت بذلك المرأة الوحيدة التي سعت في قيام سلطنة الفونج.


المرأة في عهد الممالك الإسلامية ساهمت في إدارة البلاد بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة ، لكن ندرة المعلومات عن دور المرأة في تلك الفترة ترك الكثير من الثغرات. لقد مارست المرأة في السلطنة الزرقاء السلطة والحكم، وعلي سبيل المثال كانت الملكة ستنا بت عجيب المانجلك تحكم شندي بعد وفاة زوجها وذلك بمساندة ابنها، وقد كان لديها نفوذ واسع والتي ورد عنها توثيق في كتاب الرحالة جميس بروس الذي زار سنار في القرن الثامن عشر وذكر أنه تقابل مع الملكة ستنا. ووفقاً لبروس في عام 1772م كانت شندي قرية كبيرة، ويقع قصر الملكة ستنا خارج المدينة بنصف ميل، ووصفها بروس( أنها امراة نحو الأربعين من عمرها طويلة القامة ترتدي جلباباً قرمزياً، ويزين رأسها تاجاً رائعاً من الذهب ويتدلى شعرها في شكل ضفائر).

أيضاً الأميرة نصرة بت عدلان ست السوريبة، التي عاشت في لحظات مملكة الفونج الأخيرة ، وأن السوريبة هي قرية يحكي الأهالي أن مؤسس القرية الأميرة نصرة وهي إحدى أميرات سنار.

النظام الإجتماعي في مملكة الفونج اتسم بأنه نظام إقطاعي وذكوري السلطة ، نتيجة لذلك نجد أن المجتمع في تلك الفترة حصر مكانة المرأة في مجالين إما أن تكون من نساء الأسرة الحاكمة والطبقات الخاصة، أو أن تكون المرأة البسيطة التي عانت من حياة الرق وتعامل معامة جارية تباع وتشترى . يذكر بوخارت أن السلطان يقوم سنوياً بغزوة لجلب الرقيق ذكوراً وإناثاً. بعد ذلك يقوم السلطان بضم الرجال في صفوف الجيش، ويضم النساء إلى حريمه كمحظيات، وباقي الرقيق يتم تصديرهم مع سلع أخري ضمن التجارة الخارجية.


أن نساء الأسرة الحاكمة، ونساء الطبقة الخاصة يتمعن بمكانة كبيرة في المجتمع بحكم مكانة أزواجهن وكُن يعشْن حياة الترف ويتحلين بالذهب والفضة ويلبسن الحرير؛ كما كانت الملكة الأم في سنار ذات نفوذ في مراقبة وضبط النشاطات السياسية . وقد كان مشروع أي ملكة أم هو العمل علي وضع ابنها في العرش، والذي  يعني في نفس الوقت المحافظة علي إبقاء حياة ابنها، وبذلك كان التنافس حاداً بين أمهات الأمراء من نساء البلاط .وفي مملكة تقلي يطلق علي الملكة الأم لقب (أريته) وهو لفظ نوبي يعني إله ،وقد كان من مهام الأرتيه أن تشرف علي العادات والتقاليد عند سكان تقلي، ويعتقد أنها تستطيع أن تخلع ملوك تقلي وتعين خلفاءهم لكن بواسطة مجلس البلاط في تقلي، وهي التي تحتفظ بشارات السلطنة ورموزها.

إضافة إلي ذلك فإن المرأة بشكل عام كانت تعيش حياة الجهل لا تعلم شيئاً عن الحقوق والواجبات الشرعية لعدم إنتشار التعليم؛ بل كان المجتمع يجهل أمور دينه و يعيش في فوضي.وكانت تسود ظاهرة السراري أي التسري بالخدم ، وأما الإماء فكان للرجل أن يعاشرها كزوجة. كما كان النبلاء يمنحون بناتهم وأخواتهم كزوجات للحكام والسلاطين . وقد ذكر المؤرخ  الأمريكي جاي اسبولدنق في كتاب عصر البطولة في سنار لقد كانت زوجات السلطان60 زوجة، وزوجات حاكم الإقليم30 زوجة.

رجل من الفونج

وهذا دلالة علي أنهم كانوا يهملون تحديد الشريعة الإسلامية التي أباحت للرجل الزواج من أربعة نساء كحد أقصي .إضافة إلي ذلك تناول ود ضيف الله في كتاب الطبقات  النظام الإجتماعي لدولة الفونج حيث ذكر:

(( أن في دولة الفونج كان الرجل يطلق المرأة في النهار، ويتزوجها آخر في الليل من غير عدة حتي جاء الشيخ محمود العركي من مصر وعلم الناس العدة))

وهذا يقودنا للقول أنه لم يكن لا لعمارة دونقس، ولا لعبدالله جماع دراية وعلم في أمور الدين الإسلامي .توجد أيضاً طبقة من النساء في السلطنة الزرقاء عانت من الإسترقاق وقد جاء ذكرها جارية المتصوفة و أصحاب الطرق الصوفية وكانت مكانتها مستمدة من الفقية، ويطلق عليهن مسميات مثل السراري، والفرخات، والخدم، ويحق للشيخ أن يتصرف فيهن كما يشاء.
لقد مارست المرأة البسيطة في السلطنة الزرقاء صناعة الغزل خاصة نساء شندي إشتهرن بإحتراف هذة المهنة.أيضاً إشتهرت المرأة بصناعة العرقي والمريسة التي كانوا يطلقوا عليها البوظة، ورغم أنها محرمة لكنهم كانوا يتعاطونهافي السر.

أخيراً  نجد أن السلطة الذكورية في عهد الممالك الإسلامية سيطرت على مكانة المرأة؛ و الدليل على ذلك أن كل سلاطين تلك الفترة الوارد ذكرهم في المصادر كانوا رجالاً فقط. ومنذ تلك الفترة أعتقد أنه بدأت رحلة تحقيق المساواة والعدالة بين الرجل والمرأة في السودان.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...