المسور العظيم

بواسطة ابرار نصر احمد
172 مشاهدات

على بعد أميال شمال النقعة، و حوالي 29 كيلومتر إلى الشرق من مجرى النيل، تقع أكثر المواقع غرابة في النوبة جمعاء (المصورات الصفراء). ويشكل الموقع مع مدينة مروي و النقعة جزيرة مروي.

في الموقع لا شئ غير تجمع من مباني الحجر الصُروحية، لا يبدو أن هنالك بقايا مدينة أو جبانات سوى تجمع بنائي شديد التعقيد من المباني العالية المفتحة والممرات والغرف ،لا يوازيه مثيل في المعمار النوبي أو المصري. الدراسات التي تمت في المنطقة لم تُلقِ ضوءاً على أصله أو غرضه.
يتكون المسور العظيم من عدد من المباني والمساحات المسورة التي تحيط بمعبد مبني على مصطبة مشابهة لوضعية معبد الشمس في مروي. على الأرجح وبناءاً على ثوابت تتعلق بأسلوب البناء يبدو هذا المعبد المركزي منتمياً للقرن الأول الميلادي أو أبكر من ذلك. توجد به رسوم خطية ثانوية بقدر وفير، ويحيط بهذا المعبد صف من الأعمدة حوالي 20 عمود بأبعاد منتظمة، بعضها عليه نحوت جانبية مثيرة للاهتمام.

وخارج هذا المعبد نجد سلسلة من المنحدرات التي تصل الأجزاء المختلفة للبناء المعقد وهي غير معروفة في أي موقع مروي آخر. أما عدد الرسوم الممثلة للأفيال المنحوتة فيعرض إنطباعاً بأن هذا الحيوان لعب دوراً هاماً في المصورات الصفراء، ويقول بعد العلماء أن المسورات الكبيرة خططت لتحظيرها اذ أن الممرات المنحدرة ربما جعلت لراحتها حيث أنه بالإمكان قيادتها بسهولة أفضل ومن الجائز أنه وجد مركزاً لتدريب الأفيال لأغراض عسكرية و إحتفالية. والحائط المرموق الممتد في شكل فيل فهو دليل إضافي على أهمية هذا الحيوان.
نجد أن بعض أفيال الحرب التي وظفها حكام مصر البطالمة وربما القرطاجيون كان قد حصل عليها قطعياً عن طريق بعثات أُرسلت إلي السودان إفتراضاً داخل الإقليم المروي فبطلمي الثالث يقال انه أنشأ ميناء للأفيال على ساحل البحر الأحمر. بمكننا ان نتخيل جيداً أن وكلاء بطلمي كانوا سعداء للتعامل مع وسطاء وطنيين. حركة الإتجار بالأفيال الحية ربما أصبحت بهذا الأسلوب هامشاً جانبياً صغيراً لكنه مربح لسكان كوش.
نجد وظيفة المسور العظيم كانت على وجه قاطع دينيةً في جزء منها، وذلك أنه أستوعب على الأقل معبدين ربما ثلاثة معابد وسط ممراته وقاعاته. تحمل جدرانه عدداً مضاعفاً من الرسوم الخطية لإسم التحول الإجتماعي المرئي هنا ربما كان عرضاً تشخيصياً بدوره لتحول إقتصادي.
دائماً ما اعتمد رخاء كوش إلى حد كبير على تجارة الصادر. وامتداد الحضارة الكوشية بأراضي السهل راجعاً فيما هو محتمل إلى امتداد طرق التجارة البرية. و جنوا تقريباً كل منافع تبادل السلع النوبية الخارجة.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...