الرئيسية الأعمدة النظام الصحي في السودان – إلى أين؟؟

النظام الصحي في السودان – إلى أين؟؟

بواسطة عطية عبدالكريم
292 مشاهدات
انهيار النظام الصحي في السودان ووصوله لهذه المرحلة من التردي في توفير وإدارة أدنى مستويات الرعاية الصحية، لعمري هو أمر مخجل لدولة ذات كيان تعيش في القرون الوسطى ناهيك عن القرن الحادي والعشرين؛
باختلاف الحكومات وتعاقبها لم يشهد السودان التردي الذي نراه اليوم وتشهده مستشفيات بل “شفخانات” السودان اليوم .. من انعدام وندرة لكل شيء.. كل شيء بمعنى الكلمة من الادوية المخففة للالام الى الأدوية المُنقذة للحياة مروراً بالمحاليل الوريدية و حتى أبسط معينات العمل للكوادر الطبية.
النظام الصحي المُنهار ادارياً أرهقته كورونا كذلك مما لا شك فيه، وهذا لا ينكره أحد و لكن أن نشهد فساداً في إدارة الأزمة بهذا الشكل حتى بعد أن قدمت بعض الدول المساعدات الطبية اللازمة لمجابهة الأزمة، لم تُحسن وزارة الصحة مُمثلة في الإمدادات الطبية حسن استغلال وتوزيع هذه الادوية، فنرى تكدسها في المخازن وتسرب بعضها إلى الأسواق ليتم بيعها “تحت الكباري” ولدى ستات الشاي تجد حبوب السكر والضغط والبندول!!
موجة كورونا الثانية التي تجتاح العالم تقسو بشدة على السودان هذه المرة، فتضرب بقوة في كل الاتجاهات ولا تبقي ولاتذر شيء أتت عليه.. فينتظر الشعب المكلوم أقدار الله فقط .. أن ينقذه من هذه الأزمة..
ولا مناص للمصاب بكورونا في السودان سوى أن يلجأ للادوية الشعبية والحلول البلدية التي أصبحت هي الأخرى ذات رواج في السوق الأسود بسبب الإقبال عليها وجشع تجار الأزمات بطبيعة الحال..
يموت الناس في السودان بكورونا وبغير “كورونا” – أصبح الأمر سواء بين الموتى في أسباب موتهم.. فلا علاج لكورونا ولا علاج للحميات ولا حتى نزلات البرد..
أن تنعدم الأدوية بهكذا طريقة.. هذه أزمة لم تشهدها البلاد منذ أمد بعيد.. ويبقى الحل للخروج من هذه الأزمة هو توفير إدارة جيدة تتولى أمر وزارة الصحة.. وبدعم من وزارة المالية واستغلال موارد هذه الوزارات لتدوير وتوفير المعينات الصحية.. بعيداً عما يفعله المسؤولون عن هذه الوزارات حالياً..
النهيق في مكبرات الصوت وسياسة فرد العضلات لن تقدم حلول للمواطن المكلوم الذي كل يوم ينتظر خبراً لوفاة قريب أو حبيب.. و رأس الدولة يقف دور المتفرج في خضم هذه الكوارث الصحية التي تحدث ..
هي سلسلة حرمان يعيشها المواطن السوداني من فقد للغذاء والدواء ومقومات الحياة.. وحلت عليه كوارث الوباء فزادت أوجاعه وتعمقت جراحاته..فرفقاً به .. وأدركوا ما بقي ومن بقي من هذا الشعب الذي لايستحق أن يقف المسؤولون مكتوفي الايدي امام هذه الكارثة التي قد يعيها المسؤولون وقد لا يعيها البعض بينما البعض الآخر
“ضارب طناش”..!
رحل الغمام.. الامام..!
انكسر المرق واتشتت الرصاص ..
انهدم الجبل وينو البلم الناس ..
رحل الإمام الصادق المهدي فجر اليوم الخميس ٢٦ نوفمبر متأثراً بإصابته بفيروس كورونا في ٢٧ أكتوبر الماضي.. على اثره تم نقله إلى مدينة أبوظبي الطبية لتلقي العلاج الذي عجز في منع توقف قلب الإمام عن النبض، مخلفاً وراءه جراحات الشعب المكلوم وصراخ التائهين الذين كان الإمام له منارةً ودليلاً للحفاظ على وحدة الصف ولحمته الوطنية..
مات الامام .. هذا هو الحق والحقيقة..
وانطفأ قنديل المشورة.. وانكسر المرق الذي اتكأ عليه السودانيون باختلافهم معه أو اتفاقهم.. فقد كان حكمةً وحنكة سياسية تمشي بيننا..
كان عفيف اللسان.. مظلةً جامعة لأهل السودان.. بؤرةً للرأي السديد والحنكة..
كان الإمام مجتهداً لجمع أهل السودان ووحدة صفهم.. وبذلك والله نشهد..
كان متواضعاً .. خاضعاً خضوع القوي للعامة.. قوياً بحكمته وحضوره.. اماماً للحق والفضيلة والصلاح والإصلاح.. قبل أن يكون اماماً للأنصار وحدهم..
تغمده الله بواسع رحمته والهم آله وذويه الصبر والسلوان .. وجبر كسر أهل السودان و الهمهم الحكمة والحنكة والسداد..
إنا لله وإنا إليه راجعون.. ولاحول ولاقوة الا بالله..
Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...