الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان تاريخ الجماعات الإسلامية في السودان

تاريخ الجماعات الإسلامية في السودان

بواسطة فضل محمد فضل
383 مشاهدات

تحدثنا في المقال السابق عن إنتشار الإسلام في السودان، وتحول الدولة السودانية بمفهومها الحديث رسمياً للدين الإسلامي وتعدد السلطنات الإسلامية في السودان بجغرافيته الواسعة وحدوده مترامية الأطراف، والمتأمل في طريقة إنتشار الإسلام في السودان ومنافذ دخوله وتعددية مصادره يدرك تماماً حجم الإختلاف والتنوع في المناهج والمدارس الفقهية والتيارات الفكرية والجماعات الإسلامية في السودان.

وفي سياق حديثنا عن تاريخ الإسلام في السودان لابد من التطرق لهذه الجماعات وتاريخها القديم والمعاصر مروراً بنشأتها وطرق دخولها للسودان وتأثيرها على المجتمع السوداني وتأثيره عليها.
الطرق الصوفية:
يرى العديد من المؤرخين أن بداية إنتشارها كانت في القرن الرابع عشر تزامناً مع وصول الشيخ غلام الله بن عائد اليمني إلى مدينة دنقلا شمال السودان ثم الشيخ شريف حمد أبو ودانة.
وبحسب المؤرخ يوسف فضل في مقال له بعنوان: (لمحات من التصوف في السودان….جذوره وتطوره) يقول فيه:

بعض المراجع تشير إلى أن الطريقة الشاذلية كانت أول الطرق الصوفية إنتشاراً في السودان، ولكن ليس هناك الكثير الذي يعرف عن هذه الفترة

وهي الطريقة التي تنسب إلى أبي حسن الشاذلي الذي ولد بالمغرب ثم هاجر إلى تونس ومنها إلى مصر.

تواصلت بعد ذلك هجرة مشائخ الصوفية إلى السودان خاصة في ظل العلاقة المتميزة التي جمعت بين سلاطين الممالك السودانية والأزهر الشريف فإنتشرت الطرق الصوفية وتعددت مسمياتها حتى قاربت زهاء الأربعين طريقة مختلفة.ومن أشهرها الطريقة القادرية، التي تنسب إلى عبد القادر الجيلاني الذي عاش في بغداد ووصلت إلى البلاد عن طريق الشيخ تاج الدين البهاري، والطريقة السمانية التي تنسب للشيخ السماني ودخلت البلاد عن طريق السيد أحمد الطيب ود البشير، والطريقة التجانية التي تأسست على يد الشيخ أحمد التجاني والتي إنتشرت في شمال السودان خاصة في مدينة (بربر) على يد الشيخ أحمد مختار، والطريقة الميرغنية أو الختمية-المأخوذة من الشاذلية- التي إستقرت في السودان على يد السيد محمد عثمان الميرغني الكبير وقيل أن أصل الطريقة من الشيخ أحمد بن إدريس وأخذها عنه تلميذه الميرغني إلى السودان. فضلاً عن بعض الطرق الأخرى مثل المكاشفية والمجذوبية والإسماعيلية والركينية وغيرها.
وقد نأت الجماعات الصوفية بنفسها عن السياسة إلا أنها كان لها نصيب مقدر في أكبر الأحزاب السياسية السودانية المتمثلة في الحزب الإتحادي الأصل والذي يتبع للطريقة الختمية وحزب الأمة الذي يتبع لطائفة الأنصار.
التيار السلفي:
تختلف الروايات حول نشأة جماعة أنصار السنة المحمدية التي تمثل العمود الفقري للتيار السلفي في السودان، فالجماعة التي تأسست في القاهرة عام 1926م على يد محمد حامد الفقي تروي في أدبياتها أنها تأسست عام 1939م فيما يرى البعض أنها تأسست عام 1936م على يد أحمد حسون الكنزي والفاضل التقلاوي ومحجوب مختار وغيرهم، وسجلت رسمياً عام 1947م ويعتبر الفاضل التقلاوي أول رئيس لها.
دخلت هذه الجماعة في تحالف مع الإخوان المسلمين وجماعات أخرى فيما يعرف ب(جبهة الميثاق الإسلامي) التي تفككت تدريجياً خاصة بعد إنقلاب مايو و فرض الرئيس جعفر نميري عليهم عدم ممارسة السياسة وهو ما إلتزمت به الجماعة وإتجهت للدعوة.
مرت جماعة أنصار السنة المحمدية بعدة إنشقاقات أثرت عليها وعلى التيار السلفي عموماً في السودان وأولها إنشقاق(اللاجماعة) عام1990م التي كان مبدؤها رفض العمل المنظم تحت إمرة قائد أو رئيس ولا تؤمن بالعمل السياسي، ثم إنشقت جماعة أخرى عرفت ب(جمعية الكتاب والسنة) عام 1992م ثم إنشقاق مجموعة أخرى عرفت ب(جماعة أنصار السنة- الإصلاح) عام 2007م بسبب مشاركة الجماعة في الحكومة وهو ما رفضته الفئة المنشقة وعرفت الجماعة الأصلية بجماعة أنصار السنة-المركز العام وهي ذات الوجود الأقوى والتأثير الأكبر في الساحة الدينية السودانية.
هناك بعض الجماعات السلفية التي كان تأثيرها أقل من جماعة أنصار السنة مثل السلفية الجهادية أو السرورية ولم يؤسسوا تياراً رسمياً منظماً وتأتي تسميتهم نسبة لمحمد زين العابدين سرور والسلفية الجهادية وجماعة التكفير والهجرة غير أنها لم تجد القبول في أواسط المجتمع السوداني.


الحركة الإسلامية:
نشأت في أربعينيات القرن الماضي وبدأ نشاطها المنظم عام1954م، وتغير إسمها عدة مرات، حيث مثلت في العام 1968م ما سمي بجبهة الميثاق الإسلامي، ثم تغير إسمها لجماعة الإخوان المسلمين عام 1969م بقيادة حسن عبد الله الترابي ثم إنشق الترابي عنها مكوناً الجبهة الإسلامية القومية عام 1986م بعد الإطاحة بنظام جعفر النميري وظل الإخوان المسلمين تنظيماً قائما بذاته بقيادة صادق عبد الله والحبر يوسف ثم توالت الإنشقاقات على الحركة الإسلامية حتى أصبح لها عدة جماعات وأحزاب سياسية أبرزها المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي والإصلاح الآن والإحياء والتجديد وغيرها.
المنهج الشيعي:
عرف السودان برغم تعدد مدارسه الفقهية وجماعاته الإسلامية بإنتهاجه للمذهب السني (مع ميله للمالكية)، ولم يجد المذهب الشيعي رواجاً عند السودانيين ومع ذلك فقد قدرت أعداد معتنقيه ببضعة آلاف في بعض الإحصاءات غير الرسمية، يذكر أن الحكومة السودانية قد قامت بإغلاق المركز الثقافي الإيراني الذي يمثل واجهة المذهب الشيعي في السودان عام 2014م ثم أتبعتها بإغلاق الحسينيات والبالغ عددها 15 حسينية.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...