الرئيسية الأعمدة ثقة في الله نجاح

ثقة في الله نجاح

بواسطة فدوى احمد عبدالرحمن
نشر اخر تحديث 773 مشاهدات

كنت في أواخر العقد الثاني من العُمر حين بدأت تحدي الحياة العملية الأول عام 2012م، بعد أن تكررت العبارات التي تشكك في قوة رغبتي بالاستمرار في الطريق الذي اخترته لنفسي بإتجاهي لعالم الصحافة، فـ”بعض الأقرباء” قزموا هذا المجال، غير محاولاتهم المتكررة على مدار عامي الجامعي الأول لتغيير إتجاهي لكلية تشبه “كلية الطب” في نفوسهم! أو على العكس تماماً، كما وصفها أحد أجدادي من المخضرمين في عالم الصحافة على أنها مهنة صعبة لا تناسب المدللين أمثالي!

الواسطة

لم أكن أعرف خط البداية، لكني أذكر أنني كلما سألت عن كيفية التحاقي بالجهات الاعلامية، كانت الإجابة واحدة (انتي محتاجة لواسطة قوية!) للأسف الواسطة كانت الورقة الرابحة لكل من سألتهم. ولا أستطيع أن أنسى نظرة الثقة في عيونهم حين يتحدثوا عن الواسطة.

ستة محاولات

لم تكن سهلة، كانت بمثابة امتحان يعزز اليقين، استمرت زيارتي لمدة أسبوع كامل لأهم صرح إعلامي بالدولة، يتكرر معي نفس السيناريو في كل يوم، رحلة طريق طويلة، شاقة ومملة، ونهايتها أبواب موصده، بمجرد وصولي أطلب زيارة مدير الوكالة ليمنعني موظفوا الاستقبال من تجاوز صالة الانتظار الخارجية مبررين ذلك بانشغال المدير أو عدم وجوده.

بعد 5 أيام كدت أن أفقد تفاؤلي بنتائج محاولتي التي قوبلت “بالتهميش”، في اليوم السادس وفي ذات صالة الانتظار اليومية، كنت أشكو لأمي في مكالمة هاتفية عما أعاني منه كل يوم، والوقت المُهدر في الانتظار والتصريف والعودة بخيبة، أتساءل باستنكار عن أهمية الواسطة البشرية التي ربما تكون هي الحل!

في تلك اللحظة على بعد ٣ مقاعد كان يجلس رجل ذو هيبة ارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة، سألني عن سبب وجودي في هذا المكان، وأخبرته فأشار الى رجل خارج المبنى وقال لي هذا هو المدير الذي تبحثين عنه، “وبالفعل هو مشغول حالياً لكن سأخبره عن محاولاتك ورغبتك في الانضمام الى كوكبة الصحفيين هنا، من باب التدريب وصقل القدرات”.

في وقتها لم تكن رغبتي تتجاوز عرضه، ولم يغب عن ذهني أنه سُخر لي. طلب مني المغادرة وانتظار اتصال…

قبل أن أصل إلى موقع سكني استقبلت اتصال يؤكد موافقة الادارة على انضمامي لوكالة السودان للأنباء “سونا” التي مثلت أولى خطواتي الصحفية العملية، وصقلت قدراتي وسط كادر متنوع وإستثنائي، يمكن أن أصف كل فردٍ منهم على أنه شخص موسوعي، بالإشارة إلى أستاذي ومدربي الأول “بابكر أبو مدين”.

هذه القصة تثبت أن مخاطبة “الجانب الإنساني” في أي شخص قد يكون أكثر فعالية من المحاولات الرسمية أو الجبرية، فحين تفشل المحاولات الرسمية وترتطم بجدار البيروقراطية قد تنجح محاولات “العشم” ومخاطبة الجانب الإنساني النبيل لدى الآخرين، مقترناً بالإيمان المُطلق برعاية رب العالمين.

 

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...