الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان حركات المقاومة في عهد الإستعمار الإنجليزي (1899_1956م) ج”٢”

حركات المقاومة في عهد الإستعمار الإنجليزي (1899_1956م) ج”٢”

بواسطة نسرين آدم
نشر اخر تحديث 362 مشاهدات

مواصلة لما في سلسلة حركات المقاومة ضد الغزو البريطاني في الفترة من (1899_1919م)؛ قد تناولنا المقاومة في شمال السودان، واستكمالاً لما بدأ سنتناول كل من :

◾المقاومة في جبال النوبة

◾المقاومة في جنوب السودان

◾المقاومة في دارفور

ب/المقاومة في جبال النوبة:-
لعل كفاح و مقاومة الشعب السوداني في جبال النوبة كان من أخطر التحديات التي واجهت الإنجليز في جبال النوبة ، لم تخضع قط لا للحكم التركي، ولا للدولة المهدية .
وقد رفض النوبة في جبل الداير عام 1903م دفع الضرائب وهذه النزعة الاستقلالية لدى النوبة مبنية على حقيقه أنهم ( كانوا هم الزنوج الذين حكموا البلاد في زمن قديم، وبقوا مقيمين لزمن طويل في عزلة في جبال النوبة) كما يؤكد محمد عمر بشير.
وقد استمرت مقاومة  جبال النوبة، و رفضها لدفع الضرائب، و اضطرت الحكومة لتسيير حملات متتالية للمنطقة ولكنها لم تنجح في اخضاع النوبة بشكل كامل إلا في نهاية عام 1929م.
وقد أبرزت مراسلات الحكومة البريطانية الرفض، والمقاومة الشديدة من النوبة اذ تقول إحدى الرسائل :

ظلت تلك المجموعات تقاوم أوامر الحكومة، وأبدت احتقاراً متناهياً لسطان الحكومة.

ولقد أحصي محمد عمر بشير حوالي ست و عشرون ثورة قامت بها قبائل جبال النوبة؛ في فترات متواصلة منذ قدوم الغزو البريطاني:-
تمرد في جبل براني في مركز تلودي عامي 1908م و1917م و في رقيق عامي 1910م و1911م و في توقوي عام 1911م ، وفي الطير الأخضر عامي 1914و 1915م وفي مركز كارو جلي كانت هناك إنتفاضات في الداير عام 1904م ، وفي الليري عام 1906م وفي نيانج عام 1906م …الخ
وكان النوبة النيمانج في حالة تمرد من عام 1908م حتى 1918م ، وقضى الكثير من المواطنين نحبهم كنتيجة لتلك الحركات.


ج/ المقاومة في جنوب السودان:-
في المنطقة الجنوبية من السودان قاد المقاومة، واستمر فيها شعب النوير الذي ظل في عهد الحكومات السابقة يدير شؤونه بنفسه، وقد رفض بعد الغزو أن يعترف بسيادة الحكومة الجديدة. واستمر في اظهار العداء لها واشتهر اثنان من زعمائهم هما (دنجكور) (ديو) بنشاطهم في هذا المجال واستمر عداء النوير للحكومة حتى بعد وفاة زعمائها في عام 1907م.
هاجم زعيم النوير الجديد(دول ديو) موقعاً حكومياً سنة 1914م ، رغم التدابير التأديبية العديدة فإن مقاومة النوير استمرت في التزايد الى أن انفجرت في ثورة النوير الشعبية الواسعة النطاق التي وقعت في سنة 1927م.
كذلك من أبرز حركات المقاومة التي قام بها الدينكا عام1901م حينما قتل مجموعة منهم ضابطاً بريطانياً ، مما أدى الى تجريد الحكومة لحملة ضدهم حرقت فيها القرى التي اشتركت في قتل الضابط وصودرت المواشي و قتل الشيوخ .
وتكرر التمرد علي نهر لاو عام 1903م كما ثارت قبيلة نيام نيام في نفس العام .
وفي عام 1905م قاد سلطان يامبيو حمله ضد الحكومة لكنه هزم، وقتل متأثراً بجراحه ، وظل ابنه على عداء مع الحكومة حتى عام 1914م حيث ارسل الى الخرطوم ومات فيها عام 1916م.
ثم ارسلت حملات اخري الى تمردات قامت في عام 1907م و1910م ولم تتوقف عمليات المقاومة من قبل القبائل الجنوبية و لم يتم قمعها تماماً الا عام 1917م حيث بدأت الحكومة في تغيير سياستها تجاه القبائل الجنوبية.

السلطان علي دينار

ﺩ – ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ:-

ﻇﻠﺖ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻃﻮﺍﻝ ﺗاﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻘﻼً ﻣﻨﺎﻭﺋﺎً ﻟﻠﻐﺰﺍﺓ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﻜﻴﺮﺍ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺎﻣﺖ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﻜﻤﺎً ﻣﺴﺘﻘﻼًّ ﺗﺒﻨَّﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻨﻬﺠﺎً ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻣﺼﺪﺭﺍً ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﺰ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ – ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ – ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻟﻴﻌﻠﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ 1899 ﻡ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﻘﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ . ﻭﻗﺪ ﺍﺿﻄﺮ ﺍلإﻧﺠﻠﻴﺰ ﻓﻲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻬﺎﺩﻧﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺸﻐﻮﻟﻴﻦ ﺑﻤﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺎﺟﺮ ﻏﺮﺑﺎً ﻟﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ؛ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﺤﻜﻤﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻚ .

ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﻋﺘﺮﻓﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ 1901 ﻡ ﺑﻌﻠﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﻭ ﺍﻛﺘﻔﻮﺍ ﺑﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﺳﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﻋﻠﻤﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻭﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ، ﻭﺩﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ ﺳﻨﻮﻱ ﻗﺪﺭﻩ ﺧﻤﺴﻤﺌﺔ ﺟﻨﻴﻪ ﺭﻣﺰﺍً ﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ . ﻭلا ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻗﺪ ﺷﻌﺮﻭﺍ ﺑﺄﻥ ﻏﺰﻭ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻴﻮﺍﺟﻪ ﺁﻧﺌﺬ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ، ﻭ ﻳﻜﻠﻒ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺃﻣﻮﺍﻻً ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻬﺎ .
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺪﻫﻮﺭﺕ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ؛ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻐﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺮص ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺷﻚ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻮﺍﻳﺎﻩ . ﻭﺗﻔﺎﻗﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻟﻴﺼﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ، ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺤﺎﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻓﺨﺎﻃﺐ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ، ﻭﻋﺎﺭﺽ ﻋﺰﻝ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻟﻠﺨﺪﻳﻮﻱ ﻋﺒﺎﺱ ﺣﻠﻤﻲ ﻋﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ . ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺟﻴﺸﺎً ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻻﻱ ﻫﺪﻟﺴﺘﻮﻥ ﺗﻤﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺿﺎﺭﻳﺔ – ﺍﺳﺘﺒﺴﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺭ – ﻣﻦ ﻫﺰﻳﻤﺘﻬﻢ، ﻭﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻲ 6 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ 1916 ﻡ . ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺿﻤﺖ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ .


ﻗﻠﻨﺎ ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﻣَﺮَّ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺇﻻ ﻭﺷﻬﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻣﻬﺪﻭﻳﺔ . ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥّ ﺟﺬﻭﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻗﺪ ﻫﺪﺃﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ، الا إن ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ .
ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻫﻢ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﺮﻭﺓ ﻧﻴﺎﻻ 1921 ﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﺤﻴﻨﻲ . ﻭﻫﺪﻓﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﻧﻴﺎﻻ، ﻛﺴﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ،ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﻣﺠﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮ . ﻭﺑﺠﺎﻧﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﻗﻤﺖ ﺳﺨﻂ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﻭﺩﻓﻌﺘﻬﻢ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ . ﻭﻗﺪ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﺗﻠﻚ الأسباب ﻓﻲ :
-ﺭﻓﻀﻬﻢ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ
-ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻭﻥ .
ﻫﺎﺟﻤﺖ ﻗﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺧﻤﺴﻤﺌﺔ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺴﺤﻴﻨﻲ، ﺣﺎﻣﻴﺔ ﻧﻴﺎﻻ ﻭﺳﻮﻗﻬﺎ ﻓﻲ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1921 ﻡ، ﻓﺎﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻣﻴﺔ ﻭﺣﺮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ . ﻭﻗﺎﺩ ﺍﻟﺴﺤﻴﻨﻲ ﻫﺠﻮﻣﺎً ﺁﺧﺮ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﻗﺎﺿﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﻪ ﺟﺮﺡ ﺟﺮﺣﺎً ﺧﻄﻴﺮﺍً، ﻭﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻮﻟﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﺃﺭﺑﻌﻮﻥ، ﻭﺟﺮﺡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺁﺧﺮﻭﻥ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﺳﺘﻤﺌﺔ ﻣﺠﺎﻫﺪ . ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺴﺤﻴﻨﻲ، ﻓﻘﺪ ﺷﻨﻖ ﻋﻠﻨﺎً ﻓﻲ 4 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ . ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺆﻳﺪﻳﻪ ﺗﺠﻤﻌﻮﺍ ﺣﻮﻝ ﻧﻴﺎﻻ . ﺇﺯﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ، ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻃﺎﻓﺖ ﺟﻨﻮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﻋﺘﻘﻠﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﻭﺣﺮﻗﺖ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ، ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺷﻴﺘﻬﻢ ﻭﺻﺎﺩﺭﺕ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ . ﻭﻫﻜﺬﺍ، ﻭﺑﺤﻠﻮﻝ ﻣﺎﻳﻮ 1921 ﻡ، ﺃﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﻭﺀ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﻣﺴﺎﻟﻴﺖ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﻧﻴﺎﻻ ﺃﻫﻢ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻗﺒﻞ 1924 ﻡ . ﻓﺒﺨﻼﻑ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻭﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻛﺎﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬا ﺩﻳﻨيا؛ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ  باﻧﺪﻻﻉ ﺛﻮﺭﺓ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﺎﻓﺔ . ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ، الا أن ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻬﻢ.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...