رحلة عيون

بواسطة سيف الدين موسى
نشر اخر تحديث 674 مشاهدات

 

نحاول المحافظة على الهوية ولكن نبتلى بالانخراط في الهاوية تلك صراعات أبدية نحاول الهروب منها في اغترابنا الدراسي فتجعلنا نتشابك ذهنيا بين ما هو غريب وصالح فكريا ومجتمعيا حين الاغتراب للدراسة خارجا.

لك أن تتخيل عزيزي القارئ إن هنالك عمل سينمائي سوداني-مصري ضخم أنتج عام 1983 وعرض في السينمات المصرية والسودانية والعربية آنذاك وهو فيلم “رحلة عيون”.

تناول الفيلم قصة شابين سودانيين يذهبان الى مصر للدراسة الجامعية “صلاح والعجب “ومدى تأثر كل منهما بالثقافة المجتمعية، وانعكاسات تأثيرها عليهم واندماجهم في ذلك المجتمع، تناول الفيلم حياة الطالب المغترب عن بلده وانطوائه الفكري والصراعات التي تحدث بين الشباب في الحب والألم والدراسة والتضحية.

الفيلم مُثل بمشاركة عمالقة الفن السوداني والمصري بقيادة الفنان صلاح بن البادية والفاضل سعيد ومحمود المليجي وسمية الألفي ونجوى فؤاد.

ومن إخراج المخرج السوداني المميز والرائع أنور هاشم الذي اهتم بإبراز معالم الحياة الريفية السودانية والعاصمة المثلثة بعد ذلك مروراً بالمعالم التاريخية والحضارية.

الدور الذي قام به الفنان: صلاح بن البادية وغناءه رائعته “رحلة عيون” أعطى نكهة استثنائية للمشاهد الرومانسية، وكوميديا العجب التي قام بها الفاضل سعيد التي عكست المرحلة التي كنا فيها في السينما السودانية والعربية، أما بساطة سمية الألفي واندماجها مع الفنانين السودانيين وارتدائها للتوب السوداني، أعطى انطباعا بحب فريق التمثيل كاملا للعمل وحرصهم على إخراجه بأبهى صورة.

أيضا لا ننسى مشهد رقص العروس في العرس السوداني، الذي عكس جانباً من عادات وتقاليد الشعب السوداني في مشهد مُعبر.

ختاماً لا زلنا نبحث ونستفسر إلى متى سنكون في مرحلة الاغتراب السينمائي، بالرغم من ظهور بوادر مشرفة في الخروج من تلك الهاوية وصنع هوية سينمائية يسطع نجمها في المستقبل القريب بأعمال روائية وسينمائية تجعلنا أساتذة خارجياً لا طلاب.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...