سلاطين الفونج

بواسطة انعام احمد شيخ الدين
نشر اخر تحديث 300 مشاهدات

السلطان الأول عمارة دنقس

عمارة دنقس ، أول سلاطين المملكة السنارية وهو مؤسسها بل مؤسس أول دولة إسلامية في السودان، بعد أن تحالف مع الشيخ عبدالله جماع و عملا معاً على نشر الإسلام في بلاد السودان على أنقاض ممالك النوبة المسيحية.

حكم السلطان عمارة مملكة الفونج في الفترة من 1505م وحتى 1534م اسمه الحقيقي عمارة بن الشيخ عدﻻن بن الشيخ اونسة اشتهر بعمارة دنقس، أما (دنقس) فهي لقب يعني النجاشي العظيم تأثراً  في ذلك بالممالك الحبشية والنوبية المحيطة بمملكته، كما اشتهر أيضاً بلقب ثاني وهو ملك الشمس والظل، اي أنه هو ملك الليل والنهار، والشمال والجنوب، ملك على الأبيض و الأسود، النبلاء والعوام، المسلمين وغير المسلمين.

إن الناظر لتاريخ ملوك الفونج يلاحظ أن الملك عمارة كان مميزاً دون غيره من حكام الفونج الذين خلفوه على حكمها؛ والدليل الواضح انه استطاع إخضاع مغظم بلاد السودان لحكمة ؛ حيث استطاع انت يتوسع حتى شملت فتوحاته المناطق من دنقلا شماﻻً وحتى جبال بني شنقول جنوباً، ومن البحر الأحمر شرقاً وحتى كردفان غرباً، بمعاونة رفيقه الشيخ عبدالله جماع زعيم العبدﻻب.

تميز السلطان عمارة على الذين تعاقبوا على حكم الدولة السنارية أنه كان رجل حكمة وحنكة ساعدته أن يبسط هيبته، ويكسب ود من حوله، وأن يحمي بلاده من التدخلات الخارجية، ففي ذلك تحكي الروايات التاريخة في أيام حكمة جاء السلطان سليم العثماني إلى سواكن ومصوّع فاحتلها، ودخل الحبشة بقصد الزحف على سنار فخاطب ملكها عمارة دنقس يدعوه للطاعة فأجاب بما مفادة

إني ﻻ أعلم ما الذي يحملك على حربي و امتلاك بلادي؛ فإن كان لأجل تأييد دين الإسلام فإني أنا وأهل مملكتي مسلمون ندين بدين رسول الله وإن كان لغرض مادي فأعلم أن أكثر أهل مملكتي عرب بادية وقد هاجروا إلى هذه البلاد في طلب الرزق وﻻ شيء عندهم تجمع منه جزية سنوية.

وارسل مع ما كتبه كتاب أنساب قبائل العرب الذين في مملكته، و التي جمعها له الإمام السمرقندي أحد علماء سنار، فلما وصل الكتابان إلى السلطان سليم أعجبه ما فيهما، وعدل عن حرب سنار وقيل أنه أخذ معة كتاب الأنساب إلى الأستانة ويقال انه ﻻ زال في خزانة كتبها إلى هذا اليوم.

يمكننا القول أن السلطان عمارة دنقس قد أرسى قواعد الحكم الإسلامي في السودان، وأنه مهد الطريق لانتشار الإسلا؛ كما أن كتب التاريخ تقول انه نشر الإسلام وقضى على المسيحية ولكن السودانين تعلموا تعاليم الدين من شيوخ الطرق الصوفية الذين قدموا للسودان في فترة حكم الفونج من المغرب العربي وشرق افريقيا.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...