الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان عهد التركية في السودان (الحكم العثماني) ج”١٠”

عهد التركية في السودان (الحكم العثماني) ج”١٠”

بواسطة مأوى عبدالعزيز
277 مشاهدات

بحلول سبعينات القرن التاسع عشر استطاع الأتراك  السيطرة على معظم أجزاء السودان، وخصوصاً في عهد الخديوي إسماعيل في فتوحات شملت الأجزاء الجنوبية والغربية.  وفي عهده أيضاً تم الإهتمام بالتعليم، والزراعة، وتنمية الموارد الاقتصادية، وإدخال وسائل المواصلات المختلفة.

حكمدارية غردون الأولى :-
بعد أن ترك غردون العمل في السودان ورجع إلى إنجلترا .. ألحَّ الخديوي إسماعيل عليه بالعودة إلى السودان للقضاء على تجارة الرقيق؛ وكانت هذه الظاهرة هي إحدى القضايا التي شغلت تفكير الخديوي وفي محالاوت القضاء عليها وقع الإختيار على غردون بسبب ثقته به، ولكن غردون اشترط أن يُعيّن حكمداراً حتى يشرف على أطراف البلاد كلها فإستجاب له الخديوي. كانت السياسات والبرامج التي وضعها غردون لحكمه تتألف من مسألة القضاء على تجارة الرقيق، وإصلاح إدارة السودان وماليته، وتنفيذ خط حديد مصر – السودان للتغلب على مشكلة المواصلات.

كرّس غردون في بداية عهده مجهوداته في القضاء على ظاهرة تجارة الرقيق، وحاول جاهداً إبطالها بأي شكل كان.. وعمل على تركيز جهوده حول دارفور بإعتبارها معبراً لقوافل التجارة من بحر الغزال والإستوائية.. وبالرغم من هذا كله لم يتم القضاء على تجارة الرقيق بالشكل المتوقع نسبة لإتساع رقعة البلاد، وصعوبة السيطرة على أطرافها ،وقلة الأعوان المخلصين.
وفي جانب الإصلاح الإداري فقد أقصى غردون العناصر التركية – المصرية من الوظائف الهامة واستبدلهم بالأوروبيين. وعين رودلف سلاطين النمساوي مفتشاً عاماً للضرائب، وقد أثارت هذه السياسة سخط الموظفين الأتراك ، فأعلنوا العداء كما أعلنه التجار. اتجه بعد ذلك إلى جوانب الإصلاح المالي فعمل على فصل مالية السودان عن مالية مصر حتى لاتمتد  أيدي الدائنين الأوروبيين إليه، كما أبطل العمل في سكة حديد مصر – السودان.


ثورتا هارون وسليمان بن الزبير باشا :-
شهدت حكمدارية غردون الأولى ثورتين في دارفور وبحر الغزال، قاد الأولى هارون ابن السلطان إبراهيم، وهي إحدى الثورات الكثيرة التي أشعلها أمراء الفور لإسترداد عرشهم فأوقع به غردون وفر هارون إلى جبل مرة ليجمع شتات قوته ويعيد الكرة.
ولم يكد ينتهي أمر هارون حتى نهض سليمان بن الزبير باشا وخرج على سلطان الحكومة في بحر الغزال، وطرد مديرها إدريس واستولى على الحكم فيها. فأرسل له غردون جسي بك الإيطالي على رأس حملة.. فهُزم سليمان وفر إلى دارفور. وبعد ذلك إتخذ غردون تدابير قاسية لإنهاء أمر الثورة، وذلك بمصادرة ممتلكات الزبير باشا في الجيلي وسجن أقاربه متهماً إياه بتحريض إبنه على الثورة وطالب بمحاكمته في القاهرة. لكن هذا لم يوقف سليمان عن مواصلة ثورته؛ وبالرغم من ذلك لحقه جسي وأوقع به مرة أخرى وأسره ثم قتله مع عدد من أعوانه.
قضى غردون مدة حكمداريته الأولى التي لم تتعدى العامين متنقلاً في البلاد على ظهر بعيره يطارد القوافل، وينظر في الشكاوي، ويقمع الثورات فلم يستطع تنفيذ مشاريعه كما كان يرغب، وبقى على هذا الحال حتى عاد إلى القاهرة في عام ١٨٧٩ بعد أن استعصت عليه إدارة البلاد حتى أفلت زمام الأمر، وشبت نار المهدية.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...