الرئيسية مقالات متنوعةتحقيقات كورونا وأصحاب الدخل اليومي ، للضرورة احكام

كورونا وأصحاب الدخل اليومي ، للضرورة احكام

بواسطة فاطمة أمين
نشر اخر تحديث 242 مشاهدات

بين المخاوف والمعايش

الخرطوم: فاطمه أمين

 الحاجة  التي تعمل بائعة شاي بمنطقة جبرة تستيقظ عند الساعة الخامسة صباحًا لتجلب لأبنائها الخبز حتى لا يضطروا للخروج من المنزل خوفًا وحذرًا عليهم من الإصابة بمرض كورونا الذي وصفته بالقاتل وتعي حجة فاطمة جيدًا خطورة المرض وتأخذ احتياطاتها جيدًا من غسل أيديها وتعقيم الأواني التي تستخدمها في بيع الشاي وغسلها بالماء الساخن بعد كل زبون كما منعت أبنائها وحذرتهم من الخروج من المنزل وهي من توفر لهم احتياجاتهم، ورغم ذلك فإن ثمة شيء في أعماقها يحدثها بأن المرض الصامت يتربص بها مثل غيرها من أصحاب الدخل اليومي الذين ورغم مخاوفهم من الإصابة بالوباء المستجد إلا أن الظروف الاقتصادية تدفعهم للخروج بحثا عن مال يوفر لهم أبسط متطلبات الحياة، وبين المخاوف والمعايش يقفون في المنتصف وقد حار بهم الدليل.

خروج اجباري

لمعرفة أسباب ودوافع خروج الكثيرون إلى العمل غير مهتمين بفيروس كورونا، يبتدر محمد سائق كريز الحديث قائلًا أنه لا يستطيع أن يلتزم بالبقاء في المنزل دون الخروج لجلب لقمة العيش وأوضح أنه على أتم الاستعداد بالبقاء في المنزل في حالة توفير الخبز ومستلزمات اليوم، وتوقع  محمد دخول البلاد في أزمة اقتصادية قاسية إضافة للأزمة التي تمر بها في حالة إصدار قرار بالحظر الشامل  وذلك لأن السودان من الدول  المنهارة اقتصاديًا  ولا توجد عمالة ولا بنية تحتية ، وأوضح أن الشعب السوداني غير ملم بخطورة الوباء وذلك لاعتقاده أن الكورونا غير موجوده في السودان والحالات المصابة جميعها عادت من دولة انتشر فيها المرض.

مخاوف

سبا حسين موظفة قالت أنها تواجه وباء كورونا بإتباع الإرشادات مثل غسل الأيادي واستخدام المعقمات ولبس الكمامات وعدم المخالطة وتجنب الأماكن المزدحمة ، وأوضحت أن الحظر لم يأثر على دخلها المادي وذلك لأنها لم تتوقف عن العمل ، وقطعت سبأ بتأثر معظم المواطنين  ماديًا بسبب الحظر واستدلت بأصحاب الحِرف وسائقي الركشات وعمال المطاعم و المحلات الإلكترونية التي كانت تعمل لساعات متأخرة من الليل ، وقالت أن الوضع المادي لا يحتاج لكورونا ليتأثر فالمواطن السوداني متأثر قبل وجود الوباء واستدلت بصفوف الخبز والبنزين وانعدام المواصلات ، وأوضحت أن الشعب السوداني لا يهتم بالوباء والإرشادات وارجعت ذلك لسببين الأول: أن البعض لا يعي خطورة المرض جيدًا ، و الثاني: أنهم يعرفون خطورة المرض ولكن لا يستطيعون الالتزام بالحجر المنزلي لأن أغلب الناس يعملون في حِرف خاصة توفر لهم رزق يومهم وليس بإمكانهم البقاء في المنزل إلا في حالة توفير مستلزمات اليوم من الأكل والشرب وغيرها من المتطلبات اليومية .

طبيعة العمل تفرض الخروج

عثمان موسى أكد أنه لا يستطيع البقاء في المنزل  لأن طبيعة عمله تحتم عليه ذلك ، وقال إن الشعب السوداني لن يلتزم بالبقاء في المنزل ولا حتى تطبيق الإرشادات لأن طبيعة عملهم تفرض عليهم ذلك وقال أن لا أحد يستطيع أن يرى أطفاله أمامه يموتون جوعًا ولا يخرج ليجلب لهم لقمة العيش وأضاف : (اذا كده ميت من كورونا وكده ميت من الجوع أفضل كورونا).

ارشادات

 أما حاجة فاطمة (بائعة شاي )  قالت انها تعي جيدًا خطورة المرض لذلك تتبع الإرشادات في بيتها وفي عملها وذلك بتعقيم أواني العمل وغسل الأيدي ، وأكدت أنها تحث أبنائها بعدم الخروج من المنزل واللعب خارجه ، موضحة أنها تستيقظ عند الساعة الخامسة صباحًا لتلحق بالفرن قبل أن تأتي الصفوف ثم تذهب لعملها .

قناعات

 وفي ذات السياق قال محمد عثمان فني نقاشة أن الكورونا غير موجودة في السودان وأن الوباء مجرد لعبة سياسية بين الدول الكبرى،  وأوضح أنه لا يأخذ أي احتياطات للوباء بل يمارس عمله بصورة طبيعية .

شفافية

أما ناهد مساعد صيدلي في صيدلية الياسمين مقابل مستشفى جبرة الذي هيأته وزارة الصحة للحجر الصحي أوضحت أن السودانيين يتعاملون مع المرض بكل شفافية ، وأفادت أن الحجر الصحي أثر ماديا على دخل الصيدليات  لأنه يعتمد على العمل المسائي أكثر من النهار، وأكدت أن هناك زيادة في أسعار الكمامات والمعقمات إذا كانت تباع الكمامتين بخمسة جنيهات وبعد ازمة كورونا أصبحت الكمامة تباع بـ 40 جنيه أما صندوق الكمامة من25جنيه أصبح بـ2000 جنيه وفي بعض الأحيان يصل الى 3000 جنيه ، أما المعقم من 50 جنيه أصبح بـ170جنيه  وبررت تلك الزيادات  بجشع ما أسمَتهُم تجّار الأزمات  واستغلالهم للأوضاع ، وقالت أنها قابلت حالة اشتباه في منطقة الكلاكلة  حيث أتى الى الصيدلية يعاني من الأعراض المتعارف عليها لمرض كورونا وقد كانت الحالة مخالطة لشخص مصاب قادم من الأمارات وبدورها قدمت  له الإرشادات التي يجب أن يلتزم بها ثم أرسلته ليحجر نفسه في المنزل حتى تأتي وزارة الصحة وتستلمه، وأوضحت أنه بعد ظهور الحالة الرابعة والسادسة أصبح المواطن السوداني اكثر حذرًا من ذي قبل .

تأثير سالب

يحيى قسم السيد صاحب كافتيريا في جبرة ابتدر حديثه قائلا أن الحجر الصحي أثر عليه ماديا  كثيرا  على دخله اليومي حيث أنه كانت عدد ساعات عمله من السادسة صباحا حتى الثانية عشر وبعد قرار الحظر قلت ساعات عمله وأفاد أنه لابد من الالتزام بالحجر الصحي نسبة لخطورة المرض وسرعة انتشاره، والتزام المواطن بقرارات وزارة الصحة أمر مهم ويجب على السودانيين إتباعه للحد من انتشار المرض وأضاف على  الناس اخذ الحيطة والحذر ومن ثم الإيمان بالله.

قاتل

وحذر محمد سراج مهندس  المواطنين من خطورة الوباء القاتل  وأوصاهم بالوقاية والحذر والبقاء أكثر في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة الملحة مع أخذ الحيطة عند الخروج عن طريق لبس الكمامة و عدم المصافحة وعدم الذهاب الي الأماكن المزدحمة ومحاولة عدم لمس العين والأنف باليد بقدر الإمكان، موضحًا أن بعض المواطنين يتصفون  باللامبالاة ومحدودية الفهم وعدم استشعار خطورة الوباء وهذا بدوره قد يسبب كارثة للسودان، وقال أنه من الصعب أن يلتزم الكل بالحجر المنزلي لأن ظروف البلد لا تسمح بذلك حيث لا يوجد مخزون استراتيجي من المواد التموينية والعلاج .

اعتقاد

 وقال ميرغني عبد المجيد مهندس إلكتروني أن بعض السودانيون يعتقدون أن  درجة حرارة السودان تقضي على الوباء إذ لا تعيش كورونا  في درجة حرارة أكثر من25درجة ، وأبدى اسفه لزيادة اسعار الكمامات الغير مبررة إذ بلغ سعر الكمامة 225 جنيه وهذا بدوره أثر عليه ماديًا وعلى أسرته في المقام الأول.

حجر

فاطمة النعيم طبيبة بمستشفى فضيل أوضحت أن الحالات المشتبه فيها يتم حجرها في أماكن توفرها الوزارة وذلك يتم  بأشراف وزارة الصحة التي ترسل فريق عمل  كامل من قبلها يستلم المريض ويوصله إلى مكان العزل المحدد وأكدت أن جميع الحالات أتت من الخارج وأضافت: بالنسبة للمخالطين الآن في الحجر منتظرين ظهور الأعراض أو إكمال فترة الحضانة .

وقالت إن وزارة الصحة تعاني من ضعف الإمكانيات وليس بمقدورها  أن تحد من الوباء لذلك لابد من أخذ الحيطة والحذر من المواطنين.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...