مسارات تاريخية

بواسطة مازن عبد الرحمن
346 مشاهدات

مازن عبد الرحمن

إنّ التاريخ الحقيقي لأي شعب من الشعوب لا يمكن أن يعبر عن الحقيقة التاريخية لهذا الشعب إلا إذا دوّنه أبناء الشعب أنفسهم. ولو أخذنا السودان مثلاً لوجدنا أنه حتى عهدٍ قريب كان الأجانب، والمستشرقين، والرحالة وحدهم يتولون مهمة كتابة التاريخ السوداني ، وقد سجلوا هذا التاريخ حسب رؤيتهم المجردة ؛ لذا جاء رصدهم لهذا التاريخ متحيزاً خالياً من عنصر الصدق و الإنتماء.

لكن مؤخراً بدأت حركة إعادة كتابة التاريخ السوداني بأيدٍ سودانية، وقد كانت هذه الحركة ضرورية لدعم الهوية التاريخية.

وقد نشطت حركة البحث والتأليف في تاريخ السودان عن طريق الإستفادة مما حفظ في دار الوثائق المركزية من معلومات وقد شملت الدراسات :

 دراسة الشخصيات القيادية التاريخية المؤثرة في السودان ، دراسة تاريخية لمختلف الأقاليم السودانية كدارفور و جنوب وشرق  السودان.

وقد شكلت أيضاً الوثائق والمخطوطات مصادر أساسية للتاريخ، حيث كانت هناك عدة دراسات على أسس علمية وموضوعية وبرؤية جديدة بعيدة عن النظرة الأجنبية المتحيزة منها مؤلفات الأستاذ مكي شبيكة الرائدة، أهمها كتاب (السودان في قرن ) و(تاريخ ملوك السودان ) والأستاذ مكي له أسلوب علمي شيق في كتابته.

و لا ننسى تجربة أبوالقاسم حاج حمد في سفره (السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل).

كذلك نشرت دار جامعة الخرطوم  للنشر كتاب (الثورة المهدية ) وهذا كتاب على ثلاثة أجزاء و يشمل فترة المهدية والحكم الثنائي.

ويشترك معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية بجهد كبير في جمع المعلومات المختلفة عن تاريخ السودان عن طريق تسجيل الروايات الشفوية المختلفة على أشرطة التسجيل كذلك جمع الأحاجي والقصص الشعبية المختلفة وتاريخ الزعماء الدينيين والمتصوفين والأدباء.

وبهذا الأسلوب تكون المادة التاريخية متاحة حتى ينظر الى هذا التاريخ من زوايا عديدة و رسم قاعدة صور لها وبهذا يكون التاريخ السوداني قد استطاع أن يفلت من التزوير  و الإنحصار داخل النظرة الضيقة التي كتب من خلالها بعض المؤرخين الأجانب.

ونتمنى أن تدعم الدولة منتجي الافلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية التي تهتم بالجانب التسجيلي للتاريخ.

وندعو الله أن يوفق مؤرخي السودان في الوصول إلى كتابة التاريخ الحقيقي لشعب السودان بنظرة جديدة تتحاشى السخط والرضا حتى يتاح للقراء رؤية التاريخ الحقيقي لبلاد السودان.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...