معبد الإله أمون-النقعة

بواسطة ابرار نصر احمد
234 مشاهدات

أبرار نصر أحمد

أعزائي. مازالت جولتنا مستمرة في ولاية نهر النيل منطقة النقعة، عند ملتقى وادي العوتيب الرئيسي القادم من منطقة البطانة بالأودية المتجهة لنهر النيل، هذه المنطقة الأثرية المهمه في السودان. نقف قليلاً لنتحدث عن المباني الأثرية وأهمها في تلك البقعة(معبد الإله أمون) وهو أحد الآلهه الرئيسيين في الميثولوجيا المصرية القديمة. وكان إله الشمس

والريح والخصوبة، أسمه كان يكتب (أمن) ومن الممكن كان ينطق(أمِن) مع إطالة الكسر إلي الفتح لأن الكتابة المصرية القديمة (الهيروغلفية) كانت تستعمل الحروف الساكنة. كان يرمز له (بالكبش).

انتشرت معابد للإله أمون في عدة مناطق مختلفة؛ منها هذا المعبد العريق بالنقعة الذي شيد في عهد الملك النوبي (نتكاماني) بطول 100متر من الحجر الرملي ومخارجه تطل للاتجاهين الشرقي والغربي، جرى تصميمه على الطراز المصري وبه العديد من التماثيل للملك نفسه، مع ساحة خارجية وطريقة وضع الكباش تشبه معبد أمون في جبل البركل والكرنك، المدخل الرئيسي يقود إلي صالة ذات أعمدة تحتوي داخلها على محراب ومقصورة وعلى البوابة الرئيسية والحوائط نجد منحونات تساعد المبنى على تحمل الضغط والوزن.

قام فريق ألماني_بولندي في العام 1999م بإجراء استكشاف للمعبد والمقصورة الداخلية، تم العثور على أسماء الملك (نتكاماني) وزوجته الملكة (أماني تيري) وأسماء النحاتين وصناع التماثيل في المحراب. كما كشف الفريق عن مذبح فريد من نوعه لا يعد له مثيل في السودان ومصر في ذلك الوقت موجود داخل المعبد. كما عثر على التمثال الخامس للملك (نتكاماني) داخل أحد الغرف ومسلة تذكارية تعتبر من أجمل نمازج الفن المروي التي عثر عليها للملكة (أماني شكتو) أم الملك (نتكاماني) وتظهر على واجهة المسلة الملكة وهي تتلقى المساعدة من الألهه خصوصاً الإله أباداماك المحارب بوجه الأسد، والجوانب الأخرى من المسلة كتب عليها بالغة المروية هذه اللغة التي مازالت غامضة يعمل المختصين على فك طلاسمها.

وعثر على معبد أخر لأمون من خلال التنقيبات التي بدأت في العام 2004م في النقعة. وتمت تسميته (أمون 200) واثبتت الدراسات أنه تم تشيده بواسطة الملكة النوبية ( أماني كيراكرم) يعود تاريخه للقرن الثاني أو الثالث الميلادي، وهو متطابق على نحو واضح بمعبد أمون في النقعة. عثر فيه على العديد من المقتنيات التي تناقض السرد التاريخي الحالي للحضارة النوبية وتزيد من غموض التسلسل الزمني لها.

أجريت العديد من الدراسات في تلك المنطقة ومازالت مستمرة حتى الأن، كما هنالك فريق ترميم يعمل على مدى عقد من الزمان؛ علماء مختصين يبذلون كل جهودهم لإبراز تاريخ واضح ودقيق.

لدينا م هو أجمل في السودان من المباني الأثرية الشاخصة والمناطق التاريخية المهمة التي تحمل في طياتها أروع القصص لحضارات كانت و مازالت عبق جمالها يعم مناحي العقول والقلوب.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...