مملكة ودّاي

بواسطة محسن عبيد علي احمد
نشر اخر تحديث 918 مشاهدات

قامت ودّاي -و التي يعرفها سكان دارفور باسم بورغو أيضًا – على أنقاض مملكة التنجر ، نحو عام 1501 للميلاد. ادعى المهاجرون العرب في المنطقة التي عُرفت لاحقًا باسم وادي أنهم من نسل الخلفاء العباسيين، وتحديدًا من نسل صالح بن عبد الله بن عباس. استقر يامي -وهو قائد عباسي- مع المهاجرين العرب في دبا، بالقرب من أوارا (وارا) والتي أصبحت عاصمة إمبراطورية وادي لاحقًا.

احتشدت جماعة مابا و مجموعات صغيرة أخرى في المنطقة تحت الراية الإسلامية لعبد الكريم العباسي المنحدر من أسرة عباسية نبيلة في عام 1635، و بدؤوا بغزو المنطقة الشرقية، و أطاحوا بشعب التنجر الحاكم الذي قاده ملك يدعى داؤود آنذاك. أمّن عبد الكريم -ابن يامي العباسي- سلطته وعزز من مركزه من خلال الزواج من ميرام آيسا ابنة ملك التنجر داود، ثم عقد مواثيق زواج أخرى مع السلالات والقبائل المحلية، مثل قبائل المحاميد وبني هلبا. أصبح عبد الكريم أول كولاك (سلطان) لسلالة استمرت حتى وصول الفرنسيين.

تميز تاريخ وادي بالحروب مع سلطنة دارفور لفترة طويلة من القرن الثامن عشر، وعانت البلاد من جفاف رهيب استمر لعدة سنوات تحت حكم يعقوب العروس بين عامي 1681 و1707 -حفيد عبد الكريم- في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي.

نشأة مملكة ودّاي الحديثة على أنقاض مملكة التنجر الوثنية في عهد ملكهم داؤود المربين آخر ملك التنجر. و عندما نرى أن التنجر ليسوا بالوثنيين بل كانوا قليلي التمسك بالدين الإسلامي الحنيف، و ذلك لان أصل التنجر ينتمي إلى بني هلال الذين غزوا مراكش في القرن الحادي عشر الميلادي وعادوا بعد ذلك إلى تونس حين استقروا بها.

وفي عهد السلطان داوود المرين جاء الشيخ جامع من جهة غرب السودان ، فقام بدعوة الناس إلى الإسلام وساعده في ذلك زواجه من قبيلة المبا. فقد تزوج جامع من الوداويات وأنجبت له الوداوية ابنا سماه عبدالكريم وتزوج عبدالكريم بنت ملك التنجر داوود المرين وبذلك قلده الملك عدة مناصب قيادية هامة في المملكة، لكن سرعان ما نشب خلافا بينه وبين الملك لأسباب دينية وسياسية مما أدى ذلك إلى التجأ عبدالكريم والالتفاف حول أهل والدته الوداوية، الذين قاموا بالوقوف معه وتعظيمه والعطف عليه فوجد تأييدا كاملا من قبائل المبا حول أفكاره واتجاهاته بالإضافة إلى القبائل العربية والقبائل الأخرى المضطهدة من قبل الملك داوود المرين. وبذلك العون والوقوف من قبيلة المبا والقبائل الأخرى معه استطاع أن يستولى على عرش المملكة ويطرد ملكها وملاحقته حتى موته في منطقة فتري ، ومن ثم واصلت أسرة الملك المرحوم سيرها حتى منطقة ماندو.

بعد ذلك استطاع عبدالكريم أن يؤسس مملكته الكبرى المترامية الأطراف في عام 1615م. وتعاقب على عرش المملكة التي أسسها عبد الكريم عشرون ملكا حتى سقوطها على يد المحتلين الغاصبين لأراضي الغير (الفرنسيين) في 1909م، وكان آخر ملك وقت ذلك هو السلطان أصيل بن العقيد المحمود بن السلطان شريف .

اتخذت مملكة ودّاي سابقا كدمة عاصمة لها ثم حولت إلى وارة. ومنها إلى مدينة أبشة 1856 في عهد السلطان محمد شريف 1835-1858. فقد كانت مملكة ودّاي ضمن إحدى الولايات الأربعة لمملكة كانم وهي الولاية الشرقية لها، وبمرور الزمن تمكنت من الانفصال والتخلي عنها وأصبحت ذات سيادة ونفوذ فاقت بها مملكة كانم، بل استطاعت أن تسيطر على جزء من أراضيها في عهد السلطان جودة

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...