الرئيسية الأعمدة نعاني ازمة نخب وزعامات

نعاني ازمة نخب وزعامات

بواسطة Mahdi Abdelrhman
364 مشاهدات

في كل مجتمع تنشأ فيه نخب مختلفة .. وأبرزها النخب السياسية والدينية .. وهذا امر طبيعي لأنهم الأكثر حبًا للظهور والثرثرة.

وقد نجد ضمن تلك النخب منتفعين .. انتهازيين .. متسلقين متملقين منافقين .. تجار  .. الخونجد أيضا مخلصين يكرسون كل جهدهم حتى على حساب انفسهم من اجل قضايا شعبهم ومجتمعهم.

القيادة ليست تشريفا وليست وجاهة اجتماعية .. هذا ما يقلق خاصة وبالتحديد عندما اراجع شكل النخب الذين تورطنا بهم في بلادنا لمختلف انشطتهم .. هناك من يدمج بين النشاط الجاد والاغترار .. ما يثير الامتعاض ان بعضهم اصبح ضمن النخبة .. بطرق لا تتعلق بقدراته او كفائته .. بل لقدرته على ان يكون بعشرة وجوه .. غير انه يريد من الجميع المديح لعبقريته ولأنه وحيد عصره .. من هنا تتعمق أزمة القيادة والقطيعيه مع الجماهير.

النتيجة .. يوجد من يسير بمقدمة الصف .. لكن لا يوجد من يسير خلفه الا منتفعين وأسرى الأوهام واصحاب المطامع الشخصية !!

بروليتاريا

ما اكثر العباقرة من النخب السياسية الذين لم ينجزوا غير ارباحهم المادية

مثلا كوادر العاملين الحزبيين .. يحسبون ضمن خط الفقر ( يمكن تسميتهم بالبروليتاريا ) .. أما الزعيم السياسي مهما تميز بالغباء والتصرفات الهوجاء .. فهو ضمن اغنياء الحزب .. بتجاهل كامل لواقع الفقر والإملاق الذي تعاني منه البروليتاريا الحزبية ( رفاقه بالنضال ).

نجد مثلا ان الزعيم الحكومي يحصل علي مرتب رفيع الرقم شهريا عدا الخدمات الهامة والكثيرة التي تدفع له بحكم منصبه.

أما الموظف الذي يقوم بالعمل الأسود .. يحصل بصعوبة على مرتب الحد الأدنى او أكثر قليلا مما يجعله يلجأ الي الرشاوي .. طبعا كلنا نعلم هذا السياسه التي شاهدناها لعدة سنوات ولنا تجربة مؤلمة معها .. وتأثيرها السلبي قائم حتي اليوم .. ما أعرفه تمام المعرفة انه يوجد تقص بكوادر الموظفين .. وتظل الحجه ان الوضع الاقتصادي هو السبب؟حجة مضحكة !!  

يمكن توظيف كوادر اخرى للعمل الجماعي اذا تنازل الزعماء عن 25% فقط من دخلهم بصفتهم ممثلين للشعب الذي انتدبهم وزعمهم !!

مثلا ممثلي الحزب الشيوعي الفرنسي في البرلمان الفرنسي يدفعون 50% من معاشهم ومن تعويضات عملهم البرلماني للوطن .. الوطن كلفهم بدور سياسي ولم ينصبهم وجهاء وفراعنة ليغتنوا على حساب الشعب !!

لكننا لسنا فرنسيين .. السؤال : متى تنتفض البروليتاريا الحزبية في بلادنا؟!؟ أيضا تنفيذا لتعاليم ماركس نفسه عنالصراع الطبقي بين البروليتاريا (فقراء الحزب) والبرجوازية اغنياء الحزب .. ربما تكون انتفاضتهم تمريناللثورة الاجتماعية التي تنبأ بها ماركس في ماديته التاريخية.

هل تصرفات من يدعون انهم على نهجه هي سبب فشل نظريته؟ .. علما ان معظم الاحزاب تتبنا نظريته في الخفاء علما منهم او دون علم !!

عملية انفصال الإنسان عن عالم الحيوان استغرقت مليون سنة على الأقل .. كذلك الاف السنين استغرق تحول الانسان إلى كيفية جديدة تتميز بالوعي في جذورها .. بإنشاء مجتمعات بشرية .. العمل المشترك .. الدفاع المشترك .. تطويرالزراعة ونشوء اللغة .. الخوصولا إلى الحضارات والحداثة التي نعيش تفاصيلها اليوم .. هل توقف التطور؟ إطلاقا لاكل يوم نواجه إبداعا جديدا .. فتحا جديدا .. وهذا يشكل إضافات تطوريه جديدة.

لكن الإنسان يبقى من الناحية الكيفية نفسه كما كان قبل مليون سنة من حيث مبناه البيولوجي .. فقط وعيه وفكره يتغيران !!

ولكن نحن في هذا الوطن رغم هذا التطور الزمني تظل المظاهر والماديات هي التي تصنع النخب وتجعلهم زعماء .. فبأي عصر نحن ؟!!

لقد انعكس ذلك سلبًا على نوعية القيادات في المجالات المختلفة وبدأنا نلاحظ أناسا في مواقع النخبة السياسية دون خبرة سياسية أو حتى في العمل العام والإدارة العامة.

ايضاً التغير الديموغرافي وضعف الأحزاب السياسية وتراجع الإدارة العامة كلها ساهمت بتراجع القدرة على إنتاج وإعداد النخبة.

مما ساهمت هذه الظاهرة بضعف القدرة والمساهمة في تجديد المجتمع والتصدي للتحديات التي يواجهها .. وكذلك تراجع القدرة على الاستيعاب في وضع الحلول المناسبه للعقبات التي نمر بها !!

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...