Grave of the fireflies

بواسطة فراس ازهري
نشر اخر تحديث 301 مشاهدات

قبر اليراعات

لا يمكن استيعاب مدى هول الحرب الا اذا نظرنا اليها باعين الاطفال , فقط تلك الاعين البريئة يمكن ان ترينا ما قد تخلفه من مآسي لا تفارقنا مدى الحياة و جروح لا تلتئم , دائما ما نشاهد افلام الحرب من وجهة نظر الطرف الرابح , يستعرض فيه بكل تبجح انتصاره مرفوقا باحتفالات و تهاليل , و لكن ماذا لو نظرنا الى الصورة الكاملة , ماذا لو رجعنا الى الخلف قليلا و راينا ما قد خلفته تلك الحرب على الجانب الاخر . هل من الممكن ان ينظر الطرف المنتصر لكل من تشرد و تيتم و ان يقول بان قراره كان صوابا ؟….. .

تتحول وجهة نظرنا بهذا العمل الا ذلك الجانب الخاسر , الذي لم يكن له فرصة للفوز من البداية و ما خلفته تلك الحرب من دموع و دماء …….

القصة :-

يحكي الفيلم عن معاناة الاخوين “سييتا” و هو مراهق يسعى بكل جهد ان ينضم للصفوف الامامية من الجيش و حماية وطنه , وشقيقته و “سيتسوكو” فتاة من الرابعة من عمرها لا تفقه شيى مما حدث الا و ان ابويها لم يعودا موجودين . نذهب في رحلة هدفها النجاة من تبعات الحرب العالمية الثانية في موطنهم “كووبي” احدى مدن اليابان .

الجوانب الفنية :-

يستعرض لنا هذا العمل طبيعة النفس البشرية و هي تسعى للنجاة بكل ما تملك من ارادة . العنصر الاساسي لهذا العمل هو “النجاه” , لم يتعمق بجانب بناء الشخصيات و لمن يتطرق لعرض نيران ساحات الحرب بل جعل حيوات الناجين اليومية هي اساس الحبكة و من معاناة و لحظات فرح بطلينا ركيزة متينة يقف عليها الفيلم . الاخوين و في طريقهم للبحث عن ملجا يمرون بمشاهد كثيرة تشمئز لها الابدان من جثث محترقة لمشاهد نهب و قتل في سبيل التحصل على لقمة عيش .

حرص المخرج على ان يحفر باذهاننا فعائل الحروب , معطيا صورة واضحة تبدا بالدمار و تنتهي باعادة البناء و نهضة اليايان , لم يجعل من بطليه ملائكة فان ساييتا دائما ما يفعل المستحيل للحرص على حياة شقيقته حتى و ان تطلب منه ذلك السرقة .

نظر المخرج  “ايساو تاكاهاتا” للمجتمع الياباني بصورة محايدة من دون ان يبهرجه و يلمعه و حرص على ان يتم تحريك كل اطار بصورة واقعية في كلا من اللقطات الثابتة و تحركات الشخصيات مما اعطى بعد عميق للاحداث لان كافة المشاهد البشعة تكون مرسومة بدقة عالية تتطلب ذلك جهدا مضني و لكن كل شيئ ممكن مع استوديو غيبلي المخضرم الذي يعد من ابرز مراكز انتاج الانمي ذي الجودة العالية .

تطغي الاوركسترا الكلاسيكية على معظم مشاهد الفيلم خصوصا تلك التي توضح معاناة الافراد و تنعدم الموسيقى كليا لحظة اسقاط الطائرات الامريكية للقنابل .

يعد يهذا الفيلم ايقونة في عالم السينما بحيث تحصل على نقد جيد من كافة النقاد العالميين , و كسب عدد من الجوائز العالمية و يحتل مكانا عريقة كاحد افضل الافلام التي تحث على وقف الحروب .

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...