الرئيسية السينماالسينما العالمية One flew over the cuckoo’s nest (1975)

One flew over the cuckoo’s nest (1975)

بواسطة أكرم عبد القادر
450 مشاهدات

” أحدهم طار فوق عش الوقواق”

بطولة : الأسطورة جاك نيكلسون ، بدور راندل مكميرفي.
ﻟﻮﻳﺰ ﻓﻠﻴﺘﺸﺮ، ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﺭﺍﺗﺸﻴﺪ

إخراج : ميلوش فورمان

التصنيف : دراما+كوميديا

مأخوذة من رواية كين كيسي

——————————————

ضربة البداية :

إذا لم تشاهد الفيلم من قبل أود أن أطرح عليك بعض الأسئلة …

ما هو أول ما يتبادر في ذهنك عند قراءتك للعنوان ” أحدهم طار فوق عش الوقواق”؟ …خذ وقتك في الإجابة …

حسنا …
هل أخذت إنطباعا أو لمحة عن القصة؟!

لا أظن ذلك ..الصورة ضبابية
الآن دعك من القصة ، ما المقصود بالوقواق؟!
سأفترض لكم إجابتين … بلاد الوقواق التي لاتعلم عنها شَيْئاً سوى أنها مضرب مثل للمسافات البعيدة ..وأن بطل القصة سيسافر إلى تلك البلاد وستدور الأحداث هناك..

أو هو طائر الوقواق صاحب المنقار الطويل الذي ايضا معرفتك به وعن عشه محدودة .
شكرا لإجتهادك ولكن لا علاقة للتفسيرين بأحداث الفلم …للأسف لن ترى بلاد الوقواق . . وإنما سترى ما هو أبعد من ذلك
العنوان عميق جدا !! عبارة عن استعارة …لن تفهم المعنى المراد ايصاله مالم تنتهي من مشاهدة آخر مشهد من الفيلم . تحديدا أعني آخر لحظة !!
وهنا يكمن جمال الإسم الذي أرى أنه يستحق جائزة أوسكار مبدئيا قبل الغوص في تفاصيل الفيلم …الإسم مثير للإهتمام والفضول عن ماهيته وهو ثاني أكبر دافع شجعني لمشاهدة هذا العمل ” بعد علمي أن بطله جاك نيكلسون” ..وبالتأكيد لم تخذلني تطلعاتي فكان واحدا من أجمل ما شاهدت
إذا كان هنالك عمل سينمائي يفترض على الجميع مشاهدته فهو الوقواق بالتأكيد …هنالك أفلام، وهنالك طار فوق عش الوقواق … فهنيئا لمن سيعيش تجربة مشاهدته لأول مرة.

—————————————-

القصة :

ِِيعرض الفيلم المعاملة القاسية والكابحة لأبسط حقوق المرضى في مستشفى الأمراض العقلية ، يجسد هذا الظلم الممرضة العبوسة راتشيد…وعن ” مكميرفي” الذي يحاول بكل يأس التغيير في هذا النظام ، وتكسير الروتين الرتيب حيث يتم معاملة المرضى وكأنهم دمى خاضعة …

يبدأ الفيلم باستضافة مريض عقلي جديد يدعى ماكميرفي وهو بطل هذه القصة … كان في السجن بتهمة اغتصاب فتاة قاصر …وهو شخصية متلاعبة ومشاكسة وخطر في بعض الأحيان ….تصرفاته غير مسؤولة حيث يعتبرونه في السجن أنه مجنون وغير مؤهل للبقاء في السجن لذلك تمت إحالته لمستشفى المجانين لدراسة سلوكه وتحديد ما إذا كان مجنونا يستحق تواجده في المصحة أم من الأفضل إعادته للسجن.

ماكميرفي هل هو مجنون أم عبقري؟
يقال أن هنالك خط رفيع يفصل بين العبقرية والجنون …بالطبع هو ليس بمجنون إطلاقا ..إنما كل مشاكساته مفادها إقناع العاملين في المصحة بجنونه وأحقيته بالمكوث في المشتشفى بدلا عن السجن …ومن هنا فإن الهروب سيكون أسهل بالتأكيد ..

——————————————-

المرضى :

هم فاكهة الفيلم ..ستضحك كثيرا في حواراتهم وتعاملهم مع بعضهم البعض …سيستميلون قلبك وتعاطفك … كل منهم لديه مشكلة عقلية مختلفة . سأتحدث عن بعضهم باختصار ثم سأفصل عن مكميرفي محاولة لإيفائه قليلا من حقه

– بيلي :

شاب في مقتبل العمر يتلعثم ويجد صعوبة بالغة في الكلام ولديه ضعف كبير ف الشخصية.

– مارتيني :

يكون مبتسما على مدار الاسبوع 24 ساعه ..مبتسم في نومه وعند إيقاظه ..حتى عند سعاله

– تشيزويك :

مريض بعقل طفل صغير حساس… سريع البكاء والتذمر بطريقة مضحكة
” but i only wanna ..but i only wanna help you “

– الزعيم ” the chief ” :

وهو هندي عملاق أصم كما يوحى إليك، جامد كالصخر ..مصاب بعقدة نفسية من حجمه لدرجة الخوف من مواجهة العالم الخارجي وتفضيله المكوث في المصحة .

وغيرهم الكثير من المرضى في حالة يرثى لها .

________

ماكميرفي العظيم :

نيلسون مانديلا ..المهاتما غاندي.. جيفارا …مارتن لوثر كينغ …وأخيرا راندل مكميرفي !!

نعم ، مكميرفي ، الثائر في وجه الديكتاتوريه ، حتى لو كان في مستشفى للمجانين !!
ونستون السينما الامريكيه ، الغير خاضع لسلطات و قوانين المستشفى القامعه ، المطالب بأبسط حقوقهم ، كمشاهدة مباراة بيسبول ، يالبساطة هذا الحق ، و يا لسخط الممرضه عند سماعه !! … استعان بالديموقراطية في ارض الديكتاتورية ، طالب بالتصويت لمشاهدة المباراة ف كسب معركة التصويت ب صوت واحد ، و لكن .. ليس بتلك السهوله تستطيع انتزاع حقوقك في مؤسسة لا تأبه لرأيك وترى رأيها وكأنه كتاب منزل من السماء !!
الحقوق لا تؤخذ ، بل تنتزع “حقك تحرسو ولا بجيك ..حقك تلاوي و تقلعو” ..

القائد ، الاسطورة ، الثائر ، المختار ، لا تكفي مجرد كلمات لتصف عظمة هذا الشخص ، اقامة بسيطه في مستشفى للمجانين اقتلع فيها ما يتمنون من براثن الظلم و القمع .. إضافة لذلك كان له دور كبير في تغيير نظرة المرضى الدونية لنفسهم ..واستطاع تحويل نقاط ضعفهم لنقاط قوة بأسلوبه … قام بما عجزت عنه الممرضة وطاقم المشفى.

يقول جيفارا 《 ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺑﻞ ﻟﻠﻘﺪﻭﺓ ﻓﺎﻟﺤﻤﻘﻰ ﻻ ﻳﻜﻔﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ . . .

القائد الحقيقي هو الذي يعلم ما يدور في نفوس من يريد خلاصهم ، هذه النفوس ظاهرها راضية كل الرضا ، و لكن هذا الرضا نبت في ارض الجبن و الخوف ، هم “راضون” بالواقع “رغما عنهم” !! ، تناقض بشع في نفس الانسان ، يجب انتزاع هذا التناقض ، هذه مهمة القائد مكميرفي …
—————————–
بعد تأكده من ايصال رسالته ، حان وقت هروبه …ومغادرة هذا المكان …ما الذي سيحدث؟! ..لن أتحدث عن ذلك .. سأتحدث عن مشهد عالق في ذهني.. ( لا يحوي حرق) …ذلك المشهد الصامت ..عبارة عن تعابير وجه مكميرفي فقط التي تلخص كل ما قام به في هذه المصحة …
تسلط الكاميرا على وجهه وتقترب شيئا فشيئا لمدة أكثر من دقيقة.. وهو في حالة شرود ذهن،، سارح في خياله والابتسامة لا تفارق وجهه تعابير توشك على النطق!! .. أصوات رأسه أكاد أسمعها !! وكأنه يقول” يالهم من مجانين ..أنا فخور بهم… جهدي في محاولة ايصال رسالتي لم يذهب هباء منثورا.. استطاعوا التغلب على مخاوفهم وتعلم أشياء من مبادئي … ههههه من كان يصدق أن بيلي بإمكانه اللهو مع الفتيات… كان جميلا التسكع معكم يا أصدقائي ..
ثم تخفت ابتسامته قليلا وكأنه يقول سأشتاق لكم جميعا أيها الملاعين المخبولين ..لقد أحببتكم !!
ثم ينظر في اتجاه آخر باستغراب وكأنه يقول :
حسنا ماذا سيفعلون من غيري؟ كيف سيكون مصيرهم مع هذه الممرضة الدكتاتورية ؟
ثم ينتهي المشهد باستسلامه للنعاس !!

———————————————

نقاط عشوائية على السريع :

– لابد من مصالحة ذاتك
وتقبل سلبياتك كما هي ..إن لم تستطع تقبلها أنت فلا تتوقع من المجتمع تقبلها ..

– يجب ان تعلم انه لا يوجد شخص perfect … الكمال لله وحده .. ستجد نفسك سيء في عدة اشياء ولكنك جيد في أمر آخر تتفوق فيه على غيرك بشكل ملحوظ

– نجد أن الممرضة في المصحة تلبس الزي الرسمي الأبيض حيث تظهر بثوب الملائكة للمرضى …إلا أنها عند خروجها تظهر على حقيقتها السوداوية وترتدي الثوب الأسود … ربما تكون مجرد صدفة لكن أعتقد أن المخرج أراد لفت إنتباهنا لهذه النقطة .

– كل الشخصيات كانت ممتازة …كل الممثلين قد تم اختيارهم بعناية …كل عبارة قيلت في هذا الفيلم لا يمكن الإستغناء عنها.

– الساوند تراك كان ملائم مع المشاهد خصوصا الموسيقى الملائكية الهادئة في البداية عند تناول المرضى لأدويتهم التي توحي بالسلام الداخلي للمجانين …وأيضا موسيقى المشهد الأخير الغريبة نوعا ما .

– الممرضة بتسلطها وجبروتها تذكرني بشخصية دكتاتورية سودانية كلكم تعلمونها . . المرضى المغلوب على أمرهم وكأنهم الشعب السوداني الذي كان خاضع وعاجز للسلطة . . مكميرفي بقبعته وبشخصيته القيادية يذكرني بجيفارا إلى أن يوصل فكرته الراسخه إلى شعبه المتمثلة في المجانين

– ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻺﻧﻔﻼﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ . ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ الأهم هي ﺃنك ﺣﺮ ﻣﺎﻟﻢ ﺗﻀﺮ .

– استعان المخرج بثلاث مرضى عقليين فعليا في التمثيل ليظهر الفلم بصورة واقعية …كل طاقم تمثيل المجانين جسدو أدوارهم وكأنهم لم ينعمو بنعمة العقل في يوم ما …لذلك صدقا لا أعلم من هم الثلاث مجانين في الفيلم.

– الآن وبعد إكمال قراءتك يمكنني العودة لأول نقطة في البداية … المقصود باسم الفلم
أحدهم طار فوق عش المجانين …ولكن ما زالت تنقصك المشاهدة لتكتمل الصورة

– الفيلم حائز على 5 جوائز أوساكر الكبرى !!
( أفضل فيلم + أفضل ممثل + أفضل إخراج + أفضل ممثلة + أفضل سيناريو)

Imdb : 8.7

Me : 9.5

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...