الرئيسية الصحةالصحة العامة الحمض النووي “DNA”

الحمض النووي “DNA”

بواسطة احمد ميسرة
نشر اخر تحديث 403 مشاهدات

هل تعلم عزيزي القارئ أن نحو 99.9% من جزيئات الحمض النووي “DNA” لدى جميع البشر على هذا الكوكب متطابقة تماماً، وأن العدد القليل المُتبقي 0.1% هو الذي يُشكل تميُزنا عن بعضنا البعض بين الأعراق والشعوب المختلفة متمثلاً في لون البشرة والعيون والشعر وغيرها من الصفات الأخرى.

الحمض النووي أو ما يُختصر بـ “DNA” جزئ طويل أشبه بِسُلم لولبي الشكل يتكون من شريطين مزدوجين من الكرومسومات التي تحمل الصفات الوراثية ويحتوي على الكود الجيني الفريد لكل شخص، ويعمل على تخزين المادة الوراثية وترجمة كافة البيانات والمعلومات الجينية في الكائن الحي ونقل الصفات الوراثية من الأباء إلى الأبناء وتوارثها بين الأجيال.

استخدمت عالمة الفيزياء “روزاليند فرانكلين” الأشعة السينية لدراسة وتحليل الحمض النووي وبعد عدة محاولات نجحت في ذلك وتوصلت الي شكل الـ “DNA” وفهم تركيبه من خلال حصولها على مجموعة صور عالية الدقة للحمض النووي ، بناءً على ذلك قام كل من العالمين “جيمس واتسن” و”فرانسيس كريك” بعمل نموذج لـ “DNA “وأعلانا عن إكتشاف الشكل المُزدوج والهيكل الحلزوني للحمض النووي مما قادهم هذا الإكتشاف العظيم للفوز بجائزة نوبل في العام 1962م، وعلى الرغم من انهما إستندا على نتائج البيانات التي تحصّلت عليها الباحثة روزاليند فرانكلين والتي سُربت إليهم عن طريق أحد زملائها، مع ذلك لم يُذكر اسمها على الإطلاق ضمن الفريق الذي نال الجائزة.

يُعد اكتشاف الحمض النووي علامة فارقة في عملية البحث العلمي والتطور المعرفي فقد فتح العديد من الأبواب التي لم تكُن معروفة من قبل، ساعدت في خدمة البشرية وأنقذت حياة الملايين من الناس، ومهدت الطريق أمام مجالات علمية حديثة مثل هندسة الجينات وغيرها، كما أدت الدراسات عن الحمض النووي إلي سهولة عمل إختبارات تحديد النسب لنصل إلي ما يعرف به اليوم بإختبار الحمض النووي والذي يُجرى بغرض التأكد من الأبوة، هذا ويُمكن إجراء تحاليل الحمض النووي على أي عينة تحتوي على خلايا بها نواة.

إستخدامات الحمض النووي كثيرة جداً حيث يستخدم بصورة أساسية في التحقيق الجنائي لإدانة وإثبات الجرائم وتبرئة المتهم والتعرُف على الهوية، كما يُستخدم في الأبحاث والدراسات المُتعلقة بصحة الإنسان وتشخيص الأمراض الوراثية، وله دور رئيسي في تقنيات الهندسة الوراثية في تعديل جينات الحيوانات والنباتات من أجل تحسين معدل إنتاجها ومقاومتها للأمراض والفيروسات.

جزيئات الحمض النووي أكبر بكثير مما تتوقع، حيثُ أثبتت الدراسات أنه إذا تم تفكيك جزيئات الحمض النووي في الجسم ومدّها على نحو مستقيم فإنها سوف تصل إلى الشمس وترجع عدة مرات بمقدار ما يُشكل أكثر من 600 رحلة من الأرض إلى الشمس ذهاباً وإياباً.

داخل كل سلسلة من الحمض النووي توجد الجينات، والجين هو الوحدة الأساسية للوراثة تتكون الجينات من الحمض النووي وتعمل على تصنيع جزيئات البروتينات، بحيث تقوم الخلايا بإستخدام هذه البروتينات لأداء وظائف معينة في عملية النمو والبقاء على قيد الحياة.

في حالة حدوث أي خطأ في ترتيب أو تسلسُل القواعد النيتروجينية في جزيء “DNA” يؤدي ذلك إلى تغيير المعلومات الوراثية فينتج عنها بما يسمى بالطفرة “Mutation”، وفي حالة حدوث الطفرة الوراثية في الخلايا الجنسية يصبح بالإمكان نقل هذه الطفرة من جيل لأخر مما يتسبب ذلك في ظهور الأمراض الوراثية.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...