الرئيسية تاريخ وسياحة الهوية السودانية ج(1)

الهوية السودانية ج(1)

بواسطة مجتبى محمود عمدة
178 مشاهدات

تحديد الهوية السودانية ظل يشكل حضوراً أساسياً في كل الحوارات الثقافية و الفكرية و الصراع السياسي طول تاريخ سودان ما بعد الإستقلال ؛ و أزمة الهوية هي أحد المشاكل التي عانى السودان منها و مازال يعاني، و لا تنفك النّخب السياسية و الحركات المسلحة في السودان عن إثارة مسألة الهوية، و إصرار البعض على ضرورة حسم العلاقة بين الدين والدولة، و يوجد تنازع حاد بين التيارات المختلفة لحسم و تحديد الهوية السودانية، فمَن نحن؟ هل نحن عرب؟ أفارقة؟ أم أننا سودانيون؟

و غالباً ما تكون الإجابة على السؤال حسب الإنتماء العرقي أو الثقافي و الفكري للفرد، فالسودان به جزء كبير من العرب ينظرون إلى الهوية السودانية بإعتبارها (عربية). و هؤلاء لهم ما يستشهدون و يستلون به على عروبة السودان، و أيضاً السودان به أفارقة يرون أن الهوية السودانية هي (الأفريقانية) و لهم عادات و تقاليد و تراث يستشهدون به ناهيك عن موقع السودان في القارة الأفريقية، و هناك جزء آخر ذهب إلى أن السودان لا عرب لا أفارقة بل هم سودانيون لهم خصائصهم التي تميزهم عن الآخرين، لكن طول السنوات الماضية و حتى بعد إنفصال الجنوب.. والآن لم ننجح كسودانيين في التوافق على إجابات هذه الأسئلة، فكثيرون يرون أن الدولة السودانية ما زالت في طور النشوء و لذا فإن الهوية السودانية لم يكتمل تشكلها بعد.

قبل كل شيء لا بد من الإجابة على سؤال ما هي الهوية؟
الهوية هي حقيقة الشيء أو الشخص التي تميزه عن غيره، و الهوية هي مجمل السمات التي تميز شيئا عن غيره أو شخصاً عن غيره أو مجموعة عن غيرها، كل منها يحمل عدة عناصر في هويته، و للهوية الشخصية تعرف شخصاً بشكله واسمه وصفاته وجنسيته وعمره وتاريخ ميلاده. الهوية الجمعية (وطنية أو قومية) تدل على ميزات مشتركة أساسية لمجموعة من البشر، تميزهم عن مجموعات أخرى. أفراد المجموعة يتشابهون بالميزات الأساسية التي كونتهم كمجموعة، وربما يختلفون في عناصر أخرى لكنها لا تؤثر على كونهم مجموعة.. فما يجمع الشعب الهندي مثلاً هو وجودهم في وطن واحد ولهم تاريخ طويل مشترك.

إذاً فما هي الصفات التي تمييز السودانين عن غيرهم؟ و لماذا الإجابة على سؤال الهوية في السودان يصعب التوافق عليه؟ و ما هي الجهود الفكرية و الثقافية و السياسية التي بذلت للإجابة على تساؤلات الهوية السودانية؟ هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني، و الأجزاء القادمة.

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...