عُمر

بواسطة ريان النور
278 مشاهدات

هتف فناداه بصوتٍ كان مسموع له هو فقط ألحقها بهمهمه صغيره ظنها كانت في نفسه و لكن تردد صداها للمحيط كله : و لكن ماذا و قد مات الشاه.

إلتفت إليه و هو غارق في دموعه : منذ أن ولدنا يا عُمر، منذ أن ولدنا .

و ذهب و تركه ذلك كان آخر لقاءٍ بينهما و كان ذلك اتفاقهما الغير معلن حتى و لو لم يكن على ورق، و لو أن قلبيهما معلقان ببعض و لكن لن يلتقيا مجدداً، فكلاهما يكشف لـلآخر سوءاته.

كان دائماً عُمر يضاحكني قائلاً سر صداقتنا في أننا نحمل نفس الاسم و لو أننا لن نستطيع أن نحمل معناه “عُمر”، و كان دائماً يقول لي أعمارنا فارغه يا صديق و كأنها مصنع زجاج توقف عن العمل منذ خمسمئة عام و لا أدري لماذا كان يشدد على خمسمئة عام هذه؛ لعله كان يظن أنه و في زمان ما عاشت روحة هذه المده قبل أن تنتهي مأساتها بإقترانها بجسده.

نولد في هذه الحياة بلا قضيه و لا حتى هدف هكذا فقط، إلى أن نكبر حينها نتبنى إحدى القضيتين الأعظم؛ إما الوطن و إما إمرأه، و كان حظنا العاثر في هذه الحياة أن تبنينا القضيتين معاً فخاننا الوطن و داست على قلبينا إمرأه ما العمل الأن. أذكر أني بكيت حرقتي كلها حتى شعرت أني أنفلقت إلى إثنتين و استعصى علي تجميع نفسي فهممت خارجاً قلت لهم: إني ذاهبُ لِليلي.

فظنوا أني ذاهبٌ لِليلة و ليتهم يعلمون أن ليلتي هي محبوبتي ليلى.

أهيم في الشوارع و كأنني إنسلخت مني، كل الذي يراني يظن أن بي ضربٌ من الجنون ليلاي فارقتني فكيف لا يصيبني الجنون؟!، لست أدري ماذا حدث و لكنني أقف أمام دارها أبكي فاجعتي فيها، كانت أرضي التي لا تخون فكيف خانت؟!، ليلاي ماذا فعلتي بِعُمَرِك.

لم تمض بي الأيام سريعاً ليس كما كنت أظن على أية حال، هأنذا في غرفتي، أغمضت عيناي بعنف و كأنني أبحث عن مخرج أريد الهروب، أبحث عن جزئي الناقص، منذ فراقها و أنا منقسم إلى إثنتين؛ أسير و كأنني شخصين أحادثني أضاحكني ألاعبني و أغفو على كتفي.

أسير في مرجٍ أخضر كبير و بجانبي عُمر يحدثني عن الوطن عن قضيته الخاسرة، أحدثه عن إمرأتي وطني الخائن إجتمعنا الإثنين على فاجعه واحدة أخذنا لوح الشطرنج و سراً إتفقنا أن الذي يفوز بيننا فاجعته أعظم، إنتشرت بيادقنا على اللوح الصغير و لوهلة كانت الحياة اللوحة، و أنا كنت البيدق الذي لقي نحبه على يدي الرُخ، لست أدري كيف و لماذا استطالت اللعبه بيننا، توقف للحظه و نظر داخل عيني ظننته لوهلة ينظر لأبعد بقعه في روحي أبعد اللوح عنا، سيموت الشاه يا عمر فمن منا هو؟أ  في تلك اللحظه جيش كلماتي إحترق، زفرت آه خرجت حارة من جوفي لو أبقيتها في داخلي لإنفجرت، أعاد لوحة الشطرنج بيننا و إتخذ خطوته الأخيرة نظر إلي بعمق هذه المرة و أضاف: أظن أن كلا الشاهين قد مات هنا..

و اردف: مات عُمر.

فتحت عيناي بسرعه، أنا في غرفتي أشيائي حولي مرآتي المكسورة على خمسة عشر قطعه، أوراق شِعري المُبعثرة و بعض ملابسي على الأرض، تلفت حولي أين عُمر؟!، أخذت قطعة من المرآه المكسورة نظرت إلى وجهي هذا أنا بوجهي الشاحب و عيناي المنطفئة، تبسمت بتعب هذا أنا اجتمعت بنفسي فارقني عُمر عبثت بشعري و رُحت أهتف : منذ أن ولدنا يا عُمر، منذ أن ولدنا.

 

ريان النور

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...